بعد نحو عامين على حضوره الاحتفالات بالانفصال الرسمي لجنوب السودان، يتوجه الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، الجمعة، إلى جوبا في مسعى لحل الخلافات العالقة بين البلدين، لاسيما المناطق المتنازع عليها.
وتأتي هذه الزيارة بعد اتفاق يقضي باستئناف تدفقات النفط عبر الحدود، واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر الذي خيم على العلاقات بين البلدين منذ أن استقل جنوب السودان في يوليو 2011 في أعقاب اتفاقية أنهت حربا أهلية استمرت عقودا.
لكن جوبا والخرطوم لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن النزاع على أبيي، ومناطق أخرى على حدودهما المتنازع عليها والتي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر.
وكان البشير خطط للسفر إلى جوبا قبل عام، لكنه ألغى الزيارة عندما تفجر قتال على الحدود بين البلدين كاد أن يتحول إلى حرب شاملة.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان، بارنابا ماريال بنجامين، إن البشير سيناقش مع نظيره الجنوبي، سلفا كير، اتفاقات نفطية وأمنية والتجارة عبر الحدود، وأيضا النزاعات الباقية على مناطق بما في ذلك منطقة أبيي.
وترك انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من النزاعات بلا تسوية، ومنها مناطق متنازع عليها، وقيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها جنوب السودان -الذي لا يملك أي منفذ بحري- مقابل تصدير نفطه عبر أراضي السودان.
وكان أحدث بلد في إفريقيا قد أوقف انتاجه النفطي بالكامل والبالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير 2012، وذلك إثر نشوب نزاع حول رسوم استخدام خط الأنابيب، الأمر الذي ألحق ضررا باقتصاد كلا البلدين.
واتفق الجانبان فيما بعد على استئناف شحنات النفط ومنح الإقامة لمواطني كل من البلدين في البلد الآخر، وزيادة حجم التجارة عبر الحدود وتشجيع توثيق التعاون بين مصرفيهما المركزيين.
واستأنف جنوب السودان، الأسبوع الماضي، انتاجه النفطي، ومن المتوقع أن تصل أول شحنة من الخام إلى مرفأ التصدير في ميناء بورسودان السوداني على البحر الأحمر بحلول نهاية مايو المقبل.
وسحب البلدان أيضا قواتهما من مناطق الحدود، وفقا لاتفاق تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الإفريقي في سبتمبر الماضي.
يشار إلى أن الزيارة السابقة للبشير إلى جوبا كانت في التاسع من يوليو 2011 لحضور الاحتفالات بالانفصال الرسمي لجنوب السودان.
سكاي نيوز عربية