ينتظر السيد خالد مشعل الكثير من الملفات المعقدة بعد انتخابه لرئاسة المكتب السياسي لولاية جديدة. فحركة حماس اليوم تدخل البوابة السياسية من أوسع أبوابها وأكثرها حساسية، فهي تحكم قطاع غزة بنجاح واستقرار، وفي الوقت نفسه تقاوم الاحتلال وتعد جيشا للتحرير وتحول القطاع لبيئة حاضنة للمقاومة والقتال، فتسمح للفصائل المختلفة للإعداد والتجهيز المسلح، كل هذا مع ما تشهده المنطقة العربية من سيولة سياسية ومتغيرات حادة في المحاور والدول والمواقف.
وما سبق يحتم على حركة حماس ان تتصدى للمشروع الوطني بشكل أعمق وأسرع، وأن تدخل العملية السياسية بجرأة أكبر لأخذ دور حقيقي يتوازى وحجمها وقدرتها على ادارة الوقائع، ولتقوم بسد فراغ حركة فتح التي تنتمي للمنظومة العربية السابقة والبائدة، اضافة لفشل فتح في مشروعها السياسي وما آلت إليه السلطة في رام الله من فساد وترهل وتنسيق أمني مخز.
إن أهم ما ينتظر السيد خالد مشعل سياسيا اصلاح منظمة التحرير، والإصرار على فتح ملف التمثيل الفلسطيني وعليه ألا يسمح للسيد عباس بالتفرد به، وأتمنى اتخاذ مواقف حازمة اتجاه تلكك السيد ابو مازن من موضوع المصالحة، والتركيز على البدء فورا في اجراء انتخابات لمنظمة التحرير التي تعتبر البوابة لإنهاء الانقسام وإجراء مصالحة وطنية وحقيقية.
حركة حماس لا تطرح أي مشروع بديل لمنظمة التحرير، ولا ينصح ان تفكر بإيجاد بديل عنها في الوقت الراهن، ولكن هذه المنظمة بهذه الحالة غير مقبولة بتاتا فلسطينيا وعربيا، ولا تمثل الفلسطينيين بشكل حقيقي ويجب منع أي عمل لها باسم الشعب الفلسطيني، فهي منظمة مخطوفة من قبل مجموعة قاصرة من حركة فتح وبعض الشخصيات المهترئة أمثال ابو علاء قريع وياسر عبد ربه.
حماس مؤهلة اليوم لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني. ومن حقها العمل على ذلك والمطالبة به لإنقاذه من حالة التردي الذي وصل إليها، عبر سلسلة التنازلات والإخفاقات المتتالية إثر سياسة أبو مازن التفريطية.
وتحتاج حركة حماس لقيادة المشروع الوطني ان تقوم بمجموعة من الخطوات الداخلية في صفوفها لتهيئة الأجواء، والتركيز على تقبل الآخر والعمل معه وإشراكه في القيادة، فهذا المشروع فيه المتدين وغير المتدين، والمسلم والمسيحي، فألوان الشعب كثيرة وهدفنا الان واحد ومركز نحو التحرير، ونحتاج لرص الصفوف وإصلاح اخفاقات عباس الكثيرة والخطيرة.
ونتمنى من الشرفاء في جميع الفصائل والاتجاهات اليسارية واليمينية والإسلامية القيام بدعم حماس نحو التغيير الوطني وإصلاح المشروع وإنقاذه قبل فوات الأوان.