يجد سعيد نصار رئيس بلدية دير البلح نفسه مضطراً للرد على أسئلة الجمهور كافة، فموقعه كمسئول عن خدمات يومية يحتّم عليه متابعة أدق التفاصيل.
أفواج المراجعين المحتاجين لإمضائه أو الطالبين لموافقته لا تتوقف عن زيارة مكتبه من الثامنة صباحاً وحتى بعد الظهر .
مرّ على بلدية دير البلح عام مفعم بالمشاريع الحيوية على رأسها الطرق وشبكات المياه والبنية التحتية وينتظرها الكثير من العمل.
يؤكد نصار أن بلديته أنهت خلال العام الماضي مشاريع متنوعة بلغت قيمتها الإجمالية 3 مليون دولار .
3 مليون دولار
الرقم الإجمالي السابق حمل حبات عرق غزيرة من العاملين في البلدية والجهات المشاركة وذلك أن خلفه يختبأ الكثير من الجهد .
يقول نصار "إن محطة الصرف الصحي في منطقة البركة جنوب المدينة كلفت 650 ألف$ بينما أنهت بلديته مشاريع شبكات مياه بـ200ألف$ وكلفها شارع أبو حسني 250ألف$" .
ويضيف: "أهم تلك المشاريع كان شارع مستشفى شهداء الأقصى وكلفنا 550ألف$ بتمويل من شركة الاتصالات الفلسطينية ثم شوارع بحي أبو عريف بـ350ألف$ فيما موّل الصليب مشاريع زراعية بقيمة 150ألف$ علاوة على صيانة طرق أخرى بـ350ألف$" .
ويرى نصار أن أهم مشاريع 2012 كان مشروع شارع مستشفى الأقصى لأنه يخدم مؤسسات حيوية بالوسطى كثيرة ويعد مشكلة حقيقية أمام حركة السير وعربات الإسعاف أيام عدوان الاحتلال .
أما شارع أبو حسني الذي أعيد تعبيده مع البنية التحية فهو مدخل جديد لدير البلح ليصبح عدد مداخل المدينة 6 مداخل تسهّل الحركة وتقلل الازدحام.
مياه الأمطار
وكان لبلدية دير البلح فرصة تنفيذ مشروع ريادي ونوعي يقوم على استغلال مياه الأمطار وإعادة حقنها في الخزان الجوفي.
ويتابع نصار: "بجهود مشتركة مع سلطة المياه وشركات متخصصة وبتمويل من الحكومة النمساوية اخترنا منطقة الحدبة وصممنا 25 نموذج لتجميع المياه من فوق أسطح المباني وتصفيتها ثم حقنها في الأرض" .
وأثبتت الفحوصات أن الخزان الجوفي بعد شهور من تلك العملية شهد تحسناً ما يرجح تطوير التجربة لتطال مناطق أخرى .
وتعد مدينة دير البلح منطقة زراعية مترامية الأطراف ويظهر التخطيط الهندسي تمتعها بـ16 كم مربع وهي منطقة جاذبة للسكان.
ويقول نصار "إن البلدية تحاول الحفاظ على الربعة الزراعية بل وزيادتها مع المواءمة بين حالة التطور العمراني وزحف السكان".
وتلك بلدية دير البلح 12 بئر ولا تعاني من نقص مياه بل لديها فائض فهي تحتاج 200ألف كوب شهريا وطاقتها 400 ألف كوب .
وتشجع البلدية المواطنين على تسديد فاتورة المياه بمنحهم خصم قيمته 15% بينما لا تتجاوز قيمة 80% من الفواتير 40 شيكل للواحدة .
عن ذلك يضيف: "هناك تعدي على شبكات المياه وتعديات أخرى لا نعرفها وانخفاض في جباية الفاتورة لذا نعاني من ضائقة مالية" .
الصرف الصحي
وتتمتع منطقة أبو حسني بشارع جديد وكذلك شبكة صرف صحي لم تكتنفها من قبل حيث بلغت قيمة شبكة الصرف الصحي وحدها 250ألف$ .
في بلدية دير البلح شغلهم الشاغل الآن هو تنفيذ مشاريع الصرف الصحي في منطقة البركة عبر شبكة طويلة .
ويستطرد نصار "إن نجاح البلدية في مشروع الصرف الصحي هناك سيغطي دير البلح كلها بنسبة 95% من خدمة الصرف الصحي".
وتعد منطقة البركة منطقة منخفضة تضخ من آبارها 60% من مياه منازل دير البلح ولا تتمتع بشبكة صرف صحي ما ينذر بإمكانية تلوثها.
وتفخر بلدية دير البلح بامتلاكها حديقة عامة بمساحة 8 دونمات يجذب الناس من المدينة وخارجها .
المنحة القطرية
ونالت بلدية دير البلح الموافقة على مشاريع حيوية في المدينة والمخيم بقيمة 8 مليون$ منها مليون و800ألف$ من المنحة القطرية .
وتنشط الطواقم الفنية الآن على إعادة تأهيل شارع المزرعة وهو مدخل جنوبي جديد لدير البلح بتكلفة 680ألف$ ويربط بين حكر الجامع وشارع صلاح الدين .
كما سيعاد تأهيل شارع جمال عبد الناصر بقيمة 850ألف$ ويربط مدارس الثانوية إضافة لتوسيع شارع النخل وعمل صرف صحي .
ووضعت البلدية مشاريع لتحلية المياه وإقامة الخزانات للمياه تتسع لـ4000كوب بالتنسيق مع مصلحة بلديات الساحل بتمويل بنك التنمية الإسلامي بقيمة 2 مليون و500ألف$.
أما المشاريع الزراعية الممولة سابقاً فكانت من الصليب الأحمر بقيمة 150ألف$ والإغاثة الزراعية ووزارة الزراعة.
طموحات
ويحتفظ نصار بكثير من المشاريع المنوي تنفيذها خلال العام الجاري في نسخة ورقية لم تر النور بعد .
ويتحدث عنها قائلاً: "على أجندتنا الآن مشاريع تنموية فلدينا 125 موظف بالبلدية ونحتاج 500ألف شيكل ونعاني من عجز مالي ففاتورة المياه تغطي فقط 30% لذا فكرنا في مشاريع تدر دخل على البلدية" .
ويشير نصار أن أولى تلك المشاريع هي مركز تجاري بمساحة مبنى 1200 متر مربع مكون من 10 طوابق.
والثاني سوق مركزي للخضار والمحلات والثلاجات والثالث إنشاء بناية سكنية على قطعة أرض تملكها البلدية مساحتها 600 متر مربع .
ويأمل نصار أن توفر المشاريع الثلاثة السابقة مستوى محترم من الدخل الشهري والسنوي للبلدية يغطي نفقاتها ويدفعها للأمام .