قائمة الموقع

مقال: "أحب الناس لله أنفعهم للناس"

2013-02-28T09:18:02+02:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إلى الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، النفعية هنا معيار حب الله للناس. والنفعية ليست إلا للناس لا لجهة أو مؤسسة أو حكومة أو وزارة أو وكيل أو مدير وإن كان الجميع يقع تحت دائرة الناس.

إذا استشعرنا أهمية تقديم النفع للناس في حياتنا وآخرتنا بكل تأكيد ستكون علاقاتنا بالناس أكثر ايجابية وتفاعلية وعندها يحدث نوع من الانسجام والتكافل الاجتماعي وهذا يدفع نحو المساهمة في مساعدة الناس من خلال تقديم يد العون للمحتاجين والفقراء رغم الظروف الاقتصادية التي نحياها ولكن لدى البعض متسع للمساعدة في تقديم الخدمة الأفضل للمواطن والكلمة الطيبة حين الاستقبال لو لم يكن لدينا ما نقدمه للناس فكيف لو كان هناك خدمة أو منفعة لهم وكلمة طيبة وحسن استقبال.

الفقراء في المجتمع الفلسطيني كثر لظروف مختلفة وأسباب لا حصر لها، والأغنياء أيضا موجودون في المجتمع الفلسطيني ولو حصل التكافل الاجتماعي المنشود لكان في ذلك ردم للهوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء، ويزيل الحسد والبغضاء في النفوس، ويشيع أجواء من الحب والتعاطف.

وزارة الشئون الاجتماعية مدعومة من الحكومة الفلسطينية تعمل على ترميم بيوت الأسر الفقيرة والتي تنتشر على طول القطاع وعرضه، على أمل توفير حياة كريمة لهذه الأسر بحيث تجد المأوى المناسب الذي يشكل سترا لهم في معيشتهم وفي منامهم ويحفظهم من الظروف الجوية المختلفة صيفها وشتائها.

وهذا المشروع يحتاج إلى جهد ومال كبيرين وما تقدمه الحكومة لن يسع كل البيوت الفقيرة والتي لا تليق أن تكون مكانا للعيش الآدمي، وهذا يحتاج إلى تضامن قطاعات كثيرة من اجل ترميم هذه البيوت وخاصة قطاع التجار سواء لمواد البناء أو النجارة أو الأدوات المنزلية أو الأثاث المنزلي وغيرها من الأمور التي يحتاجها أي بيت متواضع في تكوينه ومحتواه.

فرص الخير كثيرة ومن يريد أن يحقق لنفسه نفعا يمكن له أن يلج هذا الباب الكبير الذي من خلاله يقدم من يملك لمن لا يملك نفعا وهذا جوهر قول الرسول صلى الله عليه وسلم "أحب الناس لله انفعهم للناس"، فباب الخير مشرع وعلينا ألا نستهين بالقليل المقدم، وعلينا أن ندرك ان هذه الجبال الشامخة العملاقة ما هي إلا من الحصى، وهذه البيوت والأبراج التي نمر من أمامها كل يوم في كل مكان مكونة من طوبة على طوبة، فلا تستهينوا بشيء وقدموا ما يمكن أن يساهم في التخفيف عن الناس ويشعرهم أنهم ليسوا وحدهم وان المجتمع بكل أفراده ومؤسساته كل حسب طاقته يقف إلى جوارهم ويقدم لهم ما يشعرهم بالأمان والطمأنينة والتضامن.

الدعوة إلى أصحاب رؤوس الأموال وتجار مواد البناء والنجارة والأثاث المنزلي الخشبي والبلاستيكي للمساهمة في هذا المشروع الذي تساهم به الحكومة بقدر كبير من أجل أن يكون لهم سهم في الخير ودور في تقديم النفعية للناس التي حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشاركة المجتمعية من أصحاب رؤوس الأموال أيضا -من غير الفئات التي ذكرناها- يساهم أيضا بقدر أكبر في إحداث تكافل اجتماعي ايجابي لصالح المجتمع ككل.

اخبار ذات صلة