هل يكون 4 آب أسخن الأيام في صيف 2009 ؟

رامـي خريـس                                       

          أحداث الصيف ساخنة كدرجة حرارته المرتفعة التي أصابت الفلسطينيين كغيرهم من شعوب الدول التي تتعرض لموجات الحر الشديد في هذه الأيام بحالة من التوتر والخوف من ما تحمله الأيام القادمة من مجهول ، وتكثر الأسئلة في جلسات الصيف المسائية عن توقعات مستقبلية لقضايا عدة تهم المواطنين ، فهناك من يطرح استفساراً حول مستقبل الحوار وآخرون يخافون من عدوان إسرائيلي قد يتجدد على قطاع غزة الذي خرج لتوه من حرب الفرقان الطاحنة ، ولا يزال موضوع الحصار يلقى الاهتمام الأكبر من قبل المواطنين الذي يتساءلون عن إمكانية إدخال مواد البناء التي يفتقدها القطاع والحديث يتشعب للسؤال عن أسعار الاسمنت المهرب وغيره من السلع التي تدخل عبر الأنفاق.

** الاستحقاق القريب

ومع ذلك يبدو أن الاستحقاق الأقرب والذي سيكون لنتائجه تأثيراً كبيراً على مجمل الملفات يتعلق بمؤتمر فتح السادس الذي من المقرر عقده في 4 آب أغسطس المقبل ، وينتاب قادة حركة فتح هذه الأيام نوبات من القلق الشديد ، فمستقبل حركتهم أضحى مرهوناً بالمؤتمر الذي سيتم خلاله تشكيل قيادة جديدة للحركة ، سيكون على عاتقها تقرير مصير الحركة والطريق الذي تسلكه خلال المرحلة القادمة .

والأهم من ذلك هو مدى نجاحهم في عقد المؤتمر بالطريقة اللائقة فلا تزال هناك شكوك تحيط بإمكانية عقد المؤتمر في ظل استمرار الخلافات التي تحيط به وبمكان عقده وبالأعضاء الذين سيشاركون فيه ، وهذه النقطة بالذات عليها خلافات شديدة ، فمعايير العضوية في المؤتمر غير واضحة وربما تفجر صراعاً كبيراً خلال الأيام القادمة فهناك من يضع أسماء في الكشوفات لأشخاص مقربين منه وآخرين يستبعدون شخصيات لها تاريخ نضالي في الحركة .

ويبدو أن هاجس المؤتمر والخوف من الفشل دفع رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس إلى متابعة التحضير لعقده حتى أنه تفقد القاعة التي سيعقد بها في مدينة بيت لحم .

ففشل عقد المؤتمر أو حتى عدم النجاح في إخراجه بطريقة سليمة سيكون له تداعيات خطيرة على جسم  الحركة الذي بدا متهالكاً ومنقسماً على نفسه لاسيما بعد تصريحات فاروق القدومي الأخيرة.

** حركة جديدة

وعلى أية حال فإن حركة فتح بعد 4 آب ستكون جديدة فقد أقدم قادتها الحاليون على التخلي على جسد الحركة في الخارج ، وقرروا أن يستأثروا بما تبقى منها في الضفة الغربية ، وهو ما سيكون له نتائج وخيمة بحسب عدد من المراقبين وقادة كبار في الحركة الذين يرون أن تاريخ 4 آب سيكون بمثابة إعلان وفاة الحركة وليس ولادتها من جديد كما يروج بعض القادة الجدد في الحركة.

وفي مقابل القادة الجدد فسيبقى هناك من أعضاء الحركة من يتحدث باسمها أو قد يضطر للإعلان عن اسم جديد يعمل تحته إذا تيقن ان حركة فتح لن تعود كما كانت.

وفي كل الأحوال فإن مؤتمر فتح سيكون له تداعيات على ملف العلاقة مع الاحتلال حيث يحاول الفريق الذي يتزعمه محمود عباس أن يلغي "الكفاح المسلح" من قاموس حركة فتح وهو ما قد يؤدي إلى تعزيز التنسيق الأمني ودفعه إلى مراحل متقدمة ، ووضع سياسة جديدة للحركة تقبل بأي عروض سياسية في إطار ملف التسوية السلمية.

وفيما يتعلق بملف العلاقات الداخلية الفلسطينية فيحمل تعقيدات كثيرة ، فقد يؤدي انقسام فتح المتوقع إلى مزيد من الضعف في مواقفها مقابل حركة حماس التي تحافظ على صلابة مواقفها ، وقد يكون العكس إذا خرجت الحركة بشكل أقوى بعد المؤتمر وهذا ما يستبعده المراقبون.

ومن الواضح أن قيادة سلطة رام الله فضلت تأجيل جلسات الحوار إلى ما بعد المؤتمر حيث ترى انها في هذا الوقت ضعيفة في ظل "قنبلة" القدومي التي ألقاها وأدت إلى حدوث ارتجاجات عنيفة في صفوف حركة فتح ، سيحاولون خلال المؤتمر معالجة تداعيات هذا الملف ولكن قد تكون هناك ملفات أخرى ومفاجآت خلال الأيام القادمة قد تقوي أطرافاً وتضعف أخرى .

يبدو أن صيف فلسطين سيكون هذا العام هو الأشد حرارة بعد أن تخطى قطاع غزة شتاءً حافلاً بالحروب والمواجهات ، فهل يكون 4 آب القادم هو أكثر أيام الصيف سخونة .

 

 

 

البث المباشر