أكد النائب المحرر نايف الرجوب من مدينة الخليل أن وضع الأسرى في سجون الاحتلال يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، في ظل استمرار الاعتداء عليهم من قبل مصلحة السجون، مشيرا إلى أن 30 قضية وملفا يطالبون بتحقيقها وحلها.
وقال الرجوب في حوار خاص مع "الرسالة نت"، إنه ما من شك أن وضع الأسرى سيء للغاية لأن مصلحة السجون تنكرت للتفاهمات والاتفاقيات بعد إضراب الكرامة، حيث أن كل الوعود التي قطعتها على نفسها تراجعت عن الكثير منها وسحبت الإنجازات والمكتسبات من الأسرى.
وأوضح النائب أن الأسرى وبسبب ذلك يعدون لإضراب جماعي مفتوح عن الطعام ولهم مطالب عدة، وخاصة قضية المستشفيات وعلاج الأسرى، وقضية المضربين والأسرى القدامى الذين تجاوزوا 30 عاماً في السجون، وينتظرون أن يعودوا لمنازلهم بتوابيت إذا بقوا على نفس الوضعية.
وأضاف:" حالة الأسرى الآن تحتاج إلى وقفة جادة من كل الشعب الفلسطيني وتوجهات حقيقية من الفصائل حتى يدعموا الأسرى في مطالبهم وتحسين ظروف حياتهم، وعلاج الملفات التي تتنصل منها ما تسمى بـ(مصلحة السجون)، مثل الإداري والمرضى والمضربين والقدامى".
وشدد النائب المحرر على أن إضراب الكرامة حقق أهدافه الرئيسية وهما قضيتا إنهاء العزل الانفرادي وعودة الزيارات لأهالي أسرى قطاع غزة، مبينا بأن الاحتلال لا يستطيع تجاوز الاتفاق ولكن بقية المطالب لم تكن اتفاقا بل كانت على شكل وعود، وتم تأجيلها من قبل الاحتلال بل تنكر لها ولم يلتزم بأي منها؛ لذلك هناك حراك ومشاورات للبدء بإضراب جديد ما لم تستجب الإدارة لمطالب الأسرى التي تصل إلى 30 مطلبا.
ومن بين تلك المطالب قضية التفتيش الليلي واقتحام الأقسام والغرف؛ وعدّها الرجوب شبحاً يطارد الأسرى كونها تتكرر بشكل يومي من قبل إدارة السجون وجماعات "المتسادا"، وغيرها في منتصف الليل مما يضيق على الأسرى ويربكهم، مبينا أنها أحيانا تستمر من منتصف الليل إلى منتصف النهار وهذا غير مقبول وغير إنساني.
وأشار الرجوب إلى أن قضية التفتيش لا تتراجع وتيرته بل تتصاعد بشكل واضح وهناك إهانات وإذلال للأسرى، وأنها على رأس المطالب لهم بأن يعاد النظر في توقيتها وطبيعتها، حيث أنها ليست للبحث عن شيء ممنوع بل لإهانة الأسرى والتنغيص عليهم وهذا مرفوض.
في مهب الريح
وفي ملف آخر، اعتبر الشيخ الرجوب أن الاعتقالات التي ينفذها الاحتلال بحق النواب الإسلاميين وقيادات حركة حماس تأتي بسبب ودون سبب، حيث أن من أحد الأسباب هو اعتقالهم لتعطيل المصالحة.
وشدد النائب على أن أهدافا أخرى كثيرة يريد الاحتلال تحقيقها من خلال استهداف النواب والقيادات، منها كسر إرادة الشعب الذي أعطى الثقة للنواب، وأيضا منها المصالحة ومحاولة تعطيلها، "وإن كانت في مهب الريح ولا يسمع الشعب بها إلا عبر وسائل الإعلام والمؤتمرات" وفق قوله.
وتابع:" ليست هناك مصالحة فهي سلوك على الأرض وترجمة وحسن نوايا، فلا نرى هناك شيء يتغير إلى الأفضل والأحسن، ونسمع فقط عن المصالحة ولكن على الأرض هناك قطيعة وما زالت على حالها ولم نتقدم لشيء نحو إنهاء الانقسام".
وجدد النائب مطالبته بإنهاء ملف المعتقلين السياسيين في الضفة وإغلاقه لأنه من حق كل مواطن أن يعبر عن رأيه في الانتماء والتنظير والتأييد، قائلا إنه حتى في مجاهيل إفريقيا لا يوجد هناك معتقلين سياسيين!
ودعا الرجوب إلى إنهاء معاناة المعتقلين على خلفية الانتماء السياسي في ظل الربيع العربي وإعادة الكرة لملاعب الشعوب العربية، التي باتت تقرر مصير نفسها وتختار قياداتها، مؤكدا أن الحالة الفلسطينية أصبحت استثنائية ويجب أن تكون الاعتقالات السياسية فيها معدومة.
وأوضح أنه على كل أطياف الشعب أن يتخندقوا لمواجهة الاحتلال لأنه العدو الأول والأخير، "ولا يجوز أن يكون هناك قمع أو استبداد حين يعبر الشخص عن موقفه السياسي".
سراب
وعلى صعيد زيارة الرئيس الأمريكي لفلسطين والكيان "الإسرائيلي" اعتبر الرجوب بأنها زيارة روتينية وشكلية ولم تهدف بالأساس إلى إيجاد حل يضمن حقوق الفلسطينيين.
وعدّ النائب عن حماس، أن الولايات المتحدة تستطيع أن تضغط وتقدم في موضوع إنهاء معاناة الشعب وترحيل الاحتلال عن الأرض لكنها لا تريد ذلك، معرباً عن أسفه بأن الزيارة كانت مخيبة للآمال، ولم تكن فيها فائدة ولا بصيص أمل إلا إذا كانت السلطة تعتبر الدعم المالي لها مكسبا فهذا شيء آخر.
واستطرد:" لم تكن للزيارة أي نتائج ذات فائدة، فهي عبارة عن سراب ولا توجد فيها خدمة للشعب الفلسطيني، الذي لا يطمح لأن تكون للزيارة أهمية اقتصادية بقدر ما أنه يريد إنهاء الاحتلال، وإن كان ضروري أن يعيش الشعب الفلسطيني حياة كريمة لا أن يكون فقيرا متسولا على أبواب الأنظمة والحكومات؛ ولكن بالدرجة الأولى لدية قضية الاحتلال يجب أن يزول".
وأكد النائب الرجوب أن أي دعم يجب أن يكون في اتجاه إنهاء الاحتلال؛ لأن هذا ما يجب أن يعالج، والقضايا الإنسانية تبقى قضايا ثانوية وليست رئيسية، معرباً عن استنكاره بأن أوباما أصبح في السنة الخامسة من حكمه وحتى الآن لا يعرف حالة الشعب الفلسطيني الذي يكتوي بنار الاحتلال،
وبيّن أن زيارة الرئيس الأمريكي "ذر للرماد في العيون، وكان يجب أن يحمل شيئا، وإفلاسه مخيب للآمال وموقفه سيء للغاية"، وفق قوله.