طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

الأقصى يئن والهبّات "خجولة" !

قوات الإحتلال خلال إقتحام لباحات المسجد الأقصى (الأرشيف)
قوات الإحتلال خلال إقتحام لباحات المسجد الأقصى (الأرشيف)

القدس المحتلة- الرسالة نت

لم تستطع السيدة أم علاء أن تخفي عبرات تساقطت على وجنتيها وهي تشرح المشهد الذي لن يغيب عن بالها إلى الأبد، فأن تنتهك حرمة مسرى رسول الله وأن يعتدى على إحدى المرابطات فيه ليس بالأمر العادي، بل أن لا تهب رجولة أي مسلم نصرة لها كما في زمن المعتصم فهو أمر محزن للغاية.

وترفع السيدة الخمسينية يدها إلى السماء داعية ومتضرعة لخالقها أن يكف حقد المستوطنين ويطردهم عن الأرض المحتلة، وكلما همت تتحدث عما تراه من انتهاكات يومية لأولى القبلتين تتزاحم الدموع في عينيها وكأنها تطلب صلاح الدين ليهب لنصرتها مجددا.

وتقول في حديث لـ"الرسالة نت" إنها كانت ومجموعة من طالبات مصاطب العلم في حلقة بباحات المسجد الأقصى، فجاء أحد ضباط الاحتلال والذي تعرف عنه عدوانيته واستمراره في اقتحام المسجد بشكل يومي، وبحركة استفزازية بدأ يصرخ عليهن دون مبرر بعد أن اشتكت إحداهن من تصويرها من قبل مستوطن ثم اعتدى عليها وخلع حجابها.

وتضيف أم علاء:" أن يقوم جندي حاقد بخلع حجاب سيدة في الأقصى هذا أمر لا يجب السكوت عنه، توقعنا أن تكون هناك هبة شعبية ضد هذه الممارسات وأن يكون تحرك للمسؤولين على الصعيد الرسمي ولكن فوجئنا أن الحادثة ماتت بأرضها ولم تحرك ساكنا".

وترى بأن عدم تحريك أي ساكن رداً على خلع حجاب إحدى المسلمات في داخل المسجد الأقصى ستكون له تداعيات خطيرة بأن تتكرر الحادثة يوميا وكأنها شيء عادي، مبينة أن المستوطنين والجنود يحاولون فرض واقع أليم تهويدي على المسجد بتكرار وتكثيف اقتحاماتهم وكأنه مزار.

وتتابع أم علاء:" يومياً نشاهد الاقتحامات للأقصى ولا أحد يحرك ساكنا، ويوميا تدخل السائحات الأجنبيات بلباس فاضح إليه دون مراعاة قدسية المكان".

شد الرحال

ولعل الواقع الذي يعيشه المسجد السليب لا يمكن وصفه بالكلمات، فبات مادة للدعاية الانتخابية "الإسرائيلية" ومحاولة من المستوطنين لإقناع العالم بأن المكان تابع لهم وسيعود لهم يوما ما كما يقولون، مصورين ممارساتهم على أنها حق طبيعي، استطردت أم علاء.

ويقول منسق مؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا لـ"الرسالة نت" إن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى تنم عن مخططات تهويدية متسارعة، وخاصة ما ترصده المؤسسة من نوعية الاقتحامات، حيث تتم من قبل مخابرات الاحتلال وجنود ومجندات بلباس عسكري إضافة إلى المستوطنين والسياح الأجانب.

ويوضح أنه في الفترة الأخيرة أصبحت هناك محاولات من قبل أعضاء في الكنيست أو طلبة مدارس يهودية اقتحام المصليات داخل المسجد الأقصى وهو الأمر الذي ينم عن تصعيد خطير في نوعية الاقتحام وكأنها مرحلة جديدة يريد الاحتلال تسجيلها.

ويؤكد أبو عطا أن العلاج الأنجع لوقف هذه الاقتحامات هو شد الرحال إلى المسجد الأقصى والبقاء فيه فترات طويلة خاصة في فترة الصباح التي تكثر فيها الجولات، لافتاً إلى أن تواجد طلبة مصاطب العلم في الباحات يحول دون تمادي المستوطنين ويخيفهم أحيانا.

ويعاني المسجد الأقصى من الاقتحامات اليومية والمتكررة لباحاته، بالإضافة إلى اعتداء المستوطنين وجيش الاحتلال على المصلين من المقدسيين والمقدسيات، وتدنيس حرم المسجد بالصلوات التلمودية والشعارات المعادية للمسلمين.

البث المباشر