ما ذكرته صحيفة الحياة الجديدة التابعة لسلطة فتح من مسرحية محبوكة بعناية هي محاولة لهدم صورة حركة المقاومة الإسلامية حماس المتماسكة والقوية .. وهي محاولة لتقليد الإعلام المصري الذي ما فتئ عن حبك القصص المفبركة لإحباط حكم الإخوان المسلمين، وفي اعتقادي أنها جاءت كتعبير عن غيظ السلطة وحركة فتح من نجاح حركة حماس في إتمام انتخابات مكتبها السياسي برئاسة مشعل خلافا لما كانوا يراهنون عليه من انقسام واختلاف داخل مؤسسات الحركة، وكذلك هي محاولة لخلط الأوراق من جديد مع مصر وإثارة التوتر بينها وبين قطاع غزة من جهة وحماس من جهة أخرى وفي ذلك ردة فعل على استضافة القاهرة وتأمينها لانتخابات حماس الداخلية، وكل ما سبق يؤكد أن لفتح بأجهزتها المختلفة اليد الطولى في محاولات الوقيعة بين مصر وغزة.
"ما ذكرته صحيفة الحياة الجديدة محاولة لتقليد الإعلام المصري الذي ما فتئ عن حبك القصص المفبركة لإحباط حكم الإخوان المسلمين
"
وفي فصول مسرحية الحياة الجديدة أنه يوجد اختلاف كبير داخل حماس يصل لحد وجود ولاءات مختلفة لدول عدة تؤثر على قرارات الحركة كإيران وقطر، خاصة بعد انسحاب مشعل وقيادة الحركة من الساحة السورية إلى القطرية، وفي ذلك نقول بحسب مصادر داخل أروقة الحركة فإن العلاقة مع إيران وقطر متوازنة جدا وكذلك مع حزب الله، حتى أنه يوجد خطوط تواصل مع النظام السوري لأجل التسهيل والتخفيف من معاناة أهلنا في المخيمات، وعدم انقطاع الزيارات التي يقوم بها الدكتور موسى أبو مرزوق وهو نائب رئيس المكتب السياسي لإيران وكذلك قيادات وازنة مثل د. الزهار والعلمي لا يشير بالمطلق وجود اختلاف داخل الحركة وإنما توزيع أدوار وهذا وارد في السياسة والعلاقات مع الدول، فعلى النقيض الحركة أظهرت ذكاء سياسيا على أنها لم تقطع علاقاتها مع إيران على مختلف المستويات ولم ترتمي في حضن قطر، وتنظيم انتخابات مجلس شورى الحركة في القاهرة لم يأتي عبثا وإنما دلالة على وعي قيادة الحركة بأهمية مصر كدولة محورية ومؤثرة في المنطقة، وكان بمقدورها أن تجري انتخاباتها في قطر التي أبدت موافقتها ورغبتها إلا أن الرؤية السياسية لحماس كانت غير ذلك حتى لا يحسب عليها أنها وقعت تحت ضغوط قطرية بالتجديد لمشعل.
وأما ما يتعلق بتصفية كمال غناجة والإشارة إلى الأخ خالد مشعل أنه متورط في الجريمة فإن في ذلك انحطاطا سياسيا من قبل حركة فتح وإسقاطا نفسيا لما تعاني منه في اختلافاتها الداخلية، ويكشف عن سذاجة إعلامية لدى فتح في حبك المسرحية التآمرية، فكيف للسيد خالد مشعل أن يكشف عن ما قالت المسرحية أنه المسؤول الأمني والعسكري للحركة في سوريا بكل هذه البساطة للمعارضة السورية والمخابرات التركية ، دون إيجاد ترتيبات أمنية مسبقة وقنوات سليمة وآمنة للتواصل معه.
"علاقة حماس مع إيران وقطر متوازنة جدا وكذلك مع حزب الله، حتى أنه يوجد خطوط تواصل مع النظام السوري لأجل التسهيل والتخفيف من معاناة أهلنا في المخيمات
"
وعندما توصف مسرحية الحياة الجديدة زيارة أبو الوليد لغزة بأنها زيارة الهزيمة وجميعنا شاهد وكل وكالات الأنباء والقنوات الفضائية رصدت الاستقبال الحميم والغير مسبوق الذي استقبل به مشعل من قبل جميع قيادات وكوادر الحركة في غزة وقيادات الفصائل الفلسطينية عوضا عن استقبال الجماهير له على مختلف ألوانها وتشكيلاتها.
وعلى ما سبق نقول أن هذه محاولة جديدة من قبل حركة فتح لإرباك الوضع الداخلي لحماس وتعكير علاقاتها مع الدول الحليفة لها وتشكيك قواعد الحركة بقياداتها، وبعد فشلها في تسويق فكرة وجود حماس الداخل والخارج فإنها تلعب الآن على وتر الولاءات المختلفة داخل قيادة الحركة، وكذلك هي محاولة جديدة للعبث بالمصالحة بعد دعوة قطر لقمة عربية مصغرة تحضرها فتح وحماس الأمر الذي ترفضه فتح، وبالتالي هي دعوة لحركة حماس بإعادة النظر في العلاقة مع فتح.