استبعدت قيادات سياسية وخبراء ومفكرون ضلوع حركة المقاومة الإسلامية حماس في مخططات ضد مصر. وأكدوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أنها تعدّ إحدى دوائر الأمن القومي للجمهورية.
رئيس مركز يافا للدراسات السياسية، المفكر رفعت سيد أحمد يقول إن اتهام حماس بالضلوع في مقتل الجنود المصريين برفح، يسعى للإيقاع بين الشعبين المصري والفلسطيني.
ويصف أحمد اتهام حماس في استهداف ضباط وجنود مصريين على الحدود في آب/أغسطس الماضي بـ "الباطل"،؛ لأن الاتهام لا يكون بمجرد نشر أخبار مفبركة، إنما لا بد اقترانه بأدلة.
ويدين بشدة مرتكبي الجريمة، متهماً -في ذات الوقت- جماعات متطرفة داخل سيناء تنتمى لتنظيم القاعدة أو السلفية الجهادية بالمسئولية. واستبعد وقوف المقاومة بغزة وراءها.
"أحمد: المقاومة التي قدمت أكثر من 30 ألف شهيد و15 ألف معتقلا سياسيا لا تفعل ذلك
"
من المستفيد؟
ويرى المفكر المصري أن "الموساد الإسرائيلي" هو المستفيد من الوقيعة بين حماس والشعب المصري، لا سيما بعد أن ثبت خلال الفترة الأخيرة سعيه إلى اختراق ما أسماهم بـ "الجماعات المتطرفة".
ويضيف أحمد "المتهم الأول بقتل الجنود على الحدود هو الموساد، بالتعاون مع بعض جماعات العنف التي تسمى بالتيارات السلفية الجهادية، وتسعى إلى اشعال الفتنة والوقيعة وصرف الأنظار عن العدو الحقيقي".
ويتابع المفكر المصري "من المستحيل أن تفكر المقاومة في غزة بإهدار الدم المصري، الذى ساندها ودعمها (..)".
"الزيات: ما يحدث لعب بالنار.. والصراع السياسي في مصر يدفع البعض لإحراج "مرسى"
"
ويؤكد أحمد عدم استفادة حماس من تلك الهجوم، بل على العكس فإن علاقتها مع النظام الحالي "منفعة واندماج" والطبيعي أن تسعى الحركة إلى تعزيزها، في الوقت الذي يحاول البعض تدمير العلاقات بين الطرفين.
لعب بالنار
الخبير الاستراتيجي، العميد صفوت الزيات، يؤكد أن ما يحدث يمثل محاولة لشرخ العلاقة المقدسة بين مصر وغزة، قائلا: "هذا مساس بالدور التاريخي المصري الذى ضحى معنويا وماديا وتاريخيا من أجل القضية الفلسطينية".
ويوضح أن "ما جرى في رفح كان عملية مشتركة استهدفت مصر وإسرائيل (..)، إذا كان لديها أو لدى أمريكا أدنى قدر من المعلومات عن تورط حماس لأعلنته من يومها".
ولم يستبعد الخبير العسكري اتهام شخصيات سياسية فلسطينية معادية لحماس، الزج بها في الاتهامات، والمساعدة على تأجيج المشكلات داخل المجتمع المصري، مشدداً أن الشائعات تشين مصر قبل أن حماس.
اتهامات جزافية
بدوره، يصف المتحدث الرسمي باسم حزب الوطن (السلفي)، د.يسرى حماد الاتهامات الموجهة لحماس بـ "الجزافية التي لا يمكن الاعتداد بها"، داعياً إلى إجراء تحقيقات جادة؛ للكشف عن المرتكبين الحقيقيين للجريمة.
"حماد: الاتهامات "الجزافية" لا يعتد بها، ولابد من تحقيقات جادة تعلن رسميا على المصريين
"
ويقول حماد في حديثة لـ"الرسالة نت"، إن جهات تقف وراء انتشار مثل هذه الشائعات، تسعى لإحداث الفتنة بين المصريين والفلسطينيين لصالح المخطط (الاسرائيلي) في المنطقة.
من جانبه، يطالب المفكر القومي عبد الله السناوي بالتحقيق في المجزرة التي راح ضحيتها ضباط وجنود مصريين على الحدود، داعيا إلى تشكيل لجنة قضائية مستقلة برئاسة رئيس مجلس القضاء الأعلى".
واستبعد السناوي كغيره، ضلوع حماس في حادث مقتل الجنود، لكنه لم يخفِ استبعاده مشاركة عناصر من غزة، لها امتدادات متشددة وتعتنق أفكاراً جهادية.
تشويه إعلامي
في حين تقول أستاذ الإعلام بجامعة السادس من أكتوبر د.منال أبو الحسن، إن الرسالة الموجهة للشعب المصري وحكومته، تستهدف ربط حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذى تولى رئيسه السابق رئاسة الجمهورية.
وتضيف أبو الحسن إن الإعلام المحسوب على نظام الرئيس حسني مبارك، يبحث دائماً عن حدث يخدم أهدافه بصرف النظر عن كذب أو صحة الحدث، مشيرةً إلى أن تلك الوسائل تسعى لترويج رسالة إعلامية كاذبة؛ من أجل تحقيق مآرب سياسية.
"السناوي: ضرورة تشكيل لجنة قضائية مستقلة تتولى الملف بدلا من تركه للشائعات والتكهنات
"
وتشير إلى أن أحد البرامج المذاعة عبر قنوات (الفلول) خصصت خلالها المذيعة خمس عشرة دقيقة؛ للحديث عن اتهام حماس بقتل الجنود المصريين على الحدود، بينما أتاحت فرصة الرد مدتها دقيقة واحدة لمسئول في الحركة.
الحقيقة الكاملة
من جهته، يدعو المتحدث الرسمي باسم حركة "شباب 6 ابريل"، محمود عفيفي، الجيش وجهاز المخابرات العامة بسرعة الكشف عن هوية مرتكبي مجزرة رفح، التي راح ضحيتها ستة عشر جندياً مصرياً.
"أبو الحسن: خطة لإعلام الثورة المضادة لإظهار النظام وكأنه غير حريص على مصالح الوطن
"
ويؤكد "عفيفي" أنه لا يستطيع –على الرغم من خلافه السياسي مع جماعه الإخوان المسلمين- أن يصدق ما يجرى نشره عن ضلوع عناصر من حماس في قتل جنود مصريين برفح.
ويتابع: "إن الاتهام بهذا الحجم يحتاج إلى دليل مادى ملموس(..)"، مطالباً بوقف وسائل الاعلام الزج بأطراف ليست على علاقة بحادث مقتل الجنود.