قائمة الموقع

مقال: أردوغان والقلق الفتحاوي

2013-04-18T08:27:19+03:00
ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

ليس مهما قبول حركة فتح ورضاها من عدمه لزيارة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان لقطاع غزة، ولهذا أنصح إعلام حركة حماس وناطقيهم وأنصارها على شبكات التواصل الاجتماعي عدم الانشغال بتصريحات هذا الفتحاوي أو ذاك، فمواقفهم وتصريحاتهم اضحت فارغة المضمون وبلا جدوى، وتعبر عن ازمة لديهم لا استراتيجية مؤثرة.

لهذا فتصريحات عزام الأحمد وغيره من رموز السلطة تأتي في الإطار الطبيعي المعبر عن هلع هذه القيادة وخوفها من أي نجاح لحماس والحكومة الفلسطينية في غزة، في ظل فشل مشروع عباس السياسي وتراجع سلطته اداريا ووطنيا.

والمنتظر من السلطة في رام الله أن تعترف بهذا الفشل وتقر بتقصيرها وانسداد أفقها، بدلا من محاولاتها المستميتة لإفشال الآخرين وتدمير منجزاتهم والتقليل من تقدمهم، ففلسطين لا تقف عند فتح أو حماس، وإنما هو مشروع طويل يحتاج للجميع.

غزة خير من يمثل الشعب الفلسطيني. فهي بؤرة اعتزازه وافتخاره بهذه الفترة الحرجة من عمر القضية، فقد عانت من حصار شديد وظالم فواجهته وتغلبت عليه، وتعرضت لحربين قاسيتين قدمت خلالهما مئات الشهداء وآلاف الجرحى من القادة والوزراء والنواب، وقصفت ودمرت مؤسساتها السيادية المجلس التشريعي ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية فقاومت وصمدت وصبرت.

زيارة اردوغان لقطاع غزة ليست شكلية تقتصر على البروتوكول، بل هي محطة هامة ومطلوبة تصب في صالح قضيتنا الفلسطينية، وعلينا الانتباه لها والبناء عليها واستثمارها، فتركيا لاعب رئيس في المنطقة ولها تطلعات ايجابية تصب في خدمة قضيتنا، وهي صادقة بدعم مشروعنا التحرري، وقوة إقليمية يعتمد عليها.

وخلال زيارة رئيس الوزراء التركي لغزة أنصح ألا تُرفع صور لأردوغان في الميادين والشوارع، فهو سلوك مرفوض من وجهة نظره ينتمي لنظم استبدادية قمعية، فهو يأتي ممثلا عن تركيا الدولة والشعب لا بصفة شخصية، ولنحذر عبارات من نوعية شكرا أردوغان أو شكرا تركيا، فهي تقلل هيبتنا كشعب مقاوم، ولنكتف برفع العلم التركي بشكل بروتوكولي فهذا أليق.

كما أتمنى أن يشمل برنامجه لغزة زيارة بيت الشيخ احمد ياسين. وبيت ال السموني والدلو والمجلس التشريعي بكامل أعضائه، وأن يشارك ابناء الشهداء والأسرى في وجبة غداء او عشاء، وجميل ان يلقي ابن اسير او شهيد شيئا بالتركية أمام رئيس الوزراء كرسالة تسلم له بعد ذلك فيه مطالب محددة حول رفع الحصار وإخراج الأسرى.

اخبار ذات صلة