عصابات بأدوار موزعة..

سرقة الدراجات النارية..شبكات منظمة وتحايل على القانون

سرقة الدراجات النارية (أرشيف)
سرقة الدراجات النارية (أرشيف)

الرسالة نت - أمل حبيب

"خلال دقيقتين انتهى كل شيء وباتت الفريسة في حوزتهم " .. أدوار موزعة لا يمكن للفشل أن يتسلل بينها.

باحتراف الأول مارس الثاني مهمته، ولعبت خفة يد الأخير في (جلخ) رقم (الشصي) الأثر المطلوب في تغيير ملامح "تايجر حلاوة" التي كتم صوتها فور استنجادها بصاحبها عبر فك أسلاك خاصة بالإنذار.. وصولاً بالحرامي المغوار الذي امتطى ظهر الدراجة النارية بعد أن هتك حرمتها وطار فرحاً بها الى أن أصبحت نسياً منسياً في شوارع غزة المزدحمة.

وصل الجميع إلى بؤرة التجمع للنظر في حالها إما لبيعها أو لتفكيكها لتباع كقطع غيار لإحدى ورشات صيانة الدراجات النارية.

تفاصيل حادثة سرقة الدراجة النارية السابقة حصلت عليها "الرسالة نت" من ملفات المباحث العامة والتي أكدت أنه تم القبض على العصابة السابقة من خلال الضحية الذي اشترى الدراجة من ضحية أخرى الى أن عثر على شبكة متخصصة لسرقة الدراجات النارية بالقطاع.

"

المباحث: ضبطنا عددا كبيرا من العصابات المنظمة في سرقة "الموتسكلات"

"

وحولت المباحث العامة قضية العصابة المكونة من خمسة أفراد الى النيابة العامة ومازال عدد منهم يقضون سنوات محاكمتهم خلف القضبان.

طرف الخيط للعثور على السارق كان من خلال العثور على الدراجة المسروقة مع المواطن فتحي -اسم مستعار- خلال حملات المباحث بعد مقارنة رقمها الخاص بقاعدة البيانات لدى الإدارة العامة وتبين أنها مسروقة.

وعلى ما يبدو فإن فتحي وقع ضحية للعصابة بعد أن أغراه سعر الدراجة الرخيص دون السؤال عن أوراقها الرسمية وترخيصها، بدورها كشفت المباحث عن اللص الأول من خلال شهادة المواطن الى أن تم القبض على العصابة بأكملها.

"الأمر ليس بالصعب.. هي دقائق معدودة لعملية المسح الأمني للمكان ومراقبة الدراجة عن بعد ثم محاولة لمسها للتأكد من جرس الإنذار", وأضاف: "أبتسم في قرارة نفسي لأنه بعد فك الأسلاك (بزرادية) صغيرة وتشغيل الدراجة يدويا باستخدام (المانويلا) ستصبح ملكي الخاص".

خلال استماعنا للحيل والأساليب التي يستخدمها (ز.ج) "حرامي الدراجات المحترف" استحضرنا بيت الشعر القائل: "واثق الخطوة يمشي ملكا"، فعلى ما يبدو أن الثقة بالنفس وأن المارة لا يشعرون بارتباكك هما أهم الحيل لسرقة آمنة وفق اللص صاحب البشرة القمحية.

وقال العشريني بابتسامة ساخرة: "أشعر بالراحة والسعادة حين تقع بين يدي دراجة لمواطن مستهتر وغير مبال في تأمينها".

"الحرامي الشاطر" أمسك به جهاز المباحث العامة التابع للشرطة الفلسطينية في وضح النهار من أمام مجمع الوزارات في منطقة تل الهوى قبل نحو شهرين بعد وصول "إخبارية" إلى القسم بوجود مشتبه به يحوم حول دراجة نارية منذ أكثر من ربع ساعة.

