لجأ عشرات المزارعين في جنوب قطاع غزة إلى إشعال النيران حول حقولهم وإحداث دخان كثيف من أجل منع أسراب الجراد من الانقضاض على مزروعاتهم.

ولا تزال بقايا النيران جلية في حقل المزارع فتحي أبو شريقي شرق مدينة رفح، الذي لجأ لتك الوسيلة مع وصول أسراب جديدة إلى جنوب قطاع غزة مساء أمس الأول الثلاثاء.  

وفوجئ سكان المناطق الزراعية في رفح بمرور سرب من الجراد زاد طوله على  متر بعرض 100 متر، وبعضهم التقط بعض الصور بهواتفهم المحمولة بينما سارع آخرون إلى مساعدة أصحاب الحقوق الزراعية في إشعال النيران.

وحشرة الجراد يمكن أن تتسبب في إبادة المحاصيل الزراعية من خلال قرض أوراق النباتات والأشجار التي تزدهر خلال فصل الربيع.

وتعد المناطق الخضراء وبركة المياه بمنزلة المكان المفضل للجراد، الذي دمر حقولاً زراعية كثيرة خلال مروره بالأراضي السودانية والمصرية وقطاع غزة والأرضي المحتلة عام 1948.

يقول المزارع أبو شريقي (52 عاماً): "إن وصول الحشرة إلى المحصول تعني تكبد المزارع خسائر فادحة".

ويضيف: "أشعلت كثيراً من النيران حول الحقل حتى لا يهبط الجراد على محصول البطاط".

ويمتلك أبو شريقي سبعة دنمات في بلدة الشوكة شرق رفح، ويأمل أن يساعده محصول هذا العام في إقامة حفل زفاف لنجله الأكبر هذا الصيف.

ويوضح أنه لجأ إلى فكرة النيران من أجل إحداث دخان كثيف فوق حقله؛ من أجل محاربة حشرة الجراد".

ويشير إلى أن هذه الوسيلة ورثها عن والدة وجده، إذ هاجم الجراد الحقوق الزراعية في منتصف القرن الماضي وقرض كثيراً من المزروعات.  

وقال مزارع آخر من عائلة الصوفي "معظم المزارعين أشعلوا النيران بكثافة هنا ... ".

ويتوالد الجراد الذي يغير علي مصر والدول المجاورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ثلاث مناطق هي شرق السودان واريتريا والحبشة وغرب السودان وشمال أفريقيا وبعض جهات الصحراء الليبية وبعض وديان اليمن والمملكة العربية السعودية.

والجراد له أجنحة مستقيمة ويوجد ما يزيد على 20.000 نوع من الجراد في العالم،  وهي حشرات آكلة للنبات تستطيع القفز إلى 20 مرة أطول من جسمها.

وطول الجرادة الناضجة يتراوح بين 3 إلى 13 سم، يقسم جسمها إلى: رأس وصدر وبطن (مقسم 11 قطعة) وستة أرجل.

ويغطي جسم الجراد طبقة من الكيتين، وفي رأسه فم يحوي على أسنان حادة ويحمل قرنين قصيرين متميزين للاستشعار.

ويصدر الجراد أصواتاً موسيقية يصدرها من خلال كحت الأرجل الخلفية أو الأجنحة الأمامية مع الجسم.

وتضع أنثى الجراد بيضها في حفر تحت الأرض، وتغطيه بسائل لتحميه من البرد, ليفقس عن مخلوق بطور انتقالي لفترة حوالي شهر يدخل بعدها هذا المخلوق طور النضوج.

وقال رئيس بلدة الشوكة منصور بريك لـ "الرسالة نت" إن الجراد الذي وصل إلى البلدة محدودة ولا يستدعي القلق.

وأوضح أنه أجرى جولة صباح أمس الأربعاء، واستمع للمزارعين، وعبر عن دعم البلدية والحكومة لهم في مواجهة الجراد.

وكانت أسراب قليلة من الجراد وصلت نهاية الأسبوع الماضي إلى مناطق في جنوب قطاع غزة، لكن وزارة الزراعة استبعدت تعرض المحاصيل الزراعية لخسائر جراء وسائل المكافحة التي استخدمتها استعداداً لمحاربة تلك الحشرة القاتلة للنباتات.