قائمة الموقع

مقال: ماذا لو كان الطفل أحمد حفيد الرئيس عباس؟

2013-04-22T05:57:42+03:00
ابراهيم المدهون
بقلم: إبراهيم المدهون

من الصعب جدا أن تشاهد شريط الفيديو الذي يصور اعتقال الطفل الفلسطيني أحمد من العروب; دون أن تذرف الدموع وتتألم، وتتصور قسوة ما يلاقيه أطفالنا يوميا من صلف وعنجهية جنود الاحتلال (الإسرائيلي).

فقد تناقلت الفضائيات تقريرا صادما عن حملات الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال ليلاً ضد الأطفال في محافظات الضفة الغربية.

فلم يبال الجنود (الإسرائيليون) بوجود عدسات التلفزيون ودموع وتوسلات أم أحمد بعدم اعتقال فلذة كبدها الطفل الصغير بتهمة القاء الحجارة على سيارات المستوطنين، حتى تدخل أحمد ببراءة طفولته وعفوية ليقنع الجنود أن يمهلوه للغد فيستطيع لكي لا يضيع عليه تقديم امتحانه المدرسي، إلا ان جميع الحيل والتوسلات لم تمنع من اعتقال الطفل الصغير.

وللأسف الشديد فبرغم انتشار مشهد اعتقال احمد المؤلم عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي إلا اننا لم نسمع أي ردة فعل من أحد المسؤولين في رئاسة السلطة، وكأن الامر لا يعنيهم من قريب.

ولا أعلم هل سيصمت الرئيس محمود عباس لو كان هذا المشهد مع أحد أحفاده؟! وماذا سيكون ردة فعله في لحظتها؟ ليس أقل من مؤتمر صحفي حانق ومنفعل، يهدد ويتوعد حتى وان لم يملك شيئا ولكن أقلها الغضب.

ما يحدث في الضفة الغربية يوميا وعلى مدار الأربعة وعشرين ساعة يأتي نتيجة الاستسلام للمحتل والإذعان لشروطه، في ظل محاربة المقاومة وفصائلها وتغييبهم في سجون السلطة ومصادرة أموالهم، وبالتأكيد ما كنا سنشاهد اعتقال الاطفال وتوسلاتهم وبكاء الامهات واستعطافهم لو منحت المقاومة حريتها في الضفة وسمح لها بالدفاع عن شعبها.

ما حدث للطفل أحمد يحدث لعشرات الاطفال يوميا بسبب الاحتلال وعربدته دون أي رادع، فقد كشفت إحصائيات منظمة اليونيسيف الدولية لحماية الأطفال أن عدد الأطفال والفتية الفلسطينيين الذين اعتقلوا في السجون (الإسرائيلية) بلغ نحو 7 آلاف شخص خلال السنوات العشر الأخيرة، وأن هؤلاء الأطفال يتعرضون لعمليات تنكيل وتعذيب بما يتنافى وميثاق حقوق الإنسان وميثاق حقوق الطفل الدوليين، ورغم ذلك لا تتحرك أي مؤسسة دولية لمنع اعتقال طفل واحد.

ولهذا لا ننتظر من هذه المؤسسات حماية أطفالنا ان لم نحمهم بأنفسنا، ولن نتوقع من المفاوضات العبثية ان تكبح جماح هذا الاجرام (الإسرائيلي)، فلا يتبقى لنا إلا خيار واحد: أن نعتمد على شعبنا ومقاومتنا للدفاع عن بيوتنا وأطفالنا.

 

 

اخبار ذات صلة