"

الإبلاغ عن دراجة مسروقة دون حفظ رقم "الشاصي" سيجعل أمر إيجادها غاية في الصعوبة

"

وارتفعت مؤخراً معدلات حوادث سرقة الدراجات النارية (الموتسيكلات) في القطاع بشكل ملحوظ، حيث أكد النقيب زكريا أبو الجديان مدير دائرة المصادر الفنية في المباحث العامة (للرسالة) أنه وفي عام 2012 تم تسجيل 488 شكوى بسرقة دراجة نارية، في حين تم ضبط ما يزيد عن 250 دراجة بالإضافة الى دراجات أخرى ضبطت عن طريق شرطة المرور ووزارة المواصلات بالتواصل والتعاون مع المباحث العامة.

وصرح أبو الجديان أنه تم ضبط عدد كبير من العصابات المنظمة المختصة بسرقة الدراجات النارية بالإضافة الى عدد من السرقات الفردية، مشيراً الى أن الدوافع مالية وتخريبية من خلال بيعها وتداولها بطرق غير مشروعة.

"الرسالة نت" والحرامية !!

وكان لزملاء مؤسسة "الرسالة" للإعلام نصيب من حيل شبكات اللصوص المحترفة ، بعد أن تعرض اثنان من موظفيها الى سرقة دراجتهما النارية من أمام المؤسسة الشهر الماضي.

المذيع براديو الرسالة حسن مطر اختفت ملامح فرحته بدراجته الجديدة كما اختفت هي بين أنوار السيارات وازدحام المدينة ليلاً.

الشاب مطر لم يبق له من عزيزته "تايجر حلاوة" سوى مفتاحها الصغير علها تعود يوماً له.

وعن تفاصيل الحادثة يقول: "اعتدت على وضع دراجتي أسفل درج العمارة التي أعمل بها منذ حوالي عام ونصف بعد أن أقوم بتأمينها (...) انهيت دوامي في تمام الحادية عشرة مساءً وشعرت بصدمة لاختفاء دراجتي وبدأت بالضغط على مفتاحها علني أسمع جرسها ولكن دون فائدة".

العشريني مطر ما زال يذكر يوم اشترى "حلاوة " وكيف زينها " وزركشها " مشيراً الى أنها ملفتة للنظر ومن يراها لابد أن تعجبه.

لحسن حظ المذيع أن مؤسسته توفر أجهزة كاميرا أمام مدخل العمارة، فاستعان بها وتوجه الى مركز شرطة الشاطئ متأملاً بأنه سيجد لصوص "حلاوة "، وعن هذا يقول بحسرة: "رغم تزويدي للشرطة وجهاز المباحث بشريط الفيديو الا أنها عجزت عن التعرف على اللصوص!

شكوى مطر هي نموذج من عدة شكاوى عثرت عليها "الرسالة" خلال استقصائها، بدورنا حملنا تلك الشكاوى للناطق باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي للتعرف على سبب تقصير الأجهزة الأمنية في الوصول للسارق رغم حصول أشرطة فيديو لبعض الحالات، البطنيجي أوضح أن الشرطة الفلسطينية تحاول قدر المستطاع أن تصل الى سارق الدراجة النارية بما يتوفر لها من معلومات، لافتاً الى أن العثور على الدراجة يصبح مستحيلاً في حال قام السارق بتغيير رقم (الشاصي) أو بيعها كقطع غيار.

"

الشرطة: قصور أحكام القضاء ساهم في ازدياد حالات النصب

"

وفي السياق قال أبو الجديان: "نتعامل مع قاعدة بيانات واضحة، قد يكون المقطع غير واضح"، مستطرداً: " اذا زودنا برقم شصي وبيانات دقيقة هي الاسرع من الفيديو للعثور على الدراجة".

وشدد على أن المباحث العامة لن تسمح لأحد أن يعبث بأمن المواطن وأنه سوف يتم ملاحقة جميع المشبوهين وسيتم محاسبتهم بالقانون.

الجدير ذكره بأن ظاهرة تواجد الدراجات النارية هي منذ عام 2007، وتحديداً منذ فتح الحدود مع جمهورية مصر، وتزايدت في أعقاب إدخال الـمئات منها إلى القطاع عبر الأنفاق، ويصل سعر الواحدة منها إلى ما يزيد عن الـ (1000) دولار، أما التي تكثر سرقتها عادة هي حلاوة تايجر ودايون "40"، وبجاج.

