قائمة الموقع

مقال: زيارة القرضاوي تأكيد على إسلامية القضية الفلسطينية

2013-05-13T06:55:34+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

غادر الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قطاع غزة، وثلة العلماء الكرام التي صاحبته في الزيارة الكريمة التي أثلجت صدور الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفلسطين المحتلة من عام 48 وفي كثير من بقاع المسلمين؛ لأن هذه الزيارة أكدت على البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية الذي حاول أعداء الإسلام إبعاد القضية عن عمقها وبعدها الإسلامي، فجاءت هذه الزيارة لتؤكد على أن فلسطين إسلامية عربية وأنها تحيا ببعديها العربي والإسلامي.

فلسطين منذ أن دخلت الإسلام واعتبرت ارض وقف إسلامي مر عليها الكثير من الغزوات والاحتلالات لم يحررها أصحاب العقائد المنحرفة الفاسدة وحررها من اعتنق الإسلام فكرا ومنهجا، ولن يحرر فلسطين اليوم لا علمانيين ولا يساريين يحملون عقيدة فاسدة وفكرا منحرفا لا يصلح مع فلسطين أرضا وإنسانا، فلذلك كانت الهجمة الشرسة التي تعرضت لها زيارة العلامة القرضاوي ووفد العلماء من قبل أصحاب هذه الدعوات والتي وصلت حد الإسفاف والهبوط الأخلاقي وممارسة الكذب البواح وما يشهد على ذلك ما نسبوه إلى الشيخ رائد صلاح من قول ينفيه المنطق والعقل وعقيدة الرجل.

المعترضون على زيارة القرضاوي صنفان، الأول إما معاد للإسلام فكرا ومنهجا ولديهم فوبيا الإسلام لأنهم يدركون أن عودة فلسطين لبعدها الإسلامي يهدد وجودهم الفكري والعقدي ويتناقض مع دعواتهم اليسارية المرتبطة بأجندة فكرية وعقيدة مخالفة لعقيدة الشعب الفلسطيني وهذا احد أسباب تراجعهم في الساحة السياسية الفلسطيني إلى مرحلة قد تصل إلى الاندثار ووجود بعضهم سيكون رمزي غير مؤثر في الساحة السياسة الفلسطينية، لذلك لم يكن الاعتراض سياسي او نتيجة مواقف الشيخ المؤيد واو المعارضة للقضية الفلسطينية رغم أن موقف الشيخ واضح من القضية الفلسطينية دعما وإسنادا، أضف الى ذلك مجاملة اليسار لحركة فتح ومنظمة التحرير التي تسيطر عليها حركة فتح وتتحكم في المال المخصص لهذه الفصائل.

أما الصنف الثاني فكان اعتراضه على الزيارة تحركه أحقاد مركبة سياسية وفكرية، وليس له علاقة بحقوق أو ثوابت فلسطينية أو إسنادا أو كرها للقضية والشعب؛ لأن القرضاوي خير من دافع عن القدس وخير من دافع عن المقاومة ودعا كثيرا إلى ضرورة عدم التنازل عن الأرض والحقوق والثوابت وحق العودة، وفي كل مرة يؤكد أن فلسطين كل فلسطين هي ارض فلسطينية وان ليس من حق أحد أن يتنازل عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وان من يفعل ذلك فهو خائن لدينه ووطنه وشعبه وهذا ما زاد الطين بلة بالنسبة لهذا الصنف الذي اعتبر مواقف القرضاوي شخصية موجهة له فوصلت الهجمة درجة الإسفاف واستخدام أسلوب غير حضاري للتعبير عن الاختلاف أو الاعتراض.

هذا الصنف اعترض من باب المناكفة السياسية وتحت حجج واهية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية الفلسطينية وليس لها تأثير على الانقسام أو المصالحة لأن من تابع كلمات الشيخ القرضاوي في كل الأماكن التي تحدث فيها أكد على الوحدة وإنهاء الانقسام و على التمسك بالحقوق والثوابت ورفض المبادرة العربية ورفض فكرة التنازل أو التبادل لأرض فلسطين؛ لأن فلسطين كل فلسطين هي حق للشعب الفلسطيني، وان من حرك هذا الصنف هو فوبيا الشرعية الزائفة ووحدة التمثيل الفلسطيني هي نفس "التوشيحة" المتكررة مع أي شخصية تزور قطاع غزة سياسية كانت أو دينية أو حتى ثقافية أو رياضية.

حل القرضاوي ضيفا مكرما عزيزا على فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة واستقبل استقبالا يليق بمكانته وحملت رسالته أبعادا متعددة سياسية وعقدية وفكرية ومضت زيارته وغادر قطاع غزة والوفد المرافق له سالما غانما معافى، ومضت ساعات زيارته أسرع من البرق ولكن آثارها باقية وشحنتها النفسية والمعنوية عالية.

ورسالة القرضاوي أنعشت قلوب المؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته على كامل التراب الأمر الذي أغاظ الكارهين للحق الفلسطيني، زيارة القرضاوي حملت في جلها رسالة تؤكد على البعد الإسلامي وان الأمة الإسلامية والتي يمثلها العلماء تقف الى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه وستعمل على تحريض الأمة نحو الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني وعدم التفريط بحقوق وثوابت الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة