غزة – الرسالة نت
في ذكرى مضي نصف عقد على تأسيسه أعلن نادي صناع الحياة عن اعتماد سياسيات واستراتيجيات جديدة في مجال العمل مع الشباب, منوهاً إلى أن تفعيل الشباب سترتكز في المرحلة القادمة إلى منهجية عمل تعتمد أساساً على استجلاب الأفكار والبرامج من عقول وطموحات الشباب دون الاعتماد على الخطط البرامجية الجاهزة.
وقد أعلن صناع الحياة خلال مؤتمرهم العام والذي حمل شعار "صناع الحياة قلب نابض"، في قاعة الهلال الأحمر بغزة، مطلقاً العديد من المبادرات التنموية الشبابية، الهادفة إلى صناعة الشخصية القيادة المؤثرة وزرع روح التغيير الايجابي لدى أبناء المجتمع الفلسطيني وخاصة الشباب.
الادارة الاستراتيجية
وقال الأستاذ سامي عكيلة رئيس النادي: " اعتمد النادي سياسة الإدارة البسيطة مع تغليب المركزية على اللامركزية, وكذلك سياسة الانشطة ذات التأثير الأكبر والتكلفة الأقل والوقت القصير والتي ترتكز في التنفيذ على فرق العمل المؤقتة وليست الدائمة".
وأكد عكيلة في سياق حديثه عن جديد السياسات على أن النادي اعتمد استراتيجية التركيز في شتى مناحي العمل, وعززنا مبدأ الإدارة بالأهداف والمشاركة, كركن من أهم أركان الإدارة الإستراتيجية.
وتابع :"أوجدنا منهجية عمل جديدة في تفعيل الشباب, تعتمد أساساً على استجلاب الأفكار والبرامج من عقول وطموحات الشباب دون الاعتماد على الخطط البرامجية الجاهزة المقدمة من الإدارة, وبذلك تتركز مهمة الإدارة في التدريب والتعزيز والتوجيه والتنظيم والتقييم".
وأوضح عكيلة أن النادي أعلن سابقا عن فتح باب الاقتراحات والمبادرات الشبابية, ولقد وصله خلال الفترة 30 مبادرة شبابية قدمها أفراد ومجموعات, منوهاً إلى أن النادي اعتمد منها 12 مبادرة شبابية، انطبقت عليها المعايير الموضوعة.
ولفت إلى أن النادي منح قادة المبادرات فترة زمنية 6 أشهر، لإثبات الذات وتحقيق الأهداف المقدمة في كل مبادرة، منوها أن النادي سيقدم الدعم الإداري والقانوني الكامل لهذه المشاريع، وسيمنح لها تدريب كامل، ودعم إعلاني كامل ودعم لوجستي جزئي، ثم تكريم مادي ومعنوي نهاية فترة المنافسة.
وشدد على أن المبادرات في نادي صناع الحياة لا تأتي في سياق تحقيق أهداف المبادرات الخاصة بالدرجة الأولى, إنما في سياق تحقق الغاية العليا للنادي والمتمثلة في صناعة القائد الفاعل, حيث أن المبادرات تعتبر بيئات عمل وتربية حقيقية بإمكانها أن ترسم ملامح القيادة العملية المؤثرة.
ضريبة الايجابية
وفي سياق حديثه عن فلسفة النادي قال عكيلة "عندما اخترنا طريق صناعة الحياة كنا نعلم يقينا ضريبة هذا الاختيار، فلما حلت بنا الشدائد والأنواء، قابلناها في كل مرة بالصبر والثبات على الجادة"، لافتا أن لدى صناع الحياة قادة شامخين، تخرجوا من مدرسة الابتلاء والشدائد" .
وأوضح أن ما أصاب فلسطين من إجرام وعدوان وحصار، وما نتج عن الحصار من عذابات أصاب نادي صناع الحياة، كمؤسسة وطنية صغيرة تحيى في قلب الوطن الكبير، مشيرا أن ما وقع على أبناء على شعبنا، وقع على أعضاء نادي صناع الحياة .
وبين انه مع اشتداد الأزمات وحلكة الليل كان نادي صناع الحياة أمام خيارين لا ثالث لهما، خيار العودة إلى البيوت والفراش، والثاني خيار التحدي والثبات، وقال " لان الموت نهاية حتمية لكل خيار منهما فإننا اخترنا بكل شجاعة أن نموت وفي يدنا معاول البناء ، والغرس مقبلين في طريق العطاء والبناء ".
وأشار أن نادي صناع الحياة أشد وأصلب بعد خمس سنوات من تأسيسه، قائلا " إن الرماة على ما زالوا على الجبل ثابتين، مجددا التأكيد أن نادي صناع الحياة نجح في إيجاد نموذج عملي مشرق يجمع بين الإيمان والقيم والمبادئ والتمنية، مضيفا " نقول أننا أخفقنا في العديد من الممارسات الميدانية التي تأتي في سياق الدروس العملية التي تلقيناها في مدرسة الميدان العتيدة ".
وأهاب رئيس النادي بالشباب الحضور، أن ينتسبوا لهذه المبادرات ويشاركوا فيها, داعياً المؤسسات والأفراد المهتمين بالشباب أن يبادروا في دعم قادة المبادرات وتبني أهدافهم التننموية معنوياً ومالياً.
المبادرات
والمبادرات التي تقدم الشباب القادة بعرضها تتمثل في مبادرة "حدد هدفك" التي تسعى لتوعية الشباب من اجل تحديد الهدف، ومبادرة "يلا ينفكر" والتي يُطمح من خلالها إلى تمكين الشباب وامدامهم بأدوات تفكير للإسهام في تنمية المجتمع, ومبادرة تعزيز التسامح بين أبناء المجتمع, ومبادرة "في الميدان" الهادفة للتضامن مع الطبقات الكادحة في المجتمع, ومبادرة "تعزيز القراءة" الرامية إلى نشر ثقافة القراءة بين أوساط الشباب, ومبادرة "غزة جميلة خضراء" الهادفة إلى نشر ثقافة التشجير وحماية المساحات الخضراء في غزة, ومبادرة "أمهات مرشدات" الهادفة إلى إعداد الأم المثقفة نفسيا وتربويا, ومبادرة