قائمة الموقع

مقال: الشعب السوري سيرد بنفسه على العدوان

2013-05-09T06:28:53+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

يبدو أن هناك استشعار أمريكي صهيوني بأن نظام بشار الأسد اقترب من نهايته لذلك كان الضوء الأخضر الأمريكي للصهاينة بضرب بعض المواقع العسكرية والأمنية والتي يعتقد الطرفان أنها يمكن أن تشكل خطرا على أمن (إسرائيل) لو وقعت محتويات هذه المواقع في يد الثوار؛ لأن في ذلك تهديد للاحتلال لأن أي قوة للثوار ستوظف لصالح الشعب السوري وعلى رأسها السلاح الذي سيستخدم من اجل تحرير الأرض السورية ودعم الحقوق الفلسطينية ويشكل عامل تهديد حقيقي للكيان باكتمال عملية التغيير في المنطقة العربية.

الجريمة الصهيونية لا تستهدف النظام ولكنها تستهدف الشعب السوري وتستهدف الثورة السورية التي لو نجحت في تحقيق أهداف الشعب السوري ستنهي حالة الهدوء على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة لذلك هدف الاحتلال هو سوريا ضعيفة منهكة لا تملك عوامل القوة بعد سقوط النظام وإبقاء سوريا عشرات السنوات منهكة مدمرة لا تستعيد عافيتها الأمر الذي سيطيل من عمر الاحتلال بضع سنين، لذلك لن يتوقف القصف الصهيوني لأي هدف يتوقع الاحتلال انه يشكل خطرا مستقبليا عليه.

العدو الصهيوني يدرك أن نظام الأسد لن يرد على أي عدوان، ولن يتدخل حزب الله ولا إيران في الرد على العدوان الصهيوني وسيبقى الشعار المرفوع سنرد في الوقت والزمان المناسبين، وهذا يعني أن الموقف السوري الرسمي سيبقى على ما هو عليه كما كان في السابق والنظام السوري بكامل قوته فكيف وهو في هذه الحالة من الصراع مع الشعب السوري حفاظا على سلطة لن يطول عمرها كثيرا في ظل كلمة قالها الشعب السوري، الشعب يريد تغيير النظام، الشعب يريد حرية وكرامة، وحتما الشعوب منتصرة وإن دفعت ثمنا باهظا لحريتها.

أما الموقف العربي فهو بلا حول ولا قوة ولن يحرك ساكنا ضد الصهاينة، لأن من يبحث عن اعتراف وشرعية لهذا المحتل على ارض فلسطين لن يفعل شيئا ضد هذا الكيان بل يقدم التنازلات عن الشعب الفلسطيني، لذلك لا أمل من الجامعة العربية والنظام العربي الرسمي في غالبيته وسيكتفي بالشجب والاستنكار والإدانة والدعوة إلى الضغط على الصهاينة من قبل الإدارة الأمريكية صاحبة الضوء الأخضر، كما لم يتوجه العرب إلى أي مؤسسة دولية من أجل إدانة هذا العدوان وسيلوذ بالصمت كعادته في القضايا العربية المختلفة وإن اختلفت بعض المواقف عن بعضها ووجود بلدان عربية أكثر وقوفا مع قضايا العرب ولكنها مواقف خجولة بحاجة إلى مزيد من الوضوح وعدم الارتهان إلى الموقف الأمريكي أو الخوف على مصالح ضيقة.

لن يقوم أحد مقام الشعب السوري لا نظام الأسد الذي لم يرد مطلقا على أي عدوان صهيوني ولا إيران أو حزب الله رغم التهديدات الرنانة، وسيبقى النظام العربي على ما هو عليه إلى حين؛ ولكن من سيتولى الرد على الصهاينة الشعب السوري نفسه وسيثأر من الصهاينة ردا على جرائمهم عندما يستعيد عافيته وينال حريته وكرامته "ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا".

 

اخبار ذات صلة