قائمة الموقع

مقال: رؤية في الاعتذار (الإسرائيلي) لتركيا.

2013-03-25T10:50:41+02:00
ابراهيم المدهون
بقلم: ابراهيم المدهون

الاعتذار (الإسرائيلي) عن مقتل تسعة مناضلين أتراك مؤيدين للفلسطينيين في عام 2010 لبى شروط تركيا وأظهر نفوذها الإقليمي المتزايد، وكان مفاجئا للمتابعين ويحمل دلالات قد يكون لها آثار وتبعات إقليمية.

الاعتذار أنهى زمن تبجح (إسرائيل) حينما كانت تقتل وتعربد وتفتك بدون رادع أو أسف، ولا تحسب لأي دولة في المنطقة حسابا، فاليوم لم تعد هذا الوحش المخيف الذي لا قدرة لردعه وصده، كما أن الاعتذار فيه انكسار فللدول هيبتها.

وفي الاعتذار اذعان لشروط تركيا والمتمثلة بالتعويضات ورفع الحصار عن غزة، و(إسرائيل) كعادتها لن تلتزم برفع كلي للحصار عن غزة، فالمشروع والحكومة الفلسطينية والمقاومة في قطاع غزة يحمل الخطر الاستراتيجي لـ(إسرائيل)، ولهذا ستتلكك بذلك وستطالب بضمانات تعجيزية.

وأتمنى من تركيا الا تقبل لعب دور الوسيط بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل)، وألا تقوم بنقل الاقتراحات والشروط لرفع الحصار، فغزة استطاعت بجهادها وصبرها ان تصدع هذا الحصار.

كما اتمنى على المقاومة الفلسطينية أن ترفض عمليات التطبيع التركي، وان تبقى تندد باي عملية علاقات عربية كانت أو إسلامية، فهذا كيان غاصب غير شرعي، ولا مكان له تحت الشمس، والحل الوحيد لإنهاء المشاكل بإزالته عن الوجود.

الانتخابات (الإسرائيلية) الاخيرة كان لها دور كبير في التراجع (الإسرائيلي)، وهو تراجع يقوم على الانحناء للعاصفة بناء على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة، ويعطي دلالات واضحة على اختلاف الحكومة الجديدة في التعاطي مع الملفات المختلفة عن الحكومة السابقة.

كما أنه جاء كهدية بين يدي باراك اوباما في زيارته الاستراتيجية، وللعمل على استرضاء الولايات المتحدة واعادة الاعتبارات اكثر للعلاقات ولأخذ المقابل منها في الملف الايراني وملفات الربيع العربي.

وقد نشهد مزيدا من الخطوات (الإسرائيلية) لتسكين المشاكل التي جلبها ليبرمان بوزارته الغبية دبلوماسيا، ومن خلال الغطرسة الممجوجة للجيش (الإسرائيلي) وحالات الفشل المتكرر.

ولهذا علينا الا نركن لهذه الخطوة ونبالغ بقراءتها بشكل ايجابي، فقد تكون مقدمة لحرف الأنظار عن خطوات استراتيجية (إسرائيلية) في المنطقة، وهذا يتحتم علينا دراسة جميع الاحتمالات المقبلة الخطيرة، بما فيها ضرب ايران وحرب على جنوب لبنان او اجتياح لقطاع غزة.

اخبار ذات صلة