قائمة الموقع

الإذاعة.. إقبال على سحر الصوت رغم مزاحمة الصورة

2010-02-04T17:23:00+02:00
الاذاعة في غزة

غزة/ كمال عليان

بمجرد أن يستقل أبو محمد سيارته، يضع يده على جهاز المذياع للبحث عن محطته وبرنامجه المفضل، فصار الأثير الإذاعي مع الأيام رفيقا له أينما ذهب.

وبات المذياع رفيقا للذاهبين إلى أعمالهم وطالبي العلم، وصديقا حميما لربات البيوت وهن منهمكات في شؤون المنزل، والمخفف من عناء العامل وغيرهم كثيرون.

ويقول أبو محمد :" يعتبر المذياع أنيسي الوحيد في سيارتي، فأنا أخرج لعملي من الصباح حتى المساء"، أتابع الأخبار وبرامجي المفضلة بواسطته.

ورغم فقدان المذياع للكثير من البريق في عصر الإنترنت وثورة الاتصالات ومزاحمة الفضائيات، إلا أنه ما زال قادرا على اجتذاب عشاقه ومستمعيه من شتى الفئات العمرية.

وجمهور الإذاعات أضحى عريضا وممتدا، ولا ينحصر الاستماع إليها على طبقة من دون أخرى، وخصوصا بعد أن تزاحمت وأخذت تتنافس لتحقيق مكانة لها على الساحة.

 علاقة حب وعشق

الستينية أم خالد، التي لا يحتمل صبرها عناء البحث على خريطة شبكة الإذاعات الآخذة بالتزايد، أصبحت تعرف أين تدير قرص مذياعها لتضعه على البرنامج الذي تحب.

وما إن يغادر النوم عيني أم خالد حتى تسرع إلى المذياع في إحدى زوايا غرفتها، والذي تربطها به علاقة حب وعشق منذ زمن بعيد، لتستمع عبر الأثير لبرامج تخص الأسرة والأبناء والمجتمع.

ورغم فارق الأعوام بين أم خالد وريم، التي تبلغ من العمر ستة عشر عاما، إلا أن هوايتهما متشابهة على صعيد الأثير الإذاعي، إذ تفضل ريم الاستماع إلى برامج معينة عبر المحطات الإذاعية، فتقول:" أتابع إذاعة صوت الأقصى وخصوصا البرامج التي تتحدث عن قضايا الشباب، إضافة إلى البرامج التي تطرح المشكلات الأسرية، وتشرك المستمع بتقديم النصح لصاحب المشكلة".

وخدمة الراديو الموجودة في هاتف ريم أصبحت تمكنها من الاستماع إلى ما يحلو لها من برامج منوعة تبث في الفترات المسائية، على حد قولها.

تلقى إقبالا

المذيع ومقدم البرامج في إذاعة الأقصى أحمد المدني، يبين أن الإذاعة وما يبث عبرها من برامج تلقى إقبالا شديدا من مستمعين جدد من جميع الفئات العمرية والمجتمعية بشكل دائم، مشيرا إلى أنها وسيلة إعلامية جنبا إلى جنب مع الوسائل المرئية ولها متابعوها.

وتراعي الإذاعة، وفق المدني، تنوع برامجها وبشكل يتناسب ومستمعيها جميعا، ذاهبا إلى أن تزايد أعداد الإذاعات وإقبال المعلن على محطات الراديو دليلان على "نسبة الإقبال الكبيرة من الجمهور".

وحول أسباب هذا الإقبال أوضح المدني أن تطور مفهوم الإذاعات وما تقدمه من مادة جيدة هي السبب الأساسي وراءه، مؤكدا على أنه أصبح هناك علاقة حميمة بين الإذاعة والمستمعين.

وقال لـ"الرسالة نت" :" ولمذيع البرنامج دور مهم في جذب اهتمام المستمعين نظرا لأنه الواجهة الرئيسية له"، مؤكدا في الوقت ذاته على الدور الكبير الذي يلعبه فريق العمل من خلف الكواليس. 

وهذه الوسيلة ما تزال تحتفظ بمكانتها ومستمعيها، وفق قول اختصاصي علم الاجتماع في الجامعة الإسلامية الدكتور وليد شبير، الذي يشير إلى عوامل أسهمت في زيادة الإقبال على سماع المذياع كوجود محطات جديدة، بالإضافة إلى تخصص البعض منها بمواضيع معينة تلقى إعجاب مستمعين من مختلف الأعمار والاهتمامات.

وأسهم التطور التكنولوجي كتوفير خدمة الراديو في أجهزة الخلوي وبث المحطات عبر الانترنت، فضلا عن وجود الراديو في السيارات، في رأي شبير، في تسهيل عملية التواصل مع الإذاعات وما تبثه من برامج في أي وقت وفي كل مكان.

للتسلية والترفيه

سائق التاكسي أبو خالد عامر يرى في الراديو وسيلته الوحيدة للتسلية والترفيه التي يعتمد عليها هو وزملاؤه في المهنة، مبينا أنه صديق دائم للبرامج الصباحية تحديدا، وخصوصا التي تبث الشكاوى والمتخصصة بالتوعية المجتمعية.

أبو خالد، الذي يهوى حفظ ترددات المحطات الإذاعية ويفضل بعضها، هو متابع لإذاعة "القدس"، ومستمع جيد للبرامج الحوارية على إذاعة "الأقصى" وبعض الأناشيد الروحانية.

وتعرضت الإذاعات في فترة من الفترات إلى انخفاض مستوى الاهتمام فيها بعد ظهور التلفاز، حسب الصحفي والمحاضر في الجامعة الإسلامية محسن الإفرنجي، مؤكدا على أن المجتمع عاد يشهد اهتماما جيدا بها لما توفره من برامج متعددة تصل إلى المستمع على اختلاف فئاته العمرية واهتماماته وذوقه وفي أوقات يتاح للشخص متابعتها "وخصوصا أنها تعتمد على حاسة السمع وهذه ميزة للراديو".

ولخبرات المذيعين الشباب دور كبير في جذب المستمع، من وجهة نظر الإفرنجي، مؤكدا على أن المنتسبين للإذاعات حاليا يتمتعون بخبرات جديدة في هذا المجال "كما أن مزج الأخبار بالترفيه والفكاهة وطرح القضايا المحلية كلها أمور وفرت للإذاعة مساحة مرموقة في سوق الإعلام".

 مدخل للمشاعر

ويشكل الصوت بصمة خاصة للإنسان تنطبع في ذاكرة المستمع وتلفت انتباهه وتجذب حواسه، وفق اختصاصي علم النفس الدكتور درداح الشاعر، الذي يؤكد على أنه في حال كانت مبهجة، فإنها تلقى تقبلا في وجدان المستمع، والعكس صحيح، رائيا أن هناك طرقا معينة "لتمرين الصوت لانتقاء الطبقة المناسبة وتجنب المزعجة أو الحادة، وهذا ما تعتمده الإذاعات في اختيار مذيعيها".

ويبين الشاعر أن الصوت أول مدخل لمشاعر الإنسان ضمن حواسه الخمس، لافتا إلى أنه كذلك مدخل رئيسي للمعلومات التي تشكل أفكار الفرد وآراءه، وأنه من العناصر المهمة التي تؤثر سلبا أو إيجابا في المتلقي.

 

اخبار ذات صلة