الهجوم الذى حدث على مقر جماعة الإخوان المسلمين من البلطجية أدعياء الثورة، ليس إلا أحد جولات معركة المصير التي تخوضها مصر حالياً لإحباط مخطط تدميرها، فما يجري على الأرض يتجاوز حدود الإخوان المسلمين ليمتد إلى جميع فصائل التيار الإسلامي في سعي حثيث لإفشال المشروع الإسلامي لإنقاذ مصر، وتغيير واقع الأمة المؤلم.
أشرت في مقالي السابق أن التحالف الذي يشن الحرب على المشروع الإسلامي في مصر مكون من نظام الطامعين في السلطة ونظام فاسدي عهد مبارك.
أما كيفية شن هذه الحرب فهي كالتالي:
الاستراتيجية أ: محاولة جر فصائل التيار الإسلامي للدخول في اشتباكات عنيفة مع البلطجية والشباب المغيب، بهدف بث الفوضى في الشارع وتصوير الإسلاميين أنهم مجموعة من القتلة، ويعتمد أعداء المشروع الإسلامي على استراتيجية اجتذاب أسماك القرش، والتي تقوم على أن رائحة الدماء تجلب المزيد من أسماك القرش، وتؤجج القتال بينها، فكلما زاد عدد القتلى والجرحى في صفوف البلطجية أو أبناء التيار الإسلامي زادت سخونة المعارك وسار مخطط إسقاط الدولة في مساره الصحيح، وهذا ما يمكن تتبعه من خلال عدة حوادث:
الأولى: كانت محاولة استفزاز أبناء الدعوة السلفية في الإسكندرية بمحاصرة الشيخ أحمد المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم لأكثر من 12 ساعة، عشية الاستفتاء على الدستور، وقيام البلطجية بالاعتداء على السلفيين في ظل تواطؤ قيادات الداخلية بالمحافظة، والذين يمثلون أحد أهم أركان نظام فاسدي عهد مبارك، حتى قال أحد البلطجية أنهم حصلوا على تفويض بقتل السلفيين إن تمكنوا من ذلك، ولولا حكمة الشيخ المحلاوي، والتزام الدعوة السلفية بأقصى درجات ضبط النفس، وإدراكها لطبيعة المخطط الشيطاني لربما غرقت الإسكندرية ومصر كلها في بحر من الدماء.
الثانية: استكملت الداخلية تواطؤها بعملية القبض المهينة على الشيخ جمال صابر أحد كبار مؤيدي الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وكان الهدف من ذلك دفع أنصار الشيخ حازم للتظاهر أمام قسم شرطة روض الفرج، ثم تفجير الموقف من أجل إظهار الإسلاميين في صورة المعتدي، وإجبار الرئيس على إصدار تفويض للشرطة بقمع الإسلاميين، وإلا سيكون موافقاً على سيطرتهم على أقسام الشرطة.
الثالثة: الاتجاه نحو مهاجمة مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم بحشود كبيرة، تحت رعاية قيادات الداخلية، على أمل النجاح في اقتحام المقر، وهو ما سيعطي دفعة لاقتحام باقي مقرات الجماعة وحزب الحرية والعدالة، أو على الأقل تكوين حصيلة مؤثرة من القتلى والجرحى، تكون الشرارة لاشتباكات دامية في كل شوارع مصر مع شباب الإخوان وباقي فصائل التيار الإسلامي الذين سينزلون دعماً لإخوانهم.
الاستراتيجية ب: الحفاظ على مصادر تمويل أعمال البلطجة والإعلام المشبوه، وبقاء المجرمين مطلقي السراح، بقيام القضاة بإبطال قرارات النائب العام بالتحفظ على أموال رجال الأعمال الفاسدين، وكان آخرها إبطال قرار النائب العام بالتحفظ على أموال 23 رجلا من رجال الأعمال، وكذلك عدم إصدار أحكام بالقبض على من يتهمون بالبلطجة رغم وجود أدلة واضحة على جرائمهم والإفراج عنهم بشكل فوري من مقرات النيابة، بينما لا يقوم قيادات الداخلية الفاسدين بالقبض على أي من البلطجية المتهمين في تلك الحوادث، وتوفير غطاء حركي لهم.
الاستراتيجية ج: إبقاء البلاد في حالة من التوتر الدائم بتضخيم الإعلام الفلولي من أي حوادث عنف، لبث الذعر في نفوس المواطنين والمستثمرين، وإدخال الدولة في منحدر الإنهيار الاقتصادي والاجتماعي، على أمل أن يغضب رجل الشارع من سوء الأوضاع فيكفر بالثورة وتأكل نيران غضبه الأخضر واليابس وتعود مصر لنقطة الصفر.