ماذا يحتاج لص الموتوسيكل؟

عبر فك أسلاك الدراجة (بجاج) واعادة ايصالها بطريقة قد تتعلمها من المشاهدة الأولى ستصبح "حرامي موتسيكلات محترف" بعد أن يساعدك ازدحام المكان، وتشابه الدراجات في الشوارع، على انجاز المهمة، اذاً فالقليل من الحيل وبخفة اليد ستتمكن من الحصول على الصيد الثمين في دقيقتين!

ومن خلال الاستقصاء تبين بأنه وفي يناير الماضي من العام الحالي تم ضبط 60 دراجة نارية مسروقة بحسب المباحث العامة من خلال الحملات التي تقوم بها الادارة العامة على الأسواق والمفترقات، والتي تقوم بها شرطة المرور لحجز الدراجات غير المرخصة والتي تتوجه المباحث لمعاينتها ومقارنتها بأرقام (الشاصي) المسروقة المسجلة لدى المباحث .

ودفعنا عالم سرقة الدراجات النارية لتقمص دور (اللص) والوقوف أمام (موتوسيكل ) مربوط بشجرة أمام أحد المجمعات الحكومية بالقطاع، لمعرفة حيل وأساليب (الكار)، وتساءلنا : " الى ماذا يحتاج اللص حتى يتمكن من سرقة دراجة نارية؟، يجيب عن تساؤلنا النقيب أبو الجديان: "اذا تمكن اللص من العثور على الدراجة في مكان عام مزدحم وغير مؤمنة بشكل جيد، وفيه عدد كبير من الدراجات سهل جداً تشغيلها وسرقتها عبر فك أسلاك وايصالها مجدداً ".

ولفت النقيب في قسم المباحث العامة الى أن عملية سرقة الدراجات النارية ليست صعبة، منوهاً الى أن ما يشجع العصابات على التوجه لسرقتها هو أن معظم الدراجات متشابهة جداً وبالتالي عند سرقتها يصبح من السهل التنقل بها دون أن تكشفه الجهات الأمنية.

وبحسب أبو الجديان فان أكثر أنواع الدراجات النارية عرضة للسرقة هي (حلاوة تايجر) مشيراً الى سهولة سرقتها وتكون بفك أسلاك معينة متصلة بالكهرباء ثم تشغيل الدراجة عبر توصيل الأسلاك ببعضها دون اجهاد.

وعن الاجراءات التي يقوم بها جهاز المباحث فور الابلاغ عن سرقة دراجة نارية، أشار بأن المباحث تقوم بالحصول على البيانات اللازمة وأهم بيان ومعلومة هي رقم الشاصي الذي تحمله الدراجة، مؤكداً على قيام المباحث بحملات بشكل نصف أسبوعي على الاسواق ومناطق بيع الدراجات وعمل حواجز على المفترقات في أوقات مفاجئة لفحص كل دراجة ورقمها الخاص

وشدد الى أن جميع الشكاوى مسجلة الكترونياً في الادارة العامة للمباحث ويتم تعميمها على جميع أقسام المباحث في محافظات القطاع، مشدداً على أنه يتم مصادرة أي دراجة ذات (شاصي) مسجل لدى المباحث.

وخلال حديثنا المطول مع المباحث العام تبين "الرسالة" بأنه يتم العثور بشكل شبه يومي على عدد من الدراجات المسروقة بالتعاون مع دائرة الترخيص بوزارة النقل والمواصلات .

(الشاصي) .. اسم الدراجة !!

وفيما يتعلق بمواصفات لصوص الدراجات النارية وفئاتهم العمرية أوضح مدير دائرة المصادر الفنية في المباحث العامة بأن غالبيتهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 -24 عاماً، منبهاً الى أن ما ينمي ذكاءهم هو حجم السرقات وتكرارها مما يولد لديهم خبرة كافية في هذا المجال ومعرفة أوسع في جوانب سرقة (الموتسيكلات) وتزويرها واخفائها أو حتى بيعها في الأسواق دون كشفها .

