اختطفت جماعة "اللهو الخفي" سبعة جنود مصريين في سيناء وحولتهم إلى رهائن، للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين سيناوية متهمين بتنفيذ جرائم قتل وتفجيرات، وردا على ذلك نفذ جنود مصريون على معبر رفح عملية احتجاز لكل أبناء قطاع غزة، وحولوهم إلى رهائن ممنوعين من الخروج أو الدخول للقطاع حتى إطلاق سراح الجنود المصريين السبعة.
ورغم ما ثبت بعد إطلاق سراح الجنود، أن غزة وأهلها بحماسها وحكومتها ليس لها لا ناقة ولا بعير في القصة، لكن القطاع أصبح مطية للأطراف المصرية المتصارعة، سواء معارضة، إعلام، أجهزة أمنية، فنانين، صحفيين، مقدمي برامج، ونخشى أن تدخل الراقصات على خط الهجوم، ويتهمن غزة بضرب سياحة "هز يا وز".
ولأن الشقيقة الكبرى تعيش مرحلة نفاس ما بعد ولادة الثورة، فإننا مضطرون لتحمل معاناتها، والحرص على راحتها حتى تقوم لنا بالسلامة، وإلا أصيبت الشقيقة بحمى النفاس، وقد يموت الجنين، وتنتكس الأم، وبدل أن تجني القضية الفلسطينية ثمار الثورة، تصاب بـ "وكسة" كنكسة العام 67 يوم سقطت غزة من أيدي الجيش المصري، ووقعت بين مخالب الاحتلال (الإسرائيلي).
في المحصلة النهائية ستبقى غزة رهينة مرحلة التحول في مصر، ومعبر رفح الحبل الملفوف حول رقبتنا، كلما تخانق مصري مع زميله يشدا الحبل على رقبتنا، ويصرخا على بعض: "سيب وانا اسيب"، بينما يتدلى لساننا، وتطلع عينين أبونا.
سواء كانت قصة الخطف مفبركة أو حقيقية، فإن الواقع يشير إلى أن أزمة الرهائن سوف تتواصل: الرئيس المصري رهينة، لابتزاز الإخوان، وميادين التحرير رهينة بيد المعارضة، والإعلام رهينة بيد المال، وسيناء رهينة كامب ديفيد، والثورة رهينة لخنق غزة، وغزة رهينة لتهجين حماس.
وأمام قطار الرهائن ما باليد حيلة، سوى البحث عن وسيلة للوصول لقلب المواطن المصري الذي يتعرض يوميا لغسيل دماغ من الحديدي ويوسف وأديب والجلاد والشاذلي، وسي بي سي ودريم والحياة والنهار والتحرير، والشروق والمصري اليوم والوطن.
ولهذا اقترح تركيب أجهزة صوت كبيرة على طول الحدود بين غزة ومصر، والبث عبر موجات راديو ولاسلكي، ثم نستدعي عبد الحليم ليذكرهم بأغاني: أحلف بسماها، وعاش اللي قال، البندقية اتكلمت، الفجر لاح، بالأحضان يا سينا، حكاية شعب، فدائي.
ثم نطلب من أم كلثوم ان تغني: انا الشعب، مصر تتحدث عن نفسها. ولا مانع من الاستعانة باللواء محمد عبد الوهاب ليهزهم: أخي جاوز الظالمون المدى، حي على الفلاح.
وندعو سيد مكاوي ان يعلمهم: الارض بتتكلم عربي، ونردد خلف الصوت الجماعي: بسم الله، والله زمان يا سلاحي، تعيشي يا بلدي، رايحين في ايدنا سلاح، ثم ننهي بنشيد الجلاء، ونشيد القسم، ونشيد الله أكبر.
بعد كل ذلك ربما تصل الرسالة التي فشلت في إيصالها الاتصالات الرسمية مع المؤسسة الرئاسية، والأمنية، والدبلوماسية، رسالة نريد أن يشربها المواطن المصري مع مياه النيل.