( ضبط فلسطيني يحمل أجهزة اتصال "محظورة" بمطار الغردقة) عنوان لخبر منشور على وكالة معا الفلسطينية نقلا عن وسائل إعلام مصرية، وفي خبر آخر نشر قبل أيام ليست ببعيدة جاء فيه ضبط فلسطيني بمطار العريش بحوزته جوازات سفر، وفي أخبار كثيرة تنشر في صحف مصرية وعربية وتنشرها وسائل إعلام فلسطينية دون تحرير أو تبديل كلمة مكان كلمة حتى يستقيم التحرير، لماذا لا نقول ضبط أجهزة اتصال محظورة مع فلسطيني في مطار الغردقة، على سبيل المثال، وأنا أسوق هذا الأمر ليس من أجل الصياغة فقط؛ ولكن من أجل توضيح مسألة مهمة أن هذه الأخبار عادة ما يتم الإفراج عن أصحابها بعد ساعات أو أيام ولم نر خبرا يقول أن هذا الفلسطيني الذي ضبط في هذا المطار أو ذلك المعبر أفرج عنه بعد التحقيق وتبيان ما حدث معه.
فواحد من الأخبار والتي نشرت حول ضبط فلسطيني من غزة بحوزته جوازات سفر في مطار العريش، هذا الشاب وهو مهندس يعمل في إحدى الشركات الفلسطينية وكان في طريقه إلى عمان من أجل دورة تدريبية وقبل سفره حُمل من صاحب احد مكاتب السفر مظروفا لنقله إلى مندوب هذا المكتب في عمان، وبحسن نية حمل الشاب المظروف وفي المطار عند السؤال عن المظروف وما فيه قال الحقيقة المجردة حملته من المكتب الفلاني وهو أوراق رسمية من أجل إيصالها إلى فرع المكتب في عمان، وعندما فتح المظروف فإذا به عدد من جوازات السفر، وهذا أمر فيه مخالفة لأنه ممنوع نقل جوازات سفر بدون إذن من الجهات المسئولة، وتم تحويل المسافر إلى التحقيق وبعد أيام من الاعتقال تم إطلاق سراحه ومعه تلك الجوازات وعاد إلى قطاع غزة.
هذا الأمر الذي تناولته وسائل الإعلام هو أمر عادي ولا يستحق النشر؛ ولكن لأن هناك محاولات لتشويه الفلسطينيين وخاصة في مطارات مصر أو معابرها من قبل بعض وسائل الإعلام ضمن حملة التشويه التي يمارسها بعض الإعلام المصري، ومع الأسف تحاول وسائل إعلام فلسطينية نشر ما تنشره هذه الوسائل والذي في كل ما نشر يطلق سراح من تحدثت عنه وسائل الإعلام ونسجت حوله الروايات والفبركات وربطها بالأحداث التي تجري في مصر في محاولة للنيل من الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والحركة الإسلامية وعلى وجه التحديد حركة حماس.
وهذا الفلسطيني الذي بحوزته هذه الأجهزة وهو يحمل الجنسية السويسرية، هذه الأجهزة قد يكون تم شراؤها من بلده التي يقيم فيها وهذا مسموح ولا يشكل مشكلة أمنية في بلاده واعتقد أن الاتجار بها أو نقلها أمر طبيعي في أي من دول العالم، وقد لا يكون فيما قام به جريمة وان ضبط هذه الأجهزة يتم معالجته بمصادرتها لو كانت ممنوعة في القانون المصري لأن هذا السويسري الفلسطيني الأصل وهو يحمل هذا العدد من الأجهزة هو لا يقوم بعملية تهريب لها وإلا ما حملها عبر المطار وهو يعلم أنه سيتم تفتيش الحقائب إما بفتحها أو عبر الأجهزة الالكترونية، ولكن مع الأسف يتم تضخيم مثل هذه الأخبار خاصة لو كانت مع فلسطيني من غزة أو من أي مكان حتى لو كان يحمل جنسية أوروبية.
تابعت كثيرا من الأخبار المنشورة منذ نشرها في وسائل الإعلام المصرية وما تنقله بعض الوسائل الفلسطينية بعد أيام يثبت أن الأمر طبيعي وان المسألة مجرد اشتباه فيغادر المحتجز بعد ساعات أو بعد أيام دون أن تكون هناك جريمة وفي نفس الوقت لا تجد متابعة من هذه الوسائل لتبيان حقيقة الأمر بعد نشر الخبر الأولي حول الضبط، وهذا فيه وبدون شك تعمد مقصود بعدم النشر والمتابعة من قبل وسائل الإعلام.
لست ضد نشر مثل هذه الأخبار؛ ولكن علينا أن نراعي ما وراء هذه الأخبار عند نشرها وخاصة في وسائل إعلامنا الفلسطينية وكذلك علينا متابعة القضية ونشر تبعاتها حتى تتضح الأمور أمام الرأي العام الفلسطيني أولا والمصري ثانيا بأن ما تتصيده بعض وسائل الإعلام المصرية ليس فيه جريمة إنما هي مسألة احترازية وان ما نشر لا يشكل جريمة وهو أمر عادي وطبيعي موجود في كل المطارات والمعابر يقع فيه البعض بدون علم وأن الأمر في بلادهم مسموح وفي مصر ممنوع فيتم مصادرته أو إعادته وينتهي الأمر، لذلك المطلوب عدم النشر والتريث ما دام هناك تحقيق وألا نضخم مثل هذه الأحداث وبشكل مقصود.