يعمد الاحتلال "الإسرائيلي" إلى تجميل منظر الحواجز العسكرية أمام مداخل مدن وقرى الضفة الغربية، لزرع واقع جديد في مخيلة المواطن الفلسطيني، وكأن هذه النقاط القاتلة لوحات فنية خلابة.
حاجز جنوب شرق نابلس الذي شهد ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، وأجبرت نساء كثر للإنجاب عليه بسبب إغلاقه لساعات شرعت قوات الاحتلال قبل أيام بعمليات تصليح وترميم له.
وجرى تصميم الحاجز ليبدو مدخلا راقيا للمدينة، فأقام الاحتلال أشكالا هندسية وأقواسا حجرية تخدع الناظرين.
الخبير في شئون الاستيطان عبد الهادي حنتش, قال لـ"الرسالة نت" إن مظاهر الحواجز دعاية إعلامية يقودها قادة الرأي "الإسرائيلي"، لتضليل الرأي العام العالمي، وايهام العالم بأحقية الاحتلال في عمارة هذه الأماكن.
ويرجع حنتش هذه الإجراءات "لجعل هذه الحواجز معابر للمدن الفلسطينية"، لتسهيل تقطيع أوصال الضفة خارج التجمعات الرئيسية، ووقف تمدد المدن بشكل أفقي سواء في العمران أو الزراعة.
وأكد أن البناء القائم أمام حاجز حواره، يعطي دليلا على سرقة التراث والحجارة الأثرية من الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى أن الاحتلال خطط لإقامة 33 حاجزا ونفقا لتسهيل حركة المستوطنين بالضفة.
من جانبه, يقول الخبير في الشأن "الإسرائيلي" د.عمر جعارة أن أحزاب الوسط واليسار واليمين يدعون أن نتنياهو خطر على دولة "إسرائيل"، لأنه بعيدا عن حسابات التكاثر السكاني الفلسطيني، وأهمل استعادة 20 مليون يهودي من جميع أنحاء العالم إلى "إسرائيل"، لتصبح الدولة ذات القومية اليهودية".
ويضيف جعارة لـ"الرسالة نت": "هذه الأعمال التي يقوم بها الاحتلال في تغيير لمعالم الشوارع والبيوت رسالة مقصودة، وتحمل بعدا دينيا عنصريا، ركع لها العلمانيون في الانتخابات الإسرائيلية للأحزاب الدينية المتطرفة".
تحسينات مستفزة
الشاب عوض عبد الرحمن (26 عاما) من مدينة رام الله يضطر لعبور حاجز حوارة يوميا في طريقه لنابلس حيث مكان عمله، ويقول إن تحسين منظر الحواجز يهدف لتضليل الفلسطينيين.
أما الطالبة الجامعية منى مفلح من قرية بيتا والتي تعبر الحاجز في طريقها لجامعتها في نابلس يوميا تقول لـ"الرسالة نت": "أعتقد أن تجميل صورة الحواجز العسكرية طريقة استفزازية لنا كمواطنين، لأننا نضطر لعبور الحاجز بشكل يومي، إنهم يرسلون لنا رسالة مفادها أنهم أصحاب الأرض".
وترى أن هذه المحاولات فاشلة، فالفلسطينيون أوعى من أن تؤثر هذه الأعمال على أفكارهم ومعتقداتهم، وهم يدركون أن هذه مجرد تحسينات شكلية، وستبقى صورة الحاجز مؤلمة ومستفزة مهما كان شكله الخارجي جميل.