قائمة الموقع

الأمطار تعيد الحياة لمحاصيل زراعية في غزة

2010-02-09T18:33:00+02:00

غزة-ديانا طبيل-الرسالة نت"

ارتبط سقوط المطر لدى الغزيين بحلول الخير والبركة ، المنخفضات الجوية المصحوبة بسقوط الإمطار هذا العام بشرت بالخير القادم بعد أن تأخر في الأشهر الأولى من موسم الشتاء أو ما يعرف " بالأربعينية ".

 

فقد أحيا هذا الخير القادم من السماء الأمل لدى عشرات المزارعين في إعادة الحياة للموسم الزراعي وللمحاصيل الشتوية ، وبدد القلق والخوف من أن يتشابه هذا الموسم مع مواسم شتوية انحبس فيها المطر مما انعكس على محاصيلهم وإنتاجها .

 

وأكد المزارعون أن الأمطار الأخيرة كانت بمثابة طوق النجاة الأخير للعديد من المحاصيل، خاصة محصولي القمح والشعير اللذين كانا مهددين بالجفاف جراء قلة الأمطار وارتفاع حرارة الجو.

 

أفضل المواسم

المزارع فهمي قزعاط " 36 عاما "  يقول لـ"الرسالة نت" أنه شعر بفرح كبير عند سماعه عن المنخفضات الجوية التي هبت على المنطقة فالأمطار تشعره بالسعادة وتدفعه للاهتمام بأرضه مجدداً.

 

ويضيف انه شعر بالقلق في الفترة الماضية بعد تأخر سقوط المطر بل أنه كان ينوي شراء خزانات من المياه لري محصول الشعير، والفول الأخضر ، والبطاطا الذي قام بزراعته أوائل تشرين الثاني الماضي، بعد أن بدأت علامات الذبول والجفاف تظهر على محصوله .

 

وأوضح أن الأمطار التي هطلت خلال الفترة الماضية كانت غزيرة وأعادت الحياة للمحصول، كما أنها أسهمت في القضاء على الآفات والحشرات الضارة التي كانت تشكل تهديدا إضافيا للمحصول وكانت ستكلفنا مواد مكافحة لها من شانها تقليل ربحنا ، متوقعاً أن ينمو المحصول بصورة متسارعة خلال الفترة المقبلة وان يكون الموسم الزراعي الحالي أفضل من المواسم السابقة.

 

أما المزارع جميل العطار " 45 عاما "  فأكد أنه شعر باليأس والقلق جراء طول مدة انحباس الأمطار في الفترة الماضية ، خاصة وأن العام الماضي كان جافا وتسبب في موت محصول الشعير الذي قام بزراعته، محققاً خسارة لم يكن ينتظرها.

 

وأشار العطار إلى أنه ورغم سعادته يعتقد أن الأمطار التي هطلت ورغم غزارتها، لا تعد كافية لنمو المحاصيل الشتوية بصورة جيدة، متمنياً أن تهطل المزيد من الأمطار خلال الشهر المقبل خاصة وان المحاصيل الشتوية تحتاج إلى مياه مستمرة.

 

وأوضح إنه توقف عن ري أرضه بمياه الآبار منذ سماعه عبر الأخبار عن قدوم المنخفضات الجوية ، بل وقام  بتجهيز قطعة أخرى من الأرض لزراعتها بمحصول القمح،  متأملاً أن يكون الموسم الزراعي الحالي من أفضل المواسم بسبب المنخفضات الجوية المتعاقبة، خاصة وأن شهر شباط لازال على الأبواب، وهو من أكثر أشهر الشتاء هطولا للأمطار كما هو متعارف عليه.

 

البركة والخير

في حين اعتبر الحاج أبو عطا عبد ربه " 60 عاما"  الأمطار رمزاً للبركة والخير وبأن هذا الشتاء سيكون موسم خير.

 

ويضيف: عند سقوط المطر شعرنا بالغبطة فالأمطار من شأنها تطهير الاراضى الزراعية من الآفات والمواد السامة التي حلت علينا بفعل المواد السامة التي ألقاها جنود الاحتلال خلال الشتاء الماضي والتي أثرت بشكل كبير على فعالية الاراضى الزراعية بل وزادت من مشاكلها.

 

ويتابع: هناك فرق بين المحاصيل التي تكبر بفعل الأمطار وبين المحاصيل التي نسقيها عبر مياه العادية ، فأن منافع الأمطار تتعدى ري المحاصيل والأشجار والخضروات ، فهي تسهم في زيادة عذوبة المياه الجوفية والتي تزيد من روعة طعم المزروعات وتقضى على أمراض التربة وتزيد قدرة الأشجار على إطلاق براعم جديدة، تكون قادرة على حمل كميات أكبر من الثمار.

 

وترى زوجته أم عطا أن سقوط الأمطار يبشر ببركة للمزارعين وأصحاب مزارع المواشي وللمواطنين بشكل عام ، نظرا لأنها ستسهم في نمو الحشائش والعشب الأخضر الذي تتغذى عليه  الأغنام والماشية ، مما سيقلل من كمية الأعلاف التي نشتريها و ترهق كاهلهم طيلة الصيف.

 

وتتمنى أم عطا أن تنمو الحشائش بصورة كبيرة  لتتمكن من قطعها وتجفيفها، لإعادة لاستخدامها كطعام للماشية خلال فصل الصيف ، خاصة وان أسعار الأعلاف ترتفع من وقت لأخر ، لارتباطها بالمعابر الإسرائيلية ، موضحةً أن الأسواق مازالت تعانى من شح كبير في الخضروات الشتوية وهطول الأمطار يعنى كثرتها وانخفاض سعرها.

 

قلق حكومي

من جانبه توقع نزار الوحيدي نائب مدير عام التربة والري بوزارة الزراعة تعرض قطاع غزة لفترة جفاف طويلة بسبب شح كمية الأمطار التي هطلت منذ بدء موسم الشتاء الحالي والتي لم تصل إلى ربع المعدل العام لهطول الأمطار لدينا. 

 

إذ يبدأ موسم الأمطار في القطاع من منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر لينتهي بشهر آذار/ مارس، إلا أن الكثافة الفعلية للأمطار تكون خلال شهري كانون أول/ ديسمبر وكانون ثاني/ يناير ، موضحاً أن الأخطر الأكبر الناتج عن قلة الأمطار هو انعكاسه على الخزان الجوفي للمياه في قطاع غزة، ونقص معدلات تغذيته، إضافة إلى المشاكل البيئية المختلفة المرتبطة بعدم هطول الأمطار.

 

ويعد الخزان الجوفي الساحلي المصدر الوحيد لتلبية الاحتياجات المائية لسكان قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون نسمة، علماً بأن المصادر الرئيسية التي تغذي هذا الخزان هي مياه الأمطار، بالإضافة إلى الانسياب الطبيعي للمياه الجوفية من جهة الشرق والعائد من المياه المستخدمة لأغراض الري وشبكات المياه المنزلية.

 

وتجدر الإشارة إلى أن كثافة مياه الأمطار المتساقطة على قطاع غزة سنوياً تتناقص بالشكل المعتاد من الشمال إلى الجنوب بواقع 450- 200 ملم، حيث يقدر معدل حجم هذه المياه المتساقطة على القطاع نحو 120 مليون متر مكعب في السنة، فيما يستفيد الخزان الجوفي من هذه الأمطار بما مقداره نحو 45-40 مليون متر مكعب فقط، إلا أن هذه النسبة تناقصت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00