قائمة الموقع

حمد: انفتاح غزة ينعش الوحدة ويخنق الحصار

2013-02-10T07:12:56+02:00
د. غازي حمد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية
غزة- حاوره/ محمد أبو حية

نفى د. غازي حمد وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية أن تكون الزيارات الرسمية والشعبية إلى قطاع غزة تعزز الإنقسام, أو تبعد قطار المصالحة عن مساره الصحيح مؤكدا أن جهود إستعادة الوحدة في القاهرة تشهد تقدما ملحوظا.

وقال حمد في حوار مع "الرسالة نت" إن الانفتاح العربي والإسلامي والدولي على غزة يضع الحصار السياسي والإقتصادي في الزاوية ويخنقه, مشيرا إلى أن التضامن مع القطاع انتقل من الحالة الشعبية إلى الرسمية وفي كل خير.

وكان رئيس السلطة محمود عباس جدد في كلمة له خلال القمة الإسلامية بالقاهرة قبل أيام, رفضه للزيارات العربية والإسلامية للقطاع, مدعيا أنها  تمثل مساساً بوحدة التمثيل الفلسطيني، وتعزز الإنقسام، وتضر بالمصالح الفلسطينية.

ورفض حمد تفسير الزيارات الشعبية والرسمية للقطاع بأنها محاولة للإستقلال والانفصال, مستنكرا اقحام الوفود العربية والإسلامية الزائرة في دائرة الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني.

وأضاف أن "هذا التلاحم والتقارب مع الفلسطينيين في غزة لا يحمل سوى رسائل إيجابية نحو إنهاء الحصار والإحتلال الاسرائيلي, كما أنه ينعش جهود إنهاء الإنقسام".

وعد حمد أن غزة جزء عزيز من فلسطين واستقبال الوفود المتضامنة على ترابها يوحي بعودة قضية فلسطين إلى الصدارة.

نرحب بالزائرين

وأبدى ترحيبه بكل من يرغب بزيارة غزة وتقديم الدعم السياسي أو المالي للشعب الفلسطيني على قاعدة تعزيز صمود سكان القطاع في مواجهة الاحتلال وعدوانه المستمر.

"

التقارب مع غزة يحمل رسائل إيجابية نحو إنهاء الحصار والإنقسام

"

وشدد حمد على أن اللقاءات التي تجري في القاهرة بين حركتي حماس وفتح هي خير دليل على زيف الادعاءات بأن حماس والحكومة في القطاع معنيتان بإطالة عمر الإنقسام بعد الشعور بالتضامن الرسمي والشعبي مع غزة.

رسالة وحدة

وتابع: "من يزور غزة يعد فلسطين قضية الأمة الأولى لذلك تأتي الوفود من ماليزيا واندونيسيا وجنوب افريقيا ودول اوروبا ليشعروا أنهم يساهمون في المقاومة والنضال ضد الاحتلال".

واستطرد حمد بالقول: "لا نريد لهذه الصورة المشرقة التي عمت بلاد العالم أن تتغير لحسابات سياسية حزبية فصمود وتضحيات غزة أحيت الأمة وعززت قيم الكرامة والإحساس بالذات والهوية لدى شعوبها".

وأكد أن قضية فلسطين ليست إنسانية فقط وإنما قضية سياسية يجب أن تحظى باهتمام عربي واسلامي لتحريرها من خلال حشد طاقات الأمة العظيمة لصالحها.

علاقات دولية

وكشف حمد عن وجود علاقات دولية جيدة مع عدد من الدول تجري بموجبها مناقشة الكثير من القضايا, مشيدا بدور قطر وبعض دول الخليج وتركيا وتونس والسودان ومصر التي تمد يدها للقطاع.

وأكد أيضا أن الحكومة الفلسطينية أجرت لقاءات واسعة مع المسؤولين في المستويين الرسمي والشعبي بتلك الدول للوصول إلى لغة مشتركة لصالح دعم الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا.