وعن الصعوبات التي تواجه عمل المباحث العامة في الحصول على الدراجة المسروقة بعد تغيير ملامحها، بين أبو الجديان "الرسالة" "العقبة الأكبر في عملنا، رقم الشاصي (هو رقم خاص متسلسل يوضع على كل دراجة نارية)"، منبهاً الى أنه عندما يتوجه المشتكي بالإبلاغ عن سرقة دراجته فانه يتم التوصل الى المتهم وعن طريق رقم الشاصي من خلال حملات المباحث ودوريات التحري الخاصة بها .

"ولكن اذا قام اللص بشطب أو محاولة تزوير رقم الشاصي يصبح من الصعب تأكيد الدراجة والعثور عليها" يقول النقيب، لافتاً الى أن المباحث قد تلجأ الى بعض الطرق الفنية عن طريق مواصفات قد تكون في الدراجة .

وعلى ما يبدو فان (الشاصي) هو بمثابة اسم الدراجة وعنوانها فان ضاع أو تم تزويره فان هوية الدراجة أيضاً أصبحت نسياً منسياً، بحسب شرح أبو الجديان لأهمية الشاصي للدراجة الذي أكد بأنه في حال تغيير الشاصي أو تزويره ينتهي أمر الدراجة.

وقال : " أي دراجة ذات شاصي (مجلوخ) أو مزور يتم مصادرتها أياً كانت حتى لو ضبطت مع أي شخص عادي في الشارع، لأن المباحث تعتبرها دراجة مسروقة ويتم مصادرتها على

الفور ".

دراجتي وصلت قبلي للمركز!

من محيط الجامعات بغزة سرقت الدراجة النارية للمواطن أحمد حسان 22 عاماً من حي التفاح رغم تأمينه الجيد لها واستخدام قفل خاص بها .

ويقول حسان : " بعد انتهائي من زيارتي لأحد الأصدقاء تفاجئت باختفاء دراجتي النارية من أمام البناية السكنية، بحثت جيداً بين مداخل العمارات المجاورة وبدأت بالضغط على مفتاحها حتى أسمع صوت انذارها ولكن دون فائدة ".

اتجه الشاب الى مركز شرطة العباس للإبلاغ عن حالة السرقة التي تعرض لها وما فتئت أنامله تضغط على مفتاح دراجته حزناً على فقدانها، الا أنه تفاجأ بها ترد عليه من خلال صوتها الصادر من داخل المركز!.

وعن تلك المفاجأة يقول: "استغربت لدى سماعي جرس الانذار داخل المركز، وقبل أن أعطي الشرطي تفاصيلها ابتسم وقال لي : " كيف أنا معك .. هي دراجتك وصلت قبلك !!" .

وابتسم حسان وهو يسترجع تفاصيل تلك الليلة : " تم القبض عليه متلبساً أثناء عبثه بأسلاكها، الا أن وضعه الاجتماعي المحترم جعلني أشفع عنه لأنه مريض، رغم أنه مولع بسرقة الدراجات كما اعترف لجهاز المباحث!"

"

القضاء: لا نتهاون.. وأحكامنا رادعة

"

وكانت دورية تفتيشية قد لاحظت خلال ساعات المساء الأولى قيام الحرامي (معتز) -اسم مستعار- وهو يعبث بإحدى الدرجات النارية أمام بناية سكنية في محيط الجامعات، وظلت تراقبه حتى تأكدت من أنه لص دراجات نارية .

بعد سماعنا لتفاصيل سرقة دراجة الشاب حسان أهديناه المثل القائل "ما بيوقع الا الشاطر"!

وحول أهم الأسباب التي أدت الى كثرة سرقة الدراجات وأي الاوقات التي تكثر فيها، قال النقيب: "في الغالب معظم الدراجات المسروقة تكون في أماكن غير آمنة أو أماكن عامة أو من أمام وزارات وجامعات فمن السهل سرقتها لأنها غير مؤمنة بشكل سليم "، وأضاف: "الاحتراف في عملية السرقة رغم تأمين الدراجة ساهم في ازدياد عدد السرقات في الآونة الأخيرة ".

