رغم تمكن حركة المقاومة الإسلامية حماس خلال السنوات الماضية من فرض نفسها على الساحة العربية والدولية بقوة وتحقيق مكاسب سياسية للقضية الفلسطينية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تعتبر الحركة غصة في حلقها الأمر الذي يدفعها بين فينة وأخرى إلى محاولة فرض شروط عليها -حماس- من أجل الاعتراف بـ(إسرائيل).
وكانت المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قد أعلنت أن بلادها لن تجري أي حوار مع "حماس" قبل التزام الأخيرة تلبية مطالب اللجنة الرباعية الدولية، وهي: "نبذ الارهاب، والاعتراف بـ(إسرائيل)، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين (إسرائيل) والفلسطينيين".
في المقابل، فإن حركة المقاومة الإسلامية أكدت رفضها بشدة شروط الرباعية الدولية، ما يؤكد ثباتها على مواقفها التي جعلت منها حركة شعبية ورقما صعبا في المنطقة.
من الصعب تغيرها
وأكد المحلل السياسي مصطفى الصواف في هذا السياق أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إخراج حركة حماس من مربع المقاومة إلى مربع التسوية الذي تحاول واشنطن تسويقه في المنطقة, منوها إلى أن الموقف الأمريكي المعلن من حماس جاء في أعقاب إعادة انتخاب خالد مشعل رئيسا للمكتب السياسي للحركة الأسبوع الماضي في القاهرة.
"الصواف: الإدارة الأمريكية تسعى لإخراج حماس من مربع المقاومة
"
وبين الصواف في حديث لـ"الرسالة نت" أن حماس ما تزال ترفض الاعتراف بـ(إسرائيل)، "وتتمسك بحق العودة وتحرير الأرض، لذا من الصعب تغيير ثوابتها".
أما المحلل السياسي حسام عدوان فيرى أن أمريكا تحاول دحرجة قوى المقاومة، "وعلى رأسها حماس التي تتمتع بثقل وقوة في غزة، وذلك إلى المشهد السياسي التي تؤمن به واشنطن و(إسرائيل) وفريق أوسلو", مؤكدا أن حركة المقاومة الإسلامية منذ صعودها سدة الحكم وهي تتعرض لضغوط كثيرة للتخلي عن نهج المقاومة.
وتعرضت حماس عقب فوزها في انتخابات 2006 لحصار خانق لرفضها الاعتراف بشروط اللجنة الرباعية التي منها الاعتراف بـ(إسرائيل).
رفض شروط الرباعية
وكان القيادي في الحركة عزت الرشق قد أكد في تصريحات صحافية رفض حركته في أي حال من الأحوال الاعتراف بـ(إسرائيل) وشرعية احتلالها فلسطين.
وقال الرشق في تصريح على صفحته عبر "الفيسبوك": "تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مرفوضة جملة وتفصيلا، وهي استمرار لسياسة الإدارة الأمريكية المنحازة إلى العدو (الإسرائيلي)".
"عدوان: حماس منذ صعودها لسدة لحكم تتعرض لضغوط لترك برامجها
"
وأضاف: "حماس لا تستجدي حوارا أو شرعية من الولايات المتحدة أو غيرها، لأنها تستمد شرعيتها من التفاف شعبها وأمتها حولها، ومن تمسكها بحقوق شعبها وثوابته الوطنية ودفاعها عن أرضه ومقدساته، كما تستمد شرعيتها من بندقيتها", مشيرا إلى أن من يرفض الحديث مع حماس هو الخاسر.
وشدد الرشق على أن المقاومة الفلسطينية ليست إرهابا، "بل هي نضال مشروع في كل الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية".
وهنا، ذكر الصواف أن حماس تدرك أن أمريكا لا تحمل أي مشروع يخدم القضية الفلسطينية, منوها إلى أن لدى الحركة قناعة تامة بأن (إسرائيل) إلى زوال، "لذلك لا يوجد لديها أوهام كتلك التي يعيش عليها محمود عباس وحركة فتح".
"الرشق: المقاومة الفلسطينية ليست إرهابا، بل هي نضال مشروع
"
وطالب المحلل إدارة الرئيس باراك أوباما بأن تعيد النظر في مواقفها المنحازة إلى (إسرائيل).
أما عدوان فيقول: "هناك مساع خارجية لم تنته للضغط على حماس حتى تتخلى عن المقاومة، ما يؤكد أن الرباعية الدولية (على رأسها واشنطن) تريد إخراج الحركة من مربع المقاومة إلى مربع البدائل والمتاهات السياسية".
وأشار أخير إلى أن إدارة الولايات المتحدة تسعى جاهدة إلى إيقاع حماس في الخديعة السياسية.