قائد الطوفان قائد الطوفان

صالونات الرجال تنافس نظيرتها النسائية في قصات الشعر

صالون حلاقة- ارشيفية
صالون حلاقة- ارشيفية

غزة/لميس الهمص

أمسك مازن المقص بين أصبعيه وبدأ يشكل شعر أحد زبائنه ليصل بعد جولات خاضها "للكوكو" طلب الزبون ، ففي حين عرفت صالونات الرجال بطبيعة تخصصها مركزاً معتمداً لصف الشعر وترتيبه منذ الأزل، إلا أنها أصبحت لا تقل شأناً عن صالونات السيدات في كثير من أنواع الخدمات التي تقدمها.

فلمن يعاني من الشعر الزائد حول حواجبه أو في لحيته فعليه بالفتلة (الخيط) التي ستقوم بواجب النتف، وإن كان الرجل يعاني شعراً زائداً خشن الملمس فلا داعي للقلق، فقد وصل أيضاً اختراع الشمع إلى صالونات الرجال، حيث يمكن استخدامه لمن يرغب به بدلاً من موس الحلاق الذي يستخدم في الغالب أكثر من غيره لتحديد حواف اللحية بأشكال مختلفة.

خدمات متنوعة

وإلى جانب خدمات صف الشعر واللحية، طرأت على صالونات الرجال كذلك خدمات أخرى مشابهة لتلك التي تقدم للسيدات، ومنها حمامات الزيت الخاصة بالشعر، وتنظيف البشرة باستخدام بعض أنواع الكريمات مع البخار، فضلاً عن "المساجات" وآخر صيحات الشعر الشبابية من صبغ وتمليس.

ويقول الحلاق مازن :"أمارس مهنة تصفيف الشعر منذ خمسة سنوات وفي كل يوم تختلف طلبات الزبائن عن اليوم الذي يسبقه كما أن نوعية الخدمات تختلف عن ما كنت أقدمه مع بداية عملي"، مشيرا إلى أن 50% من الزبائن يطالبونه بقصات غير تقليدية تختلف أشكالها وأسماؤها.

ويضيف:" خرجت قصات حديثة تسمى "الكوكو" كونها تشبه عرف الديك بالإضافة للسبايكي ، علاوة على تقليد العديد من المشاهير من لاعبين وفنانين في قصاتهم التي لا تنتهي"، موضحا  أن كثيرا من زبائنه يطلبون حف حواجبهم وتخفيفها مبينا أن الصبغه والفرد والاسشوار هي من مهام الحلاق التي لا غنى عنها .

ويضطر مازن (25عاما) لتعلم تلك القصات في رؤوس الزبائن حتى يوفر لهم ما يطلبون كما أن عليه أن يكون مطلع على أحدث صيحات اللاعبين حتى يستطيع تقديمها لزبائنه.

وبالرغم من أن ظاهرة تقليد المشاهير كانت موجودة في الستينات والسبعينات إلا أن انتشارها اليوم جاء نتيجة للضخ الإعلامي اليومي المخيف لنماذج مختلفة وغريبة.

علا هاشم ترى أن جيل الشباب اليوم يعيش أزمة حقيقية وصراعات نفسية عديدة نتيجة فقدان الهوية ،كما أنه يعيش ازدواجية في الشخصية، عازية ذلك للكبت والحرمان من أبسط الحقوق، بالإضافة لاستقبال كماً هائلاً من الوسائل الإعلامية متنوعة الأشكال.

وأوضحت أن ما يعرض عبر الشاشات لا بد أن يؤثر بشكل أو بآخر، خاصة مع الأشخاص الذين يفتقدون للوعي والثقة بالنفس ولا يدركون ماذا يريدون في حياتهم ويتوقون للحرية الشكلية.

اهتمام بالتجميل

اهتمام الشباب بالتجميل والعناية البشرة التي كانت مقتصرة في الماضي على المرأة بات ملحوظا في الآونة الأخيرة، فلم يعد غريبا مشاهدة أحدهم في صالون للحلاقة وهو يجري تنظيفا للبشرة، أو آخر يقوم بصبغ خصلات شعره.

أبو نشأت صاحب أحد محال بيع مستحضرات التجميل أكد "للرسالة" إقبال عدد كبير من الشباب على شراء كريمات الشعر والوجه، موضحا أن الأمر لم يعد مستهجناً.

وبين أن الشباب من عمر 18 وحتى 26 عاما يقبلون على جميع المستحضرات من العطور وكريمات الجسم والبشرة والحلاقة, فيما يقتصر الشباب من 27 عاما فما فوق على شراء العطور وكريمات الحلاقة، ويتوقف معظمهم تماما في سن الثلاثين عن شراء مستحضرات العناية بالجسم.

وحول إذا ما كانت صالونات الحلاقة هي من تروج لتلك القصات والمستحضرات ذكر أبو صائب وهو صاحب احدى المحال أن الصالونات لا تروج لمثل هذه القصات، مبينا أن السبب الرئيسي هو التأثر باللاعبين والفنانين في فترة الشباب.

ويبن أن أغلب الشباب يأتون وفي مخيلتهم (قصة) معينة سواء لمطرب معين أو ممثل أو لاعب كرة، وبحسب أبو صائب فإن موديلات تهذيب اللحية كثيرة فمنها الخنجر ولحية خط ومرساة السفن و(سكسوكة قفل) إلى غير ذلك من فنون قي قص اللحية.

وأكد على أنه يمارس المهنة منذ عشرة أعوام ، وطيلة هذه الفترة لم يشاهد هذه القصات الغريبة إلا في هذه الأيام، مبينا أنهم لا يمكن أن يرفضوا أي نوع من القصات لأي كان شاب أو غير شاب في حال طلبت منهم .

الشاب باسم علي وهو أحد المتواجدين في صالون الحلاقة شارك في الحديث وقال أن الحلاقة هي مزاج شخصي ومن حق الشاب أن يختار نوعية الحلاقة التي يريدها فهي بالأخير تعكس شخصيته، مشددا على أن هذه القصات وحدها لا تحكم على شخصية الشباب وإنما أخلاقه.

بينما الشابة هند تعجبت من الأشكال الغريبة التي يتحلى بها شباب اليوم مؤكده أن الأناقة ليست بالشكل الغريب ومن المهم الاهتمام بالذوق العام قبل الذوق الشخصي لأننا في مجتمع شرقي لا يحبذ التقليد، مؤكدة على أن الاعتدال مطلوب في النظافة والعناية بالجسم والشكل، وأي خروج على ذلك سيكون منافيا للفطرة والطبيعة.

 

البث المباشر