استهتار وقضاء غير رادع !!

الناطق باسم الشرطة الفلسطينية أكد على وجود أفراد متخصصين في سرقة الدراجات النارية في القطاع، منوهاً الى أنهم يقومون ببيعها بعد تغيير أحوالها أو "قصها" وبيعها كقطع غيار .

ولفت خلال حديثه الى وجود قصور في أحكام القضاء، مشيراً الى أن الحد القاصر من القضاء يساهم في ازدياد حالات النصب والسرقة .

وقال في هذا السياق: "مشكلة القانون بأنه يتعامل بسهولة مع بعض القضايا فيخرج اللصوص أو الجناة بكفالة مالية ليعودوا مجدداً لممارسة عمليات السرقة والاحتيال.

وبمجرد إلقاء القبض على الجاني، وتحويله إلى النيابة العامة، قد تبدأ مساعي المصالحة العشائرية، لينال السارق البراءة ويتم العفو عنه.

بدوره شدد أبو الجديان على ضرورة معاقبة السارق عقابا رادعا، منبهاً الى أنه وفي حال تهاون القضاء ستزيد نسبة السرقات.

ونوه مدير دائرة المصادر الفنية في المباحث العامة الى أن عمل الدائرة يقتصر ضبط الجاني وتحويله الى مفتش تحقيق الشرطة ومن ثم الى النيابة، ذاكراً وجود حد رادع لمرتكب السرقة ضمن قانون العقوبات.

"

في عام 2012 تم تسجيل 488 شكوى بسرقة دراجة نارية، في حين تم ضبط ما يزيد عن 250 دراجة بالإضافة الى دراجات أخرى ضبطت عن طريق شرطة المرور ووزارة المواصلات بالتواصل والتعاون مع المباحث العامة

"

كان لابد من توجيه الاتهامات بقصور أحكام القضاء الفلسطيني وأنها غير رادعة في محاكمة المذنبين بحسب بعض الجهات الأمنية.

رئيس المجلس الأعلى للقضاء عادل خليفة أوضح "الرسالة" أن أي قضية تقدم للقضاء ان كانت سرقة دراجة أو سيارة يتم معالجتها والحكم فيها بما يقضي القانون، منوهاً الى أنه من تحوله النيابة الى القضاء فإنه يحاكم بما يقضي به القانون.

ووفق قانون العقوبات الفلسطيني لعام 1936 فان عقوبة سرقة الدراجات النارية هي بمثابة سرقة عادية يحاكم عليها السارق بالسجن ثلاثة سنوات كحد أقصى .

وقال خليفة: "عادة لا نحكم بالحد الأقصى للعقوبة وانما نقدر ظروف كل قضية على حدة وتتراوح عقوبتها من 6 شهور الى عام حسب التكييف القانوني للجريمة لأنها تختلف من تفاصيل عملية وأخرى".

ويرى أن القضاء يحكم بأحكام رادعة، مؤكداً أن القضاء يحاكم الجناة بما يرضي الأطراف وأنه لا يحكم بما يخالف القانون .

ترخيص الدراجة يسهل استرجاعها

"الرسالة نت" تواصلت مع خليل الزيان الناطق الاعلامي باسم وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية للتعرف على أهمية ترخيص الدراجة ومساهمته في العثور عليها بعد سرقتها.

ويرى الزيان بأن عملية ترخيص الدراجة النارية يسهل من عملية العثور عليها حال سرقتها بوقت أسرع من الدراجة غير المرخصة، مؤكداً بأنه عند تسجيل المركبة في دائرة النقل والمواصلات يتم تدوين الاسم ورقم الشاصي الذي يدلل على أن المركبة تعود ملكيتها لصاحب البلاغ لدى الشرطة.

