قرأت بإمعان ما نشر في صحيفة فلسطين الثلاثاء 16/4/2013 حول ما سمي بوثيقة مشعل التي حدد فيها موقف حركة حماس من قضايا إستراتيجية، وبعد الانتهاء من القراءة بت أكثر ثقة بموقف حماس وثباتها على مواقفها التي طالها البعض بالغمز واللمز في أعقاب انتخاب مشعل للدورة الحالية لقيادة المكتب السياسي للحركة، حيث ظن هؤلاء أن تغييرا سيطرأ على مواقف حماس الثابتة وان حماس ستعمل على استراتيجيات جديدة منها تغيير الموقف من (إسرائيل) وان هناك استجابة من حماس لما سمي ضغوطات من قطر وتركيا ومصر من أجل تغيير الموقف السياسي والاستراتيجي وان هذا الضغوطات هي من إيحاء الإدارة الأمريكية.
ما قرأته كان يبعث على الطمأنينة، هذه الطمأنينة لم أكن أشك يوما فيها وكنت على قناعة ان حركة حماس ثابتة على مواقفها وثوابتها واستراتيجياتها وأنها المؤتمنة على ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه وأنها لن تغير أو تبدل في هذه الاستراتيجيات وإن استخدمت تكتيكات متغيرة وفق الظرف والحالة والمعطيات على ارض واقع.
هذه الوثيقة او هذه المحددات للموقف السياسي لحماس عبر عنها مشعل بوضوح تام والتي توافقت مع فهمي لحركة حماس وطبيعتها وتكوينها التنظيمي. إن أي تغيير في القيادة السياسية لا يعني أن هناك تغيير في المواقف لأن فهمي لحماس انها حركة مؤسساتية وقرارها شوري ديمقراطي مؤسسي يخرج بالإجماع بعد نقاش مستفيض، وهذا الموقف أو القرار ملزم لكافة عناصر القيادة وكافة مؤسسات الحركة السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية.
هذه الوثيقة التي تحدثت عنها فلسطين لم أكن بحاجة إليها ولكنني كنت انتظرها من أجل توضيح الصورة للمتابعين في شأن حماس سواء قوى أو تنظيمات أو سياسيين وإعلاميين ومحللين ومراقبين، خاصة أن هناك من المتابعين كان يحلل ويتحدث عن حماس وهو يجهل هذه الحركة أو تعمد الحديث عنها بطريقة تهدف إلى النيل منها والتشويش عليها وعلى محبيها وان حماس مثلها مثل بقية التنظيمات الفلسطينية وأنها لديها القابلية للتغيير والتبديل في الاستراتيجيات وفق المصلحة وعبر مصطلح الواقعية.
لقد جاءت هذه المواقف فاصلة واضحة لتؤكد على أن ثباتها جاء عن إيمان راسخ لا يخضع للضغوطات أو التحالفات، ولتؤكد أيضا أن قرار حركة حماس نابع من استراتيجياتها وعبر مؤسساتها وأن لا تأثير لأحد على قرارها ولن تسمح حماس بالتدخل من أي طرف في شأنها الداخلي قد يحرفها عن استراتيجياتها وثوابتها.
كما أتمنى على قادة حماس ممن يتصدرون للرأي العام ومتحدثوها الإعلاميون والسياسيون أن يعوا جيدا ما جاء في هذه الوثيقة وان يعبروا عنها بشكل توافقي كامل دون أي تناقض أو سوء فهم في التفسير لأنها وثيقة واضحة المعالم ولا اشك أنها متوافق عليها من قبل القيادة السياسية المنتخبة في هذه الدورة وان ما طرح هو رؤية سياسية توافقية شاملة مقرة من مؤسسات الحركة وإن تحدث مشعل عنها بمفرده وهذا أمر طبيعي كونه القائد السياسي الأول لها.
كما أدعو حماس وقياداتها على مختلف مستوياتهم العمل على شرح وتبيان هذه الوثيقة وان ينزلوا للشارع وأن يلتقوا بالناس في مستوياتهم المختلفة وأن يعملوا على طباعة ونشر هذه الوثيقة كمرجعية للجميع يمكن من خلالها فهم حماس وفهم مواقفها من القضايا الوطنية والمركزية وعلاقاتها الداخلية والخارجية بما يحقق وحدة فهم مشترك بين الجميع وحتى لو جاء من يحاول لي عنق الحقيقة وتوظيفها بطريقة خاطئة يكون الجميع على دراية بالموقف الحقيقي الأمر الذي سيكشف هذه المواقف من البعض وكذلك يقلل من الشائعات التي تصنع من أجل تشويه حماس ومواقفها الثابتة.