بعد مضي عام تقريبا على انتخابات نقابة الصحافيين في قطاع غزة وإعادة شريان الحياة إليها بات كثيرون من الصحافيين الشباب يتعطشون لمزيد من الحقوق التي تكفل لهم استمراريتهم وتطورهم وثقل شخصيتهم الصحافية وذلك رغم الإمكانات البسيطة التي تحظى بها النقابة.
التجربة التي تخوضها نقابة الصحافيين في غزة صعبة ولاسيما بعد موت النقابة لمدة تزيد على عشر سنوات وانتساب غير الصحافيين إليها لاعتبارات سياسية وتنظيمية.
"الرسالة" حاورت ياسر أبو هين نقيب الصحافيين للتعرف على أبرز إنجازات النقابة ودورها في متابعة الوسائل الإعلامية في غزة لتحقيق المصالحة.
رسوم العضويات
بداية الحديث، وصف أبو هين تجربة النقابة بعد فوزهم في انتخابات مارس الماضي بالصعبة لأنهم بدؤوا العمل من الصفر دون إمكانات بالإضافة إلى فقدان كادر بشري يعمل داخل النقابة، قائلا: "لا نزال نعتمد على التبرعات ورسوم العضويات في عملنا النقابي".
وذكر أنه لم يكن للنقابة منذ عام 1999 إلى حين استلامهم إياها أي وجود، "وهذا يعتبر موروثا ثقيلا ولاسيما على صعيد الملفات الصعبة"، مشيرا إلى أن تطلعاتهم كبيرة، "فمن الصعب تقييم التجربة لأننا لا نزال في البداية".
ولفت أبو هين إلى أنهم نجحوا في إعادة الاعتبار لنقابة الصحافيين بعد أن كانت لا تمثل الصحافيين في الماضي، لافتا إلى أنهم أصبحوا بعد الانتخابات العنوان الأكبر الذي يمثل الصحافيين.
وفيما يتعلق بالعضويات لفت إلى أنهم منذ إعلان فتح الانتساب للنقابة لم يضعوا أي شرط يمنع الصحافي من الانتساب ما دام أن الشروط المتعارف عليها تنطبق عليه، مبينا أن غالبية المنتسبين هم من فئة الشباب، "ما يعني تعطش الوجوه الصحافية الشابة إلى العضويات بعد أن أغلقت في وجوهها بالسابق".
ووفق أبو هين فإن باب الانتساب منذ 2006 لم يفتح للنقابة رسميا، "بل كان بسرية عبر الجسم الذي يدير النقابة سابقا، فكانت العضوية تمنح بناء على الانتماء السياسي".
وقال: "هناك مئات ممن تم منحهم العضوية ليسوا صحافيين ولا يعملون في الصحافة لكنهم حصلوا عليها بناء على اعتبارات تنظيمية حرم منها الصحافيون".
وذكر أبو هين أن عدد الصحافيين الحاصلين على العضوية يقارب 450 صحافيا وصحافية، "إلى جانب عدد الطلبات التي لا تزال تقدم بعد أن أعيد فتح باب التسجيل مجددا".
حرية الرأي والتعبير
وخرجت في الآونة الأخيرة أبواق كثيرة تندد باعتقال صحافيين على يد الأمن الداخلي في قطاع غزة. وحول ذلك علق أبو هين بالقول: "بعد متابعة قضية الاعتقال ومراجعة وزارة الداخلية ثبت أن الموقوفين ليسوا صحافيين عدا واحد منهم الأمر الذي جعلنا نطالب بالإفراج عنهم"، مبينا أن توقيفهم لم يكن على خلفية إعلامية.
وأكد أن نقابته ضد أي انتهاك لحق الصحافيين على خلفية عملهم الإعلامي أو حرية الرأي والتعبير.
ونفى أبو هين في سؤال حول تواصل نقابة غزة مع الضفة وجود أي تواصل، مشيرا في الوقت نفسه إلى استعدادهم للتعاطي والتعامل بإيجابية عالية مع أي جهد لتوحيد نقابة الصحافيين على قاعدة المهنية والعمل النقابي البعيد عن أي تدخلات سياسية.
وكشف نقيب الصحافيين في غزة عن وصول دعوة إليهم من اتحاد الصحافيين العرب من أجل التدخل لتوحيد الجسم النقابي، موضحا أن رد نقابته كان إيجابيا، "لكن الحدث تأجل بناء على انتخابات اتحاد الصحافيين".
أما عن دورهم في تحديد آليات العمل الصحافي لتحقيق المصالحة فقال: "منذ بداية الانقسام نعمل على تهيئة الأوضاع السياسية، وطالبنا وسائل الإعلام بأن تكون عامل توحيد في المجتمع الفلسطيني وتعمل على بث روح الوحدة ونفي الماضي"، مضيفا: "لدينا رغبة في تحقيق مصالحة صحافية وإعلامية يضرب فيها المثل على الصعيد السياسي".
وتابع: "هناك وسائل إعلام لا يروق لها الجو التصالحي أو حالة الوحدة الوطنية والحوار والاتفاق ما بين مكونات الشعب الفلسطيني لذلك فهي تعمل على تسميم الأجواء"، مؤكدا وجود مؤسسات تدعي أنها إعلامية، "لكنها تعمل بأجندات سياسية وأجنبية".
عقبات كبيرة
عدد كبير من الصحافيين الشباب يعلقون آمالهم على النقابة الجديدة في غزة ولاسيما في تحقيق مسألة الأمان الوظيفي، وحول ذلك يبين أبو هين أن حجم الآمال كبير، وأن نقابته تسعى جاهدة للعمل على تحقيقها رغم قلة الإمكانات، موضحا أن لديهم عزيمة كبيرة لتحقيق كل ما يحتاجه الصحافي، "لكننا منذ استلامنا النقابة صدمنا بعقبات كبيرة".
وفيما يخص وضع الصحافيات أشار إلى أنهن جزء أساسي من الحركة الإعلامية في فلسطين، "ولاسيما بعد أن أثبتن أنفسهن في العمل والعطاء ما يلقي مسؤولية كبيرة على النقابة للاهتمام بهن"، متوقعا أن يكون لهن عمل نقابي خاص في المستقبل، "وتحديدا في الدورات وخدمة الصحافيات في أكثر من مجال".
ووعد نقيب الصحافيين في ختام حديثه أن تظل نقابته تحاول تلبية كل مطالب الصحافيين والصحافيات رغم قلة الإمكانات.