قال ناشطون إن نحو 165 سوريا قتلوا الجمعة برصاص الجيش النظامي، معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا حمص، في حين واصل النظام قصف حلب بصواريخ سكود، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات، فيما سيطر الجيش الحر على مركز البحوث النووية في الكبر بدير الزور.
ورغم تواصل القصف الجوي والمدفعي وبصواريخ أرض أرض التي دمرت عشرات المنازل بحلب وغيرها، فقد شهدت أنحاء البلاد مئات المظاهرات تطالب بالحرية وإسقاط النظام، بينما واصل الجيش الحر إحكام سيطرته على مواقع عسكرية عدة.
وأكد ناشطون أن الجيش الحر سيطر على كتيبة الدفاع الجوي 113 بريف دير الزور الغربي، كما سيطر على مركز البحوث النووية في الكبر، ومبنى العيادات الشاملة والصالة الرياضية، ومقر الهجانة وكتيبة النيران المحاذية للواء 132 للدفاع الجوي بالمحافظة.
وفي دمشق، قال مجلس قيادة الثورة إن الجيش الحر استهدف مجموعة من عناصر حزب الله اللبناني في موقف للحافلات بحي القابون وقتل ستة منهم، وذلك بعد أيام من مقتل عنصرين للحزب في ريف حمص.
ووثق ناشطون وقوع اشتباكات عنيفة عند مدخل شارع الثلاثين ومخيم اليرموك وأحياء الحجر الأسود والتضامن وجوبر وبرزة، وأكدوا أن الثوار دمروا حاجز الدرخبية وأسروا عددا من الشبيحة.
أما ريف دمشق فيشهد اشتباكات عنيفة في بلدة ببيلا ومدينة داريا المحاصرة منذ أكثر من مائة يوم.
مظاهرات وقصف
وتحت شعار"الرقة الأبية على طريق الحرية"، خرجت في معظم المحافظات السورية مئات المظاهرات تطالب بإسقاط النظام، ففي دمشق وريفها خرجت مظاهرات في أحياء العسالي ومخيم اليرموك ومناطق عديدة في الغوطة، وهتف المتظاهرون لنصرة الجيش الحر ونددوا بالقصف وعمليات التفجير التي تستهدف المدنيين.
بينما خرج في المقابل العشرات في مسيرة مؤيدة للنظام بمنطقة شهدت أمس تفجيرا بدمشق، وهتفوا تأييدا للأسد وهاجموا دولا عربية وإقليمية في مقدمتها السعودية وتركيا وقطر.
وأطلق جيش النظام من ريف دمشق صاروخي أرض أرض يعتقد أنهما من طراز سكود سقطا في مدينة حلب، وأكد ناشطون أن أحدهما سقط بحي طريق الباب وقتل 45 شخصا.
وفي اتصال للجزيرة، قال الناشط أبو عبد الله الحلبي إن الصاروخ الثاني سقط بحي أرض الحمراء وتسبب بهدم 65 منزلا، وأضاف أن هناك عشرين جثة تم انتشالها حتى الآن فضلا عن إصابة مائة شخص، بينما لا تزال عشرات العائلات عالقة تحت الأنقاض، حيث يفتقد الأهالي للآليات التي تساعد على انتشالهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي شن عدة غارات جوية على أحياء بني زيد والقاطرجي وبستان القصر وقاضي عسكر بمدينة حلب، مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى وهدم بعض المنازل.
وفي ريف حلب، تعرضت بلدة حريتان لقصف جوي، كما تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف مماثل مع مواصلة الثوار حصار المطار.
وأوضحت شبكة شام أن المدفعية الثقيلة والدبابات قصفت مدن وبلدات داريا والسبينة وبيت سحم في ريف دمشق، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدينة القصير بريف حمص، وعلى بلدة كفرنبودة في ريف حماة، وعلى بلدة تسيل في درعا.
أسرى ولاجئون
في هذه الأثناء قال القائد الثوري للجبهة الشمالية بقيادة أركان الجيش الحر عبد القادر الصالح إن الثوار مستعدون لعقد صفقة تبادل للأسرى مع النظام عبر وسيط، مستبعدا أن تكون هناك نية لدى النظام السوري لإبرام أي صفقة من هذا النوع.
وفي اتصال للجزيرة، قال المحلل السياسي المقرب من النظام شريف شحادة إن السلطات السورية ترفض الحوار مع "جماعات إرهابية" لتحرير "المختطفين" من جنودها لديهم.
ويذكر أن سلسلة تفجيرات هزت دمشق الخميس وأوقعت نحو تسعين قتيلا، وقد اتهم النظام "جماعات إرهابية" بتدبيرها بينما ألقى الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة بالمسؤولية على الأجهزة الأمنية.
وتوالت الجمعة بيانات الإدانة للتفجيرات، حيث طالبت كل من الصين وفرنسا والأمم المتحدة بوقف فوري للعنف ومحاسبة المسؤولين.
من جهته اعتبر الموفد الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في بيان الجمعة أن التفجير الذي وقع الخميس في وسط دمشق يشكل "جريمة حرب".
الجزيرة نت