قائمة الموقع

مقال: "الموساد" يتهاوى بعد قتل "السجين X"

2013-02-25T08:21:00+02:00
غسان مصطفى الشامي
غسان مصطفى الشامي

منظومة العمل الأمني الصهيوني "الموساد" التي أنشأها اليهود منذ عشرات السنين بسرية تامة وجهد استخباراتي كبير حاكت خيوطها ومؤامراتها في كل مكان في العالم لإحكام القبضة الصهيونية الماكرة على العالم والعمل على تنفيذ برتوكولات حكماء بني صهيون التي تنص في موادها على كيفية سيطرة اليهود على العالم باستخدام الإعلام والنساء والمال لتدمير شعوب العالم وجعلها عبيدا لليهود.

وقد تأسس جهاز الموساد أو ما يعرف بـــ"معهد الاستخبارات والمهمات الخاصة" في 13 ديسمبر من عام 1949م، وهو المسؤول الأول عن مهمات جمع المعلومات الأمنية والدراسات والأبحاث الاستخباراتية، وتنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية السرية خارج حدود (إسرائيل)، فيما يتلقى "الموساد" تعليمات وتوجيهات وأوامر من أعلى هيئة رئاسية (إسرائيلية) مع مراعاة العمل ضمن منهج الكتمان التام والسرية في تنفيذ المهمات الموكلة لعملاء "الموساد" الذين تجاوزت أعدادهم الآلاف موزعين في دول العالم.

كما إن "الموساد" يمثل الخط الدفاعي الأول الذي تعول عليه الدولة العبرية الغاصبة في عمليات التجسس والتصفية الجسدية للمناضلين الفلسطينيين وكل الداعمين للقضية الفلسطينية والمعادين للكيان الصهيوني ومؤامراته، كما يستهدف "الموساد" تصفية العلماء والمفكرين العرب والمسلمين الذين يعملون بصمت وخفاء ضد الكيان وقد يشكلون خطرا مستقبليا على أمنه.

وداخل جهاز الموساد عدد كبير من الأقسام والدوائر واللجان والهيئات، وهناك أقسام تختص بمتابعة كثير من القضايا والشؤون الدولية، وهو يمتلك شبكة علاقات كبيرة في بلدان العالم وجيشا استخباراتيا كبيرا.

وها هي منظومة الكيان الصهيوني الأمنية "الموساد" تتهاوى وتسقط وتتلقى ضربات موجعة بعد الكشف المفاجئ عن مقتل عميل الموساد الأسترالي "بن زيغير" أو المسمى بـــ" السجين X" المتهم بتنفيذ عملية اغتيال القيادي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح في دبي خلال 19 كانون الثاني (يناير) 2010م.

وقد صور عملاء "الموساد" وهم يتجولون في بهو الفندق في دبي، كما تم التأكد من أنهم استخدموا جوازات سفر أجنبية مزيفة.

وشارك في العملية فريق مكون من 29 من عملاء الموساد الذين كانوا يحملون جوازات سفر بريطانية وآيرلندية وفرنسية وأسترالية وألمانية، وكان من ضمنهم "بن زيغير"، وبدأت ملاحقتهم، وبدأت الجريمة تتكشف رويدا رويدا.

وأثرت هذه العملية الخطيرة وفق المراقبون بصورة سلبية على عمل "الموساد"، وعملت على زعزعة سمعته ومكانته الأمنية المتهاوية، أما الضربة الجديدة التي تواجه الموساد (الإسرائيلي) تتمثل في الكشف عن قتل عميل الموساد الأسترالي "بن زيغير" في سجن أيلون (الإسرائيلي) داخل الزنزانة 15 في كانون الأول (ديسمبر) 2010م حين أعلن أنه وجد مشنوقا في السجن.

وهو مواطن أسترالي يدعى "بن زيغير" وعمره (34 عاما)، وله أسماء كثيرة وقد حصل على الجنسية (الإسرائيلية) بعد زواجه بفتاة (إسرائيلية)، وعاش في الكيان الصهيوني عشرة أعوام وغير اسمه مرارا، لأن القانون الأسترالي يسمح بذلك، وهذا لتنفيذ مزيد من العمليات في أوروبا والدول العربية.

وقضية عميل الموساد "بن زيغير" حساسة جدا بالنسبة للكيان لأنها تكشف تفاصيل سرية حول نشاطات الموساد لا تريد (إسرائيل) معرفة الناس لها، لذلك أعلنت (إسرائيل) أنه توفي في ظروف غامضة وستدفع المستحقات اللازمة لذويه.

وأشكك في المعلومات الصهيونية التي تقول إنه انتحر، لأن مصادر صحافية تشير إلى أن العميل "بن زيغير" تعرض لتحقيق قاس قبل وفاته على يد المخابرات (الإسرائيلية)، "وقتل خوفا من أن يفتضح أمر (إسرائيل) في عمليات الاغتيال خارج حدود الدولة العبرية".

كما إن "بن زيغير" احتجز في السجن (الإسرائيلي) بهوية مجهولة، ولم يكن معروفا حتى لسجانيه، وقد أدت ظروف وفاته إلى توتر في العلاقات بين أستراليا و(إسرائيل)، كما تدور الشكوك حول أن العميل "بن زيغير" ربما اشترى جوازات سفر أسترالية كي يستخدمها عملاء "الموساد" ليصبحوا قادرين على التجوال في لبنان وسوريا وإيران والمناطق القريبة منها دون أن يكشف أمرهم.

ونُسب للعميل "بن زيغير" أنه كان يعمل على تجنيد عملاء للموساد في عدد من الدول العربية والأجنبية خاصة أن هناك عددا من عملاء "الموساد" يحمل جنسيات مزدوجة، وبعضهم يعمل في شركات وهمية في الخارج لتسهيل سفرهم إلى الدول التي لا يستطيع (الإسرائيليون) الدخول إليها.

قضية عميل الموساد (الإسرائيلي) بن زيغير وقتله في أحد السجون (الإسرائيلية) من أخطر القضايا الأمنية التي تواجه الكيان الصهيوني في هذه الأيام لأن هذه الجريمة كشفت عن بداية سقوط جدار الحماية والحصانة حول المؤسسة الأمنية الاستخباراتية الصهيونية "الموساد" وبداية انهيارها بعد إخفاقها في تنفيذ عمليات التجسس والتصفية الموكلة لها من (إسرائيل).

اخبار ذات صلة