يبدو أن حملة التضليل والتشويه لحركة حماس وحكومة قطاع غزة سوف تشتد ضراوة في الإعلام المصري للنيل من الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان بشكل غير مباشر إلى جانب الهجوم المتواصل بشكل مباشر وهذا التضليل يحمل رسالة مهمة يريد الساعون لها أن تصل إلى الشعب المصري مفادها أن محمد مرسي الرئيس المصري وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها تبيع الدم المصري رخيصا من أجل حماس التي تنتمي للجماعة.
حادثة سيناء التي طفت مرة أخرى على السطح وهذه المرة بشكل صارخ مدبر بليل من أجل استمرار الحملة ضد حماس وضد الإخوان والرئيس المصري وهي من إنتاج نفس ماكينة الإعلام المصري الذي ناصر المخلوع مبارك على حساب دماء الشعب المصري وحقوقه وحرياته وساند الفساد والمفسدين من اجل مصالح شخصية ومكاسب مالية على حساب مصلحة الوطن الأم مصر العروبة والنيل.
القصة التي نشرت بالأهرام العربي لا تمر على المتدربين والهواة في الصحافة فهي قصة غير محبوكة جيدا وفيها من الثغرات ما يمكن أن يظهر العوار الفاضح فيها، فعندما يقول رئيس تحرير الأهرام العربي أن احد قيادات حماس تواصل معه مباشرة وقدم له هذه المعلومات الخطيرة والتي تهدم العلاقة الأخوية بين فلسطين وشعبها وحماس وبين الشعب المصري وحكومته وجيشه البطل، فكيف يكون قائد ويشي بهذه المعلومات الخطيرة وهذه التحقيقات ونتائجها المذهلة بهذه السهولة؟، ثم يكمل رئيس تحرير الأهرام العربي ويتحدث عن تحقيقات لحماس من القادة الثلاثة نوفل وأبو شمالة والعطار والتي يقول فيها أنهم معتقلون لدى حماس وان التحقيقات التي قامت بها حماس أثبتت تورطهم بالحادث علما أن هؤلاء قادة كانوا من بين المستهدفين بعد الشهيد الجعبري خلال العدوان الأخير والذي نجا فيه على الأقل العطار بأعجوبة من عملية اغتيال، ويُستهدف بيته ويدمر بالكامل، فكيف يستهدف وهو معتقل ويجري التحقيق معه ليقول التقرير أن حماس بعد أن قدمت التقرير للرئيس المصري محمد مرسي وطلبت منه عدم إعلانه أو الحديث عنهم ستقوم بالإفراج عن القادة الثلاثة الذي زعم أنهم من تورط بالعملية.
وهنا نطرح على رئيس الأهرام العربي سؤالا يا ترى بعد هذه الضجة وهذا التكذيب والنفي لما ورد أليس من المنطق أن يكشف عن هذا القائد الفذ في حماس الذي قدم له هذه المعلومات حتى يثبت للجميع أن كلامه ليس مختلقا أو مفبركا أو أن جهات مدسوسة هي من قدمت له هذه المعلومات المضروبة وغير الدقيقة؟، ولو كان رئيس التحرير هذا واثق مما قال وممن قال فليكشف عن مصدره لأن المسألة أخذت أبعادا أكثر من سبق إعلامي وتفرد في الحصول على المعلومة لأن الأمر بات متعلقا بأمن قومي ودماء وأرواح قضت غدرا وغيلة في جريمة مرفوضة.
فهل يجرؤ رئيس التحرير على كشف مصدره، أتحدى أن يكون ما نشرته الأهرام العربي له مصدر حقيقي معلوم لرئيس التحرير، خاصة أن هذا الاتهام سبق أن روجت له بعض الصحف العبرية وتحدث بالتحديد عن أبو شمالة والعطار ونوفل وألصقت بهم تهمة المشاركة أو التخطيط بهدف ضرب العلاقة المميزة بين الحكومة المصرية بعد الثورة وحماس والمقاومة لأن هدف (إسرائيل) الأول والأخير هو تجفيف منابع وصول السلاح للمقاومة وهذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دق الأسافين وإفساد هذه العلاقة، ومع الأسف تجد (إسرائيل) بعض البلهاء من أمثال رئيس تحرير الأهرام العربي من يسقط في الفخ ويروج لهذه الدعاية السوداء والأكاذيب ويجري من خلفهم فضائيات همها الأول تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال تشويه صورة حماس والإخوان في مصر.
منذ اللحظة الأولى وحماس والحكومة تنفي أي علاقة لجهة فلسطينية بما حدث واعتبرت ما جرى جريمة نكراء، وحتى الآن الجهات الأمنية المصرية والسياسية لم تشر بأصابع الاتهام إلى حماس أو الفلسطينيين وحتى الآن الجميع يجمع على أن التحقيق لم ينته ولا دليل لدى جهات التحقيق يشير إلى تورط جهات فلسطينية في الحادث وأصابع الاتهام جلها موجهة إلى العدو (الإسرائيلي) وهذا ما نشرته صحيفة الأهرام نفسها بعد الحادث على لسان احد القادة العسكريين في الجيش المصري والذي أكد على وجود طرف ثالث له يد ومصلحة في الجريمة وغالبية الظن هي (إسرائيل) عبر عملائها في سيناء.
من العيب على مؤسسة كبيرة مثل الأهرام أن تسقط هذه السقطة الكبيرة، فالأهرام مدرسة في الصحافة ويبدو أن هناك لازال يوجد صغار يلعبون بهذه المدرسة الكبيرة الأمر الذي يؤدي إلى تشويه سمعتها ومكانتها بين وسائل الإعلام العربية المختلفة لن خطأ الكبير بألف خطأ.
على العموم نكرر أن الدم المصري غالي علينا كشعب فلسطيني لأنها ندرك قيمة الدم وقيمة الإنسان وقيمة المقاتل ويصعب علينا أن نقوم بمثل هذه الفعلة التي تصيبنا في مقتل لأننا نرى أنفسنا بمصر القوية ذات الهيبة والسمعة ونخسر لو خسرت مصر هيبتها ومكانتها ونحن ندرك المعادلة السياسية وندرك حجم ما يحاك لمصر حتى تنشغل بنفسها ولا تعود لمكانتها القائدة في المنطقة الإقليمية والعربية.
إن القسام وحماس والحكومة والإخوان لا علاقة لهم بما حدث، وأن من يقف خلف هذه الجريمة هو (إسرائيل) المستفيد الأول منها، وهنا نضيف أن من يدير هذه الحملة الإعلامية المضلة والمضللة ثالوث نكد تحدثنا عنه في مقالة سابقة مشكل من (إسرائيل) وبعض المصريين وبعض الفلسطينيين، هذه الحملة مستمرة وكلما فشلوا في واحدة اختلقوا أخرى وهكذا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.