وشدد حمد على أنه يجري الحديث في كل اللقاءات على ضرورة طي الإنقسام وإحباط أي محاولة لسلخ غزة عن فلسطين كما يخطط الإحتلال "الاسرائيلي".

ولفت إلى أن هدف إنفتاح غزة على العالم هو حشد مزيد من الدعم لصالح القضية الفلسطينية في مواجهة "اسرائيل".

ورفض حمد الكشف عن أسماء الدول التي تربطها علاقات وثيقة بالحكومة الفلسطينية  ويجري التشاور معها.

جولة خارجية

وحول جولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية قال حمد :"كنا قد رتبنا زيارة إلى ماليزيا ولكن جاءت حرب حجارة السجيل وتأجلت؛ وبعد انتهائها فضل رئيس الوزراء الماليزي أن يأتي هو إلى غزة".

وأشار إلى أن فكرة الزيارة ما تزال قائمة حاليا وسيجري تحديد موعد جديد لها في المستقبل القريب".

وفيما يتعلق بزيارة الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى القطاع, أكد حمد أنها تأجلت لأسباب عدة من بينها محاولة السلطة في رام الله ثنيه بادعاء أن زيارته قد تؤثر على وحدة التمثيل الفلسطيني.

ملاحقة الاحتلال

وعلى صعيد ملاحقة الاحتلال في المحافل الدولية, قال حمد, إنهم بعثوا رسائل مفصلة للمؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي كما جرى التواصل مع جامعة الدول العربية لمعاقبة "اسرائيل" على جرائمها بحق الفلسطينيين خلال عدوان "عامود السحاب" و"الرصاص المصبوب".

"

الخارجية تجري اتصالات عدة مع لتجنيب اللاجئين بسوريا ويلات الصراع

"

وأضاف: "طالبنا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي للبدء بمحاكمة الاحتلال لأن لديهم امكانيات وطاقات كبيرة في المستوى القانوي والسياسي وطبيعة علاقاتهم مع المجتمع الدولي".

كما أشار حمد إلى أن اتحاد المحامين العرب الذي زار غزة مؤخرا تزود بوثائق تدين الاحتلال "الاسرائيلي" للبدء بملاحقته "اسرائيل" في المحافل الدولية متحملا بذلك مسؤولية كبيرة.

أزمة الكهرباء

ووصف حمد في سياق آخر أزمة الكهرباء بأنها مأساوية وتشكل معاناة حقيقية لسكان غزة كافة ما يتطلب إيجاد حلول سريعة لإنهائها.

وقال إن الحكومة تبذل جهودا كبيرة للتخفيف من الأزمة قدر الإمكان, لافتا إلى أن تطوير محطة "الوحشي" للكهرباء في مدينة العريش لزيادة كمية الكهرباء الموردة إلى غزة أو والربط الثماني للكهرباء حلول عملية تساعد في إنهاء معاناة غزة.

وأشار أيضا إلى أن الحكومة الفلسطينية اقترحت على المصريين إمداد محطة توليد الكهرباء في القطاع بالغاز لزيادة الجهد الكهربائي الصادر عنها وتقليل التكلفة المادية في الوقت ذاته.

وأضاف حمد: "للأسف الأمور حتى الآن عالقة وليس لدينا أي تفسير لعدم تطبيقها رغم أنها ممكن أن تنجز بسرعة وتقدم حلولا حقيقية".

وفيما يتعلق بالوقود القطري أكد أنه يصل القطاع بشكل متقطع, مقرا بوجود بطء في إدخاله بالجانبين المصري و"الاسرائيلي".

وشدد حمد أن وصول الوقود القطري بشكل متقطع يبقي الكهرباء في حالة كارثية, مشيرا إلى أن الوزارة تتواصل مع المستوى السياسي والأمني في مصر لتحريك الملف وإدخال ما تبقى من الوقود؛ وقدره بنحو ثلثي المنحة القطرية.

وأفاد أن الحكومة وسلطة الطاقة تواصلتا مع عدد من الدول العربية والإسلامية لشراء الوقود لصالح محطة توليد الكهرباء إلا أن هذه الجهود لم تثمر بعد.

