قائد الطوفان قائد الطوفان

علماء: "الياسين" غرس في الأمة حب الجهاد

الشيخ الشهيد أحمد ياسين
الشيخ الشهيد أحمد ياسين

الرسالة نت–محمود هنية

استطاع  الشيخ الشهيد الإمام أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس  توحيد الأمة الإسلامية على الجهاد, كما تجاوز برؤيته الخلافات الفكرية والسياسية كافة في سبيل تحرير فلسطين.

وصادف يوم امس الجمعة الذكرى السنوية التاسعة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين في الثاني والعشرين من مارس/آذار 2004، الذي امتلأت حياته بمواقف وبشريات هامة تحققت بعد رحيله.

حياة زاخرة بكثير من الابتلاءات التي يمكنها أن تمثل عائقًا جسيمًا، أمام أي تقدم يتحدى المرء, لكن نموذج الشيخ أحمد ياسين كان خاصاً فشخصيته المميزة جعلت منه مدرسة للجميع لأصحاب الابتلاء والأصحاء.

الشيخ العلامة يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، قال في حديث لـ"الرسالة نت" إن "الشيخ الياسين كشف في حياته التزييف الذي مارسه الصهاينة تاريخياً في فلسطين, وأوضح أن الجهاد هو الطريق العملي لإنهاء جرائمهم بحق البشرية".

وأضاف أن "الياسين حرك بالجهاد نبض الأمة الإسلامية التي بدأت النهوض والتخلص من براثن الضعف والخذلان".

وتابع: "إن الرجولة لا تقاس بقوة الأجسام، بل بقوة إيمانها وقدرتها على فهم مشكلات أمتها وشعبها، وهو ما تجسد في شخصية الشيخ أحمد المقعد، الذي تآمرت عليه الأمة برمتها".

"

القرضاوي : الياسين حرك بالجهاد نبض الأمة الإسلامية التي بدأت النهوض والتخلص من براثن الضعف والخذلان

"

وأشار القرضاوي إلى أن الشيخ الياسين وحدّ الأمة على خيار الجهاد, وكان قادراً على تجاوز الخلافات الفكرية والسياسية للوصول إلى هدفه.

ولفت إلى أن البذرة التي زرعها الشهيد الشيخ نضجت لتصبح حركة المقاومة الإسلامية حماس أكثر تأثيراً في المعادلة.

بناء متين

بدوره, قال د. صفوت حجازي الداعية الإسلامي رئيس مجلس أمناء الثورة المصرية  إن الشيخ أحمد ياسين ترك بصمة واضحة في طريق الحركة الإسلامية المعاصرة، وكون نموذجا فريدا في القيادة الروحية للعمل الإسلامي.

وأوضح حجازي " أن الشيخ الياسين تمكن من تشكيل قاعدة قوية ونموذجية، وزرع فيها روح الجهاد برغم التناقضات الفكرية والمجتمعية التي عايشها الشيخ في البدايات.

ورأي أن سر نجاح الشيخ يكمن في براعته بتوصيف الدواء الناجع لكل مشكلة كان يواجهها مع المجتمع الفلسطيني، وهو ما جعله مقبولا لدى جميع الفئات والأطراف المجتمعية.

وأضاف حجازي: " قوة الشيخ تمثلت في قدرته على إعادة الحياة للقضية الفلسطينية وشدها لعمقها العربي والاسلامي بعد محاولات اختزالها عبر الافكار القومية والوطنية وغيرها".

"

حجازي: قوة الشيخ تمثلت في قدرته على إعادة الحياة للقضية الفلسطينية وشدها لعمقها العربي والاسلامي

"

ولفت إلى أن الشيخ أحمد ياسين كان يفكر بعقول كل من حوله، وأسس لقواعد وحركة راسخة لمواجهة الاحتلال "الاسرائيلي".

وأكد حجازي أنه بعد اغتيال الشيخ انقلب السحر على الساحر، فالجميع بدأ يتساءل عن حماس التي تسعى "اسرائيل" لإبادتها، فانتشرت الحركة واتسعت قاعدتها الشعبية والتنظيمية.

عالم ومعلّم

من جهته يتفق الداعية المصري د. صلاح سلطان، مع د. حجازي، وقال إن سر نجاح الشيخ الياسين بما مثله من معجزة حقيقية في ذاته، وقدرته على حشد الطاقات والقواعد وفق منهجية شرعية، ومن ثم قيادتها لتشق طريقها نحو تحرير فلسطين.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة نت" إن الشيخ لم يكتف بالدعوة والجهاد وإنما قاد  مؤسسات اجتماعية ليلامس بشكل مباشر حاجات المجتمع، ومن ثم بدأ بتأسيس قواعد شابة قوية، ولديها رؤية وعمق.

وأكد سلطان أن الشيخ الياسين أسس حركة قوية في جهادها وقواعدها فأصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه.

من جهته, قال العلامة د. محمد ولد الحسن الدودوا من موريتانيا إن الشيخ أحمد ياسين صنع نموذجاً فريدا في العالم، وأسس قاعدة علمية عبر إنشاء الجامعة الإسلامية وحرصه على عمارة المساجد والمكتبات.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة نت" أن الشيخ عاش حياة متواضعة، وسكن بين الناس فملك قلوبهم وكان المثل الأعلى لهم.

وأكد د. الدودوا أن الشيخ الياسين مثّل نموذجا من الفلسفة الإسلامية القائمة على التجربة، وهو ما ميز حركته بالحيوية والاستمراية على غرار الحركات الاصلاحية الإسلامية التي نشأت في أوائل القرن الماضي.

"

سلطان : الشيخ الياسين أسس حركة قوية في جهادها وقواعدها فأصبحت رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه.

"

وشدد على أن الشيخ تميز بعبقرية في فهم القواعد التكوينية، وتعرف بفراسته على القدرات المجاورة له فأسس رواحل كانواً قادرين على تحمل مشاق الدعوة والجهاد، وقادوا المسيرة من خلفه.

ورأى أن الحركة الإسلامية في العالم بدأت تستعيد نهضتها أمام النموذج الحي الذي شكله الشيخ أحمد ياسين، قائلا: "أستطيع القول بأن بذور الربيع العربي نثرها الشيخ أحمد ياسين".

البث المباشر