"

المواصلات: ترخيص الدراجة النارية يسهل العثور عليها

"

وفيما يخص آلية التعاون بين الوزارة والأجهزة الامنية لمعرفة رقم الترخيص ومواصفات المركبة في حال سرقتها ، قال الزيان : " عندما تسرق المركبة يتم ابلاغنا فوراً من قبل الأجهزة مع احضار الأوراق الثبوتية لمالك الدراجة ومن ثم نقوم بتدوين الملاحظات لدى الوزارة بأن هذه المركبة مسروقة "، وأضاف: " لقد ضبطنا مجموعة من الدراجات النارية عند لجوء أصحابها لتسجيلها على أنها دراجة مجهولة الهوية، مما ساعد على كشف خيوط بعض عمليات السرقة وتم تحويل الملف الى المباحث والنيابة العامة.

وكانت وزارة النقل والمواصلات قد عقدت العديد من ورش العمل حول الدراجات النارية التي أوصت بتحجيم تواجدها في الشوارع، اضافة الى حملات بالتعاون مع شرطة المرور للسماح بترخيص (الموتسكلات)، شرط امتلاك صاحب الدراجة النارية رخصة القيادة وبوليصة التأمين من إحدى شركات التأمين العاملة في القطاع بهدف الحفاظ على أرواح المواطنين من الحوادث المتكررة الناجمة عن هذه الدراجات وسوء استخدامها.

وعند سؤالنا للنقيب أبو الجديان : " الى أي حد يساهم وجود ترخيص للدراجة النارية في الوصول الى اللص ؟، أجاب : "ما لم يقم اللص بتزوير الدراجة وشطب رقم الشاصي الخاص بها (...) ما يعنينا بالدرجة الأولى للحصول على الدراجة هو رقم الشاصي وليس الترخيص "، وأضاف: "الترخيص شيء مهم ولكنه يتعلق بمالك الدراجة ".

وأكد النقيب في جهاز المباحث الى أن ابلاغ المواطن عن دراجته المسروقة دون حفظ رقم الشاصي الخاص سيجعل أمر ايجادها غاية في الصعوبة .

حلول لتجنب السرقات

وقدم أبو الجديان مجموعة نصائح لأصحاب الدراجات النارية للوقاية من تعرضها للسرقة قائلاً: "ضرورة شراء دراجة مرخصة وعدم التهاون في ذلك، وعقد بيع بينه وبين البائع، وان يقوم بتسجيل رقم الشاصي وأن يتأكد أنه غير مزيف، وسليم.

وتابع: "عليه وضعها في مكان آمن وتأمينها باستخدام الأقفال، وألا يتردد في التقدم بالبلاغ لأقرب مركز شرطة حال سرقتها".

وعن الأسباب التي ساهمت في ارتفاع نسبة سرقة الدراجات النارية مؤخراً قال البطنيجي "الرسالة": "استهتار السائق وعدم تأمين الدراجة أو تغطيتها يجعل منها صيداً ثميناً"، وأضاف :" الحرامية "شاطرين" في استغلال هذه المواقف".

"

الاحتراف في عملية السرقة رغم تأمين الدراجة ساهم في ازدياد عدد السرقات في الآونة الأخيرة

"

وأشار البطنيجي الى أن الشرطة الفلسطينية نظمت حملة رسائل توعية تتضمن ضرورة التبليغ الفوري عن السرقة يوم حدوثها، مشدداً على أهمية استخدام القفل للدراجة وجرس الانذار مما يساهم في حمايتها من السرقة .

في حين أوضح الزيان بأن ترخيص الدراجة يسهل الوصول إلى بعض الجناة بعد أن يتم ضبطها، لافتاً الى أن أفرادا من المباحث العامة على تواصل دائم مع الوزارة وقسم التراخيص لمتابعة ملف الدراجات النارية، منوهاً الى وجود تعاون بنسبة كبيرة وأن معظم الدراجات تم اعادتها الى أصحابها من خلال تعاون الوزارة مع الأجهزة الأمنية .

وحتى لا تقع دراجتك النارية عزيزي السائق فريسة سهلة "للحرامي الشاطر".. انتبه لرقم "الشاصي" ولا تستهتر بجرس الانذار وواظب على تأمينها واستخدام الأقفال، حتى لا تفقد دراجتك في غمضة عين.

البث المباشر