قائمة الموقع

أربعةُ أجنةٍ.. سفراءٌ للحرية بأرحامِ أمهاتِهم

2013-02-06T16:41:25+02:00
طفل رضيع في غزة (الأرشيف)
نابلس-الرسالة نت

مشاعر من الفرحة والترقب.. ودموع الحزن تنسال من عيون أرهقها السهر بانتظار عودة الأسير.. لكن الواقع أصعب وأقرب إلى المستحيل في ظل غيابه خلف أسوار عالية وقضبان حديدية صماء لا تعرف الرحمة.

هي مشاعر مختلطة تعيشها زوجات أربع أسرى في سجون الاحتلال، تمت لهن عمليات زراعة أطفال أنابيب بعد نقل عينات من الحيوانات المنوية لأزواجهن من خلف القضبان، ليكونوا سفراءهم للحرية، في محاولة لانتزاع أطفال يحملون أسماءهم.

وأجريت عمليات زراعة الأنابيب لزوجات الأسرى, علي نزال من مدينة قلقيلية والمحكوم 20 عاما أمضى منها 6 سنوات، ولزوجة الأسير رأفت معروف من رام الله والمحكوم 15 عاما أمضى منها سبع سنوات.

كما أجريت عملية التلقيح لزوجة الأسير عبد الكريم ريماوي المحكوم 25 عاما، أمضى منها 13 عام، إضافة لزوجة الأسير سامر السيلاوي المحكوم 4 مؤبدات و55 عاما، والمعتقل منذ عشرين عاما.

فرحة وانتصار

بأنفاس متقطعة وصوت يملؤه الشوق لطفل قادم، قالت سلام نزال (28 عاما) زوجة الأسير علي نزال: "أنا الآن حامل بالشهر الثاني بعد إجراء عملية زراعة الأجنة الثلاثة وقد ثبت والحمد لله جنين واحد في أحشائي".

ووصفت نزال مشاعرها لـ"الرسالة نت" قائلة: "ما نعيشه الآن هو فرحة وانتصار حقيقي لنا".

وأضافت سلام: "زوجي اقترح علي الفكرة منذ عامين، إلا أن ترددي كان لعدم وجود تجارب سابقة، لكن بعد أن نجحت تجربة الأسير عمار الزبن بإنجاب مهند قبل شهور، تشكلت لدي قناعة بضرورة الإنجاب وتلبية رغبة زوجي بأن أنجب أخ لبناتي الثلاثة، وقد تم زرع ثلاثة أجنة ذكور ثبت منها واحد والحمد لله".

وكان الأسير القسامي عمار الزبن قد نجح بنقل عينة من السائل المنوي لخارج السجن حيث تمت عملية التلقيح لزوجته وأنجبت "مهند" الذي اعتبرت ولادته نقطة مفصلية في تاريخ الحركة الأسيرة، وشجع العشرات من الأسرى خوض تلك التجربة.

أما والدة الأسير رأفت معروف من قرية عين كينيا غرب رام الله، فقد نطقت دموعها قبل أن تنطق شفتاها، وبعد أن استجمعت قواها وجففت دموعها قالت: "إنها دموع الفرحة.. ودموع الحزن بالوقت ذاته، لقد سجن ابني بعد عامين من زواجه، وخلال هذين العامين لم يكن هناك أي تواصل بينه وبين زوجته حيث كان مطاردا للاحتلال".

وتابعت: "الآن زوجة ابني حامل بشهرها الثاني، وأكاد لا أصدق أني سأرى حفيدي من ابني رأفت وهو بالأسر، إنها فرحة لا توصف".

أما زوجته فعبّرت عن فخرها وفرحتها الممزوجة بالألم والحزن بحملها الأول، وقالت لـ"الرسالة نت": "هذه المرة الأولى التي أحمل فيها، فرحت جدا، وبنفس الوقت أشعر بغصة كبيرة لأن رأفت ليس معي، ولا يشاركني فرحتي بالحمل بابننا الأول".

صعوبة وتحدي

وبابتسامة وفرحة غامرة، قالت زوجة الأسير سامر السيلاوي التي نجحت بإجراء عملية زراعة أنابيب وهي حامل بطفلها الثاني: "اعتقل زوجي منذ عشرين عاما، وترك لي ابنة واحدة، وهي الآن خاطبة وستزف لبيت عريسها قريبا، هذا الأمر جعلني أشعر بالوحدة وبأن روحي فارقتني".

وتابعت: "اقترح زوجي الفكرة علي ووافقت لأني أريد أن يبقى لي شيء من رائحة زوجي بقربي بعد زواج ابنتي الوحيدة، إنها تجربة صعبة علينا كزوجات أسرى سنتحمل مسئولية هؤلاء الأطفال في غياب آبائهم، لكن هذا قدرنا بأن نتحدى الاحتلال وننجب أطفال رغم القيد".

بدوره أشار الدكتور سالم أبو خيزران مدير مركز رزان لعلاج العقم في المستشفى العربي التخصصي، عن إجراء عمليات زراعة أنابيب لزوجات الأسرى الأربعة، إضافة لوجود 40 – 50 عينة لأسرى بانتظار استكمال العلاج وإجراء عملية الزراعة.

وقال أبو خيزران في مؤتمر صحفي عقد في المستشفى: "من المفرح أن هذه التجربة أصبحت مقبولة اجتماعيا، وبعد ولادة مهند أصبحت تأتينا بشكل شبه يومي اتصالات من زوجات أسرى لتبليغنا بنيتهم نقل نطف من أسرى لإجراء عمليات زراعة أجنة".

وأضاف: "ما نشهده اليوم من نقلة نوعية جاء ثمرة لصبر زوجة الأسير عمار الزبن التي خاضت التجربة ونجحت بها لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة، وجاء مهند ليزين حياتها وحياة والده الأسير، حيث كان يوم مولده يوم مفصلي بتاريخ الأسرى".

وأبدى أبو خيزران تأييده ودعمه لزوجات الأسرى من المحكوميات العالية بإجراء عملية زراعة وقال: "العمر يمضي وفرص الإنجاب بالنسبة للمرأة تقل، كما أن المجتمع أصبح يؤيد هذه الخطوة التي تحفظ للأسير حقه باستمرار ذريته وتتبعث له أملا جديدا بالحياة".

اخبار ذات صلة