قائمة الموقع

مقال: التخابر مع (إسرائيل)

2013-03-11T08:36:11+02:00
ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون

ما يميز الحكومة الفلسطينية في غزة إرادتها الحازمة القاطعة لإنهاء آفة التخابر مع المحتل. فقد حققت خلال السنوات الماضية قفزات نوعية في مواجهة الأمن (الإسرائيلي) ووجهت له ضربات مفصلية، وكشفت الكثير من العملاء الخطرين، وظهر ذلك جلياً "بعمى" عملية عامود السحاب.

ومما زاد نجاح وزارة الداخلية نجاتها من فخ الهوس الأمني المُربك، وعادةً ما يقع فيه أي متصدٍ لهذا الملف الملغوم، ما يؤثر سلباً على سير التركيبة الاجتماعية والحياتية في حال تفشى الهَوس، فيمنح مساحة لإمكانية الظُلم والاستبداد، إلا أن النضج الأمني والوعي الكامل في السُلوك والإجراءات أنتج ثقةً مجتمعيةً بخطوات الأمن، ورضاً مرتفعاً عن سلوكها في هذا الملف.

واليوم نحن على مشارف استئناف حملةٍ مركزةٍ لمكافحة التخابر، ومحاولةٍ جادةٍ للقضاء عليه بشكل كامل، فموضوع العملاء خطير وحساس ومعقد في الوقت ذاته، فله أولوية في سُلم التفكير الوطني.

وحملة التخابر لا تعني أن الأمن الداخلي سينشط فقط في هذه الفترة لمحاربة العملاء، فالعمل الأمني متواصل على مدار الساعة، إلا أن الحملة تأتي في إطار حشد القطاعات الفاعلة بشكل مكثف ومتكامل، لمحاولة استئصال هذا السرطان اللعين، ويتم ذلك عبر استنهاض الكُتاب والوُجهاء والمثقفين والإعلام والوزارات المختلفة والفصائل والتربويين ومفكري علم النفس والاجتماع والأكاديميين، لنقف جميعنا يداً واحدةً في مواجهة التخابر، فكلٌ منا يتحملُ جزء من هذه الهبة المجتمعية البناءة.

والحملة توعوية من الدرجة الأولى لتطعيم المجتمع ضد الانجرار وراء المصيدة (الإسرائيلية) فتكسبه مناعةً ومنعة، وتضيق في الوقت ذاته على العملاء وحصرهم ونبذهم ومحاكمتهم، والتركيز أيضاً على تعزيز جيل خالٍ من الشوائب.

الاهتمام بملف العملاء لا يعني بأي حال من الأحوال أننا نعيش في مجتمع خائن، ولا تعطي الحملة صورة مسيئة ومشوهة عن الجمهور الفلسطيني، بل على العكس تُظهرنا كمجتمع واعٍ وواثق من نفسه، غير متهاون مع من يطعنونه في ظهره، ويسير في الاتجاه الصحيح، فلا يقوم بدفن رأسه في الرمال، بل يعمل على استئصال مشاكله والتخلص منها للأبد.

مع التأكيد أن نسبة الخيانة في صفوف الشعب الفلسطيني وخصوصاً في غزة متدنية جداً، وهي أقل من أي مجتمعٍ آخر تعرض لاحتلال مباشر.

اخبار ذات صلة