قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الوحام والسياسة

وسام عفيفة
وسام عفيفة

بقلم/ وسام عفيفة

تحرص النساء في مراحل الحمل الأولى (تحديدا مرحلة الوحام) على النظر إلى الأطفال ذوي الصفات الجميلة حتى تنتقل عدوى الجمال إلى الجنين، وذلك وفق الإرث الفكري من "حداويت زمان".

ويعرف الوحام بأنه شطحة نسائية أثناء الحمل تبدأ وتنتهي في الأشهر الأولى، ويتكون إثر بعض التغيرات والعوامل النفسية الناتجة عن الحمل.

ويبدو أن تأثيرات الوحام ستطال الفلسطينيات الحوامل, وربما تظهر سمات البشرة السمراء على المواليد خلال الشهور المقبلة نتيجة النظر مطولا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يزور دولة الاحتلال والضفة الغربية.

ومن الأعراض الأخرى للوحام أن هناك حالات كثيرة غريبة لما قد تشتهيه النساء, فهناك بعض النسوة يرغبن في تناول مواد غريبة مثل أربطة أحذية الأطفال أو عيدان الثقاب المحروقة.

وللوحام السياسي أعراض أيضا, فعلى سبيل المثال: السلطة الفلسطينية تشتهي مساعدات مالية من أوباما الذي لبى الطلب بتقديم 500 مليون دولار شرط ألا يتوحم الرئيس بعد ذلك على الجنايات الدولية, كما إن السلطة لا تزال تتوحم على مشروع التسوية رغم وصولها سن اليأس السياسي، ولكن في كل مرة يكون الأمر "وحاما على فشوش"، وأمام التطورات الأخيرة يبدو أن حمل المصالحة كاذب, فالأفضل ألا نتوحم عليها.

أعراض الوحام في غزة صعبة، ومن آثاره الجانبية: الغثيان، والتقيؤ، فقد توحمت على الرئيس محمد مرسي لكن الرجل غرقان "لشوشته", وتوحمت على رجب طيب أردوغان لكنها لم تحصل على ما تشتهي, ولا تزال غزة تتوحم مواصفات مميزة, وتطلب النادر والصعب حتى لبن العصفورة.

وهناك تعريف آخر للوحام "البيولوجي" و"السياسي": "بعد أن يكون المولود قد تكوّن واكتملت أطرافه وثبتت جيناته تحاول الأم تسلية نفسها بعيدا عن أعباء "الحمل" بمطالعة الوجوه حتى موعد الولادة", وهو أمر يستدعي تشكيل لجنة وطنية "للوحام" تهتم بتوزيع صور لأبطال من التاريخ الإسلامي والعربي والفلسطيني للتأثير إيجابيا على تشكل الأجنة الفلسطينية في مراحل الحمل الأولى لدى نسائنا خصوصا أن التلفزيون هذه الأيام يقدم صورا وشخصيات لا تحمل صفات حميدة.

من الأعراض الأخرى للوحام تناول الطعام وفقدان حاسة الشبع، فهناك كثيرات من الحوامل تكون لديهن رغبة في الأكل دون شبع ما يعرضهن إلى السمنة وزيادة الوزن.

وإذا أصاب هذا النوع من الوحام مسؤولين حكوميين ومتنفذين في البلد "علينا العوض", لذا يجب على الهيئات الرقابية علاجه مبكرا.

عموما، علماء النفس فسروا الوحام بأنه وسيلة أو حيلة تتبعها الحامل كي تلفت انتباه زوجها إليها, ولكن "الوحامة" التي قد يولد بها بعض الأطفال ما هي إلا تكوّن شاذ لخلايا خاصة في البشرة, وقد تظهر على جسد المولود بعد الولادة, وهذا ما ينفي تماما علاقة "الوحامة" على جسم المولود بشغف الأم وطلبها نوعا معينا من أنواع الطعام, وإلا كان جيل حصار غزة قد حمل على جسده علامات "وحامة" ابتداء من أنبوبة الغاز حتى كيس الإسمنت.

كما إن التحايل بـ"الوحام" لا ينفع مع الاحتلال الذي أعاد تقليص مسافة الصيد إلى 3 أميال بحرية, لأن التهدئة تعتمد على القوة لا حسن النيات والدلال, وهو الفرق بين "وحام غزة" التي تضحي من أجل ما تشتهي و"وحام رام الله" الذي ينطبق عليه المثل: "ستي من غير الوحام مدللة.. أجا الوحام زادها دلال".

البث المباشر