لقيت المبادرة التي أطلقها وفد المبادرة العربية للسلام في واشنطن برئاسة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والتي تضمنت "تبادل أراضٍ" بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، انتقاداً واسعاً من حركتي حماس والجهاد الاسلامي ، فيما لاقت ترحيب كل من السلطة وأمريكا و(إسرائيل).
وفي السياق أبدى الدكتور صلاح البردويل القيادي في حماس قلقه إزاء مبادرة تبادل الأراضي مع الاحتلال, موضحاً في حوار خاص لـ"الرسالة نت" بأن الحركة كانت تأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال لوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة وليس لاستبدال الأراضي معه.
رفض المبادرة وتعديلها
وقال البردويل: "منذ البداية كان لحماس تحفظ على المبادرة العربية منذ عام 2002 ", مضيفا: "كنا نتوقع أن جامعة الدول العربية ستجمع على سحب المبادرة العربية كرد فعل على العنجهية (الإسرائيلية), ولكن للأسف الشديد استمرت المبادرة ولم تسحب رغم كل ما قام به العدو من عدوان على الشعب الفلسطيني.
ويرى القيادي بالحركة أن المبادرة العربية انطوت على أمرين خطيرين: أولهما الاعتراف المشروط بـ(إسرائيل) والثاني التنازل جزئياً عن قضية اللاجئين, مبدياً استغرابه من الإضافة الحاصلة على المبادرة العربية فيما يخص جزئية تبادل الأراضي.
وفي ذات الجانب بين البردويل بأنه كان من المفترض أن تطالب الدول العربية واشنطن الضغط على الاحتلال لتفكيك مستوطناته لا أن تبارك الاستيطان ثم تطالبه بتبديل الأراضي, مشدداً بأن عملية مبادلة الأراضي عملية سياسية غير مقبولة وفيها ظلم كبير.
"كان الأجدر أن تجتمع الدول العربية لوقف الاستيطان
"
وأوضح القيادي في حماس أن العدو يبحث عن المزيد من التنازلات في الثوابت الوطنية الفلسطينية , منبهاً الى أن الاحتلال لا يريد السلام، وإنما يسعى لفرض سياسة الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
وكان وفد اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية قد أكد دعمه لمقترحات الرئيس باراك أوباما حول "تبادل متماثل ومحدود للأراضي يتفق عليه" بين الجانبين (الإسرائيلي) والفلسطيني ويعكس الواقع على الأرض.
مبررات التصعيد
وبعيداً عن حالة الرفض والاستياء من مبادرة العرب, انتقلنا للحديث عن مبررات التصعيد (الإسرائيلي) الأخير واغتيال المجاهد هيثم المسحال, وهل سيستمر العدو بضرباته الخاطفة؟ البردويل أكد بأن العدو (الإسرائيلي) يرغب بين الفينة والأخرى إبراز تفوق قوة الردع على المقاومة الفلسطينية ويجس نبضها ويحاول أن يكتشف قدراتها من خلال العمليات العدوانية , مشيراً الى أننا لم نشهد في يوم من الأيام توقف العدوان , فوجود العدو في فلسطين هو عدوان وممارسته اليومية هي عدوان.
"التصعيد الأخير لإثبات تفوق قوة الردع وجس نبض المقاومة
"
وعند سؤالنا له: "هل تعتقد أن العد التنازلي لعدوان جديد على القطاع قد بدأ أجاب: "لا نرى في الأفق عدوانا شاملا على قطاع غزة ولكن نتوقع أن يستمر شكل هذه الاعتداءات والضربات الخاطفة وبعض الاغتيالات, ومطلوب من المقاومة الفلسطينية التي وافقت على التهدئة أن تدرس كل حالة لردع العدوان وحماية أبناء الشعب .
وفيما يخص مستقبل التهدئة في ظل الخروقات (الإسرائيلية) المستمرة , أوضح البردويل أن التهدئة برعاية مصرية وبتوافق الفصائل الوطنية , منوهاً بأنه عندما تستنفذ كل ما لديها الفصائل من وسائل الصبر والسياسية سيكون من حقها أن تقوم بالعمل الذي تتوافق عليه للرد على الاحتلال.
تقصير الأجهزة الأمنية
وفي ظل استهداف قيادات من حركة فتح من خلال تفجير سياراتهم وإحراقها بغزة مؤخراً, واستهداف عدد منهم بإطلاق النار, حمل قيادي في فتح الأجهزة الأمنية بغزة المسؤولية لتقصيرها في منع وقوع مثل هذه التفجيرات والخروقات, مستغرباً من عدم قدرتها حتى اللحظة عن إلقاء القبض عن أي من المتهمين.
"إذا استنفذت المقاومة وسائل الصبر والسياسة سيكون الرد
"
وفي هذا السياق أكد البردويل بأن حماس ليس لديها المصلحة في إشعال فتيل الأزمة بين قيادات فتح, منوهاً إلى وجود انقسام داخلي بحركة التحرير الوطني.
وأوضح أنه تم الكشف عن ملابسات حادث إطلاق النار على القيادي جمال عبيد عضو الهيئة القيادية العليا لـفتح في قطاع غزة وتم اعتقال الجناة, لافتاً الى أن العمل جار للكشف عن تفجير سيارة القيادي الفتحاوي منذر البردويل.
حكومة التوافق الوطني
"هي خارج سياق ورقة المصالحة.. ومن يحاول أن يخرج عن نص الاتفاق أو يقوم بعمل فردي فهو الخاسر الأكبر".. بهذه الاجابة المختصرة كشف البردويل عن رأي حماس في اعلان محمود عباس عن بدء مشاوراته لتشكيل حكومة التوافق الوطني، وفقا لإعلان الدوحة، وتنفيذاً للجدول الذي أقرته القيادة الفلسطينية في اجتماعات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها التي انعقدت في القاهرة.
"ليس لدينا مصلحة في إشعال فتيل الأزمة بين قيادات فتح
"
وكان عباس قد دعا القوى والفصائل إلى التعاون حتى يتمكن من إصدار مرسومين بالتزامن، أحدهما خاص بتشكيل حكومة التوافق من كفاءات مهنية مستقلة والآخر بتحديد موعد إجراء الانتخابات بعد أن أنجزت لجنة الانتخابات المركزية تحديد سجل الناخبين.
وفي الاطار لامت بعض الجهات تمسك حركة المقاومة الاسلامية بتنفيذ ملفات المصالحة الخمسة (تشكيل الحكومة – الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني – منظمة التحرير – الحريات العامة – المصالحة المجتمعية) كرزمة واحدة.
"دعوة عباس لحكومة توافقية خارج سياق ورقة المصالحة
"
وعند سؤالنا للقيادي الحمساوي عن سبب تمسك الحركة بالملفات الخمسة أشار الى أن بنود المصالحة نصت على تنفيذ هذه الملفات كرزمة واحدة وبشكل متواز وفق ما تم التوصل إليه في اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة.
وحول وجود لقاءات بين قيادات من حركة حماس أو فتح في القاهرة مؤخراً , أجاب البردويل باختصار :" لا علم لي بلقاءات تخص المصالحة في الوقت الحالي ".