قائمة الموقع

مقال: عزام في قصاصة ورق

2013-03-04T06:28:14+02:00
م. كنعان سعيد عبيد

عزام رجلٌ عصبي المزاج، يعيش في الضفة المحتلة، يتنقل فيها بتنسيق بطاقة الـ VIP. أحمر الوجه كأنه في معركة مستمرة مع نفسه. أبيض الشعر بلا رموش. عزام يتكلم اللغة العربية بملء فيه -كما يقول المثل العربي- ورِث قاموس أبي على شاهين وجمال نزال في أدبيات الطلَّات البهية، وطول اللسان على شاشات العرض، أكذب من مخرج حلقات توم وجيري.

عزام بالأمس كان سكراناً كما يقول في حوارات القاهرة بين فتح وحماس، يأتي في كل كرة رافضاً ما وقع عليه بالأمس، طبعاً ليس عيباً فالمثل يقول: مائة قلبة ولا غلبة حسب فلسفة قلب الطاولة كما في الحوارات الأبدية. عزام رجل مهمات عباس الصعبة يُخرجه من احراجات وقف التفاوض مع حماس كلَّما لاحت (إسرائيل) بغمزة من غمزات الرضى ليكون لسانه حصان طروادة البذيء لوقف شبح المصالحة مع الانقلابيين. عزام رجل شجاع لا يخاف من حماس مثل سكان (تل أبيب) الجبناء، مطمئن لفلسفة حماس ما قبل انقلاب غزة يذكرنا في كل جولة من جولاته بجولات غازي الجبالي زمن العنترة، حين كانت تمارس حماس سياسة النفس الطويل وأخلاقيات الخد الأيسر بعد لطم الأيمن في عهد فرق موت دحلان.

حماس زعلانة من عزام ولا تؤمن في أدبياتها بتجريح الأشخاص والهيئات وكأنها نسيت سورة "تبت يدا أبي لهب" والآية "عتل بعد ذلك زنيم". حماس محترمة لم ترد على اتهامات رئيسها في التشريعي في الضفة المحترمة بأنه ينسق مع رابين وتريد أن تثبت للعالم أنها مش مشكلجية، ولو كان لها ألف خد ما قصرت في إدارتها لأخوة التنسيق الأمني وأنها دائماً ضحية، وربما تنضم حماس الضفة لقاموس بورما والبوسنة لتكون مادة خطب جمعة مسجد فلسطين ١٩٩٦.

حماس وصلت صواريخها لـ(تل أبيب) ولم تصل رسائلها لعزام والمنسقين الذين يخشون انتفاضة ثالثة أكثر ما يخشون اجتياحاً (إسرائيلياً) لرام الله مثل الدرع الواقي. حماس المحترمة تمتلك رصيداً محترماً من استنكارات اعتقال ابنائها المحترمين في الضفة وتستعد لجولة عتاب سخنة مع عزام في حوار الحريات الذي يعتقد بضرورة استمراره.

د. عزيز دويك يعلن: لا مصالحة مع وجود عزام، مثلما أعلنت حماس: لا مصالحة مع الاعتقال وتنسيق. د. عبد الستار قاسم زعلان من قبول حماس الجلوس مع من ينسق أمنياً ويعتقل سياسياً ويكفِّر الانتفاضات وليس في قاموسه كلمة محترمة، وكاتب المقال ينتظر: هل سيكتب مقالاً جديداً بعنوان "مفاوضات ولا عزام لها" أم "لاءات في قصاصة ورق"؟.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00