قائمة الموقع

شمعة مجنونة اتسعت شهيتها فالتهمت عائلة بأكملها

2013-01-31T11:11:18+02:00
صور عائلة ضهير
الرسالة نت- محمد أبو زايدة

بيضاء اللون، طولها بضعة سنتيمترات، اتسعت شهيتها آخر أيام يناير بعدما كان يسد رمقها جثة طفلٍ أو اثنين، وبعض أثاث المنزل، لتلتهم هذه المرة عائلة بأكملها !

ليلة الفاجعة، وميض برق يداعب الظلام، وأصوات المطر شكلت سمفونية رائعة تطرب بها آذان الفقراء ممن غطت أسطح بيوتهم صفائح "الزينقو"، الجو يزداد برودة وتتقلص المسافات بين الأطفال وحضن الأم.

أقفل رب العائلة "حازم ضهير" النوافذ وأشعل –من ظنها بريئة بثوبها الأبيض- "الشمعة"، وجلس والأم والأبناء الأربعة يرقبون تراقص ألسنة لهبها، "والدفء بالعين" على رأي المثل.

أضحى الليل كاحلاً بشارع "نضير" في حي الشجاعية شرق غزة، حيث تقطن العائلة في بيت بطوابق ثلاث، وغطت الأسرة في نوم عميق، وليتها لم تنم.

باغتت الشمعة –كعادتها الخبيثة- النيام، وأتت على الأثاث والثياب، لتشعل كل ما يعترض طريقها، واتسعت شهيتها لتطال الأب والأم والأبناء كذلك.

"لعنة الله عليها" شتم "فايز" شقيق المتوفى حازم –الذي يقطن أسفل منه- الشمعة، ولو كانت حينها "رجلاً لقتله" من شدة غضبه وحزنه على فراق الأحبة.

يروى فايز لـ "الرسالة نت" اللحظات الأولى للحريق، يقول: "سمعنا أصوات صراخ، النيران كانت مشتعلة في أرجاء المنزل، ركضت مسرعاً لأنقذ أخي وأبناءه؛ لكن ... ".

"رحمه الله" تمتم بها، وأضاف: "سارعت حينئذٍ بالاتصال على الدفاع المدني لإخماد الحريق، بعدما عجز الجميع عن دخول شقة أخي؛ لكثافة النيران، وبعد إخمادها دخلنا الشقة لنجد أمامنا هياكل متفحمة وجدران سوداء".

نُقِلت الجثامين إلى مستشفى الشفاء بغزة، والجميع في حسرة، حتى هلّ الفجر بعد هجره، بلونه الوردي يعلن الحداد، ونور الصبح صحى الحزن في القلوب، قائلاً "أقيموا واجب العزاء".

وفي العاشرة صباحاً اجتمع أهل الأسرة في مجمع الشفاء، ليشيعوا الجثامين، وينقلوها إلى مثواها الأخير.

الأنباء وقتئذٍ تواردت عن تظاهر المواطنين أثناء تشييع جثامين المفقودين، أمام شركة الكهرباء بغزة، تعبيراً عن سخطهم باستمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وزارة الداخلية قالت إنها فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث، الذي أودى بحياة الثلاثيني حازم وزوجته سمر (30عاماً)، وابنيه محمود (6سنوات) ونبيل (4 أعوام)، وابنتيه فرح (سنة وشهرين) وقمر (4شهور).

وتذكر طواقم الدفاع المدني أنها تلقت نداء استغاثة حول الحادثة الساعة 3:15 فجراً، وأنها وصلت للمكان بعد 4 دقائق، وبدأت بإطفاء الحريق وإخلاء الجثث.

ستمر كارثة عائلة "ضهير" كما مرت مآسي عوائل كثيرة بغزة فقدوا أعزة بذات الطريقة. ويبقى السؤال المُحير: "من يضمن ألا تتسع شهية الشمعة الملعونة مرات مقبلة؟!".

 

اخبار ذات صلة