ولم يخفِ وجود جهود فلسطينية للبحث عن بدائل من خلال الطاقة الشمسية, قائلا: "زرنا المغرب وناقشنا إمكانية أن تكون الطاقة الشمسية جزء من الحل لأزمة الكهرباء في غزة".

الأسرى الفلسطينيين

وفي موضوع الأسرى المضربين عن الطعام, قال حمد إن الخارجية أرسلت رسائل عدة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان مؤخرا في محاولة جديدة للفت أنظار العالم لمعاناتهم وإنهائها.

وأضاف: "تحدثنا مع الوسيط المصري في صفقة تبادل الأسرى لإرغام الاحتلال على إنهاء اعتقال عدد من الأسرى الذين اعتقلوا عقب الإفراج عنهم في الصفقة ووعد بالتدخل".

وفيما يتعلق باستمرار اعتقال وعزل الأسير ضرار أبو سيسي, أوضح حمد أن أوكرانيا ترفض التعامل مع الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة بشكل رسمي, مبينا أن الوزارة تواصلت أكثر من مرة بهذا الشأن ولم تجيب أوكرانيا على المراسلات.

مواد الإعمار

ووصف حمد بدء إدخال مواد الإعمار من مصر إلى غزة عبر معبر رفح البري بأنه خطوة متقدمة جداً.

واستدرك بالقول: "ما يدخل حتى اللحظة للقطاع ليس بالمستوى المطلوب لأنه لم يسمح لكل مواد البناء بالوصول إلى غزة بالإضافة للمعدات اللازمة للإعمار".

"

لدى الحكومة علاقات عربية جيدة تناقش من خلالها قضايا فلسطينية عدة

"

وأعرب حمد عن أمله في أن تسمح مصر قريبا بإدخال كميات وفيرة من مواد الإعمار المطلوبة بالإضافة للآليات والمعدات الكبيرة اللازمة للإنشاءات.

الإدراج الامني

وحول منع عشرات الفلسطينيين من السفر عبر معبر رفح أكد حمد أنه لا يوجد أي جديد في القضية.

وكان مدير هيئة المعابر والحدود ماهر أبو صبحة أكد لـ"الرسالة نت" أن 26,199 مسافراً فلسطينيا مُنعوا العام المنصرم من السفر عبر معبر رفح من قبل السلطات المصرية.

ولفت حمد أن الوزارة تواصلت كثيرا مع المصريين إلا أن الأزمة ما تزال تراوح مكانها.

"

إدخال مواد الإعمار من مصر إلى غزة عبر معبر رفح خطوة متقدمة جداً

"

اللاجئون بسوريا

وفي محاولة للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين بسوريا, كشف حمد أن وزارة الخارجية تجري اتصالات عدة مع الدول العربية التي يقيمون فيها لتجنيبهم الصراع الداخلي والسماح بإيصال المساعدات الإغاثية لهم.

وقال حمد: "جرى التواصل مع اللاجئين بشكل مباشر والنازحين إلى لبنان, وأرسلنا رسائل للأمم المتحدة لوقف استهداف المخيمات الفلسطينية بسوريا".

ولفت إلى أن الوزارة اجتمعت بمدير وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "الاونروا" في غزة وطرحت عليه القضية على أمل التخفيف من آلامهم.

وشدد حمد أن الحكومة الفلسطينية أرسلت وفود عدة لإغاثة النازحين الفلسطينيين وعلاجهم, حيث زار د. اسماعيل رضوان وزير الأوقاف والشئون الدينية المخيمات التي نزحوا اليها في لبنان وقدم لهم مساعدات مادية وعينية.

"

أرسلت رسائل للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لإنهاء معاناة الأسرى المضربين

"

ولفت أيضا إلى أن وفدا طبيا برئاسة وزير الصحة السابق د. باسم نعيم توجه إلى أماكن نزوح الفلسطينيين على الحدود مع تركيا لتقديم الرعاية الصحية الميدانية للجرحى.

اخبار ذات صلة