قائمة الموقع

سوق اليرموك يثير تذمر البائعين والمواطنين

2010-02-08T11:55:00+02:00
سوق اليرموك بغزة

غزة - رائد أبو جراد  

نسمات الهواء العليل المختلطة بروائح النفايات جعلت إقبال المواطنين ضعيفاً علي سوق اليرموك الشعبي الذي يعقد يومي الجمعة والسبت والذي خصصته بلدية غزة قبل عام لأصحاب البسطات والبائعين الذين تم نقلهم من سوق فراس وشوارع المدينة بسبب تعطيلهم للحركة المرورية.

الحشرات والذباب علاوة عن الروائح الكريهة والمنفرة التي تسم الأبدان والأرض الموحلة نتيجة مياه الأمطار كلها صور من الأجواء والمعاناة التي يكابدها البائعون وكذلك المواطنون المتوافدون على السوق المقام بالقرب من مكب النفايات وسط مدينة غزة.

إقبال ضعيف

الأربعيني أبو شادي بائع للخردة وضع مقتنياته وأدواته على حصيرة فرشها على الأرض المتسخة بوحل أمطار الشتاء بالقرب من المكان الذي توضع فيه أكوام النفايات قائلاً:" للأسف مكان السوق هنا غير صالح وغير مناسب للعمل، لأن الأرض تتحول إلى وحل في الشتاء إضافة إلى رائحة النفايات المتناثرة في أرجاء المكان".

وأوضح أنه يضطر للبيع في هذا المكان يوم السبت من مطلع كل أسبوع، وأن إقبال المواطنين على سوق اليرموك ضعيف وخفيف بسبب وضعه الحالي غير الصحي، بعكس البيع في سوق فراس سابقاً.

وأشار إلى أن الجهات المعنية وعدتهم كثيراً بتحسين المكان بعد نقلهم قبل عام من سوق فراس والأماكن العامة التي كانوا يبيعون فيها إلى المكان الحالي، مضيفاً:" وعدونا بعمل سوق جيد ومعرش وذا أرضية جيدة".

أما الشاب محمد السوسي بائع خروب ويأتي لسوق اليرموك بشكل دائم هو وإخوته قال: "المكان هنا سيئ جداً بسبب وضعه غير الصحي نتيجة أكوام القمامة المتناثرة في كل مكان فيه"، مطالباً الجهات المعنية في بلدية غزة بعمل سوق محترم وصالح ومنظم للجميع ويكون وفقاً للمصلحة العامة.

ويوافقه الرأي محمود الديري 50 عاماً وهو بائع لمواد التنظيف الذي أوضح أن إلقاء النفايات في وجه السوق يشوه صورته لدى المواطنين القادمين للتسوق، مطالباً بتحسين وضع السوق ونقل مكب النفايات المجاور له لمكان آخر بعيدا عن حركة السكان.

ولم تفلح محاولات الشاب علي أبو فايد الذي جلس أمام بضاعته من ملابس ونثريات في إخفاء ما يختلجه من ضيق ومعاناة على مشاهد المكان الذي يقف فيه ليبحث عن رزقته قائلاً بلهجة يائسة" وضع السوق غير جيد ويجب على الجهات المعنية تنظيف الأرض نتيجة الوحل جراء مياه الأمطار وتحسين السوق لراحة المواطنين المقبلين للشراء منه".

أما مرتادو السوق فكان رأيهم مشابهاً لرأى البائعين فيه، مؤكدين على أن المكان الحالي للسوق غير مناسب وأنه لا يصلح بسبب قربه من مكب النفايات وعدم صلاحية أرضيته الرملية لوضع البسطات.

ويقول الشاب أحمد مشتهى الذي قدم للتسوق:" الحركة ضعيفة بعكس مكانه بالقرب من سوق فراس سابقاً، وبعض التجار يستغلون المواطنين برفع الأسعار، ومكان السوق هنا خطأ كبير إلا إذا تم عمل حل لمكانه بعيداً عن مكب النفايات المنفر".

أما المواطن الخمسيني أحمد سلامة فرأى أن المكان متعب وغير لائق صيفاً ولا شتاءً بسبب عدم تمكن التاجر من وضع بضاعته على أرضية السوق المتسخة، وأن المواطن القادم للشراء هو الآخر سيهرب من رائحة النفايات التي تملأ المكان.

وطالب سلامة الجهات المعنية بالنظر لوضع السوق ومكانه الحالي وإجراء عمليات رصف لأرضيته ووضع معرشات تقي من أمطار الشتاء.

تجهيز معرشات

من جانبه، أكد م. رفيق مكي رئيس بلدية غزة على قيامهم بتجهيز معرشات لتغطية سوق اليرموك الشعبي وأنه سيتم تركيبها في الأيام المقبلة، مبيناً أن البلدية ستضع المعرش في السوق وأنه على البائع تجهيز المكان الذي استأجره بنفسه.

وقال مكي في تصريح لـ"الرسالة نت":" نقوم حالياً بعمل أرضية جيدة ومكان مناسب لتجميع النفايات في مكان السوق لتكون منطقة نظيفة"، مستبعداً إمكانية القيام بنقل مكان تجمع النفايات الحالي إلى مكان آخر بسبب عد توفر أراضي لذلك.

وأوضح أن المكان الحالي عبارة عن سوق شعبي مؤقت وليس سوقا تجاريا دائما، مبيناً أن البلدية نفذت هذا المشروع مراعاةً لظروف الناس في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتوفير مكان مناسب لهم للعمل والبيع فيه.

يشار إلى أن بلدية غزة نقلت سوق الجمعة والسبت من منطقة فراس إلى منطقة اليرموك القريبة من مكب النفايات قبل عام، ضمن حملة نفذتها البلدية لتنظيم الأسواق والشوارع والميادين ومواقف السيارات في المدينة وتشجيع فتح سوق للبسطات ليفسح المجال لاتساعه لزيادة عدد الباعة في السوق وإيجاد مورد رزق لهم في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الغزيون.

 

اخبار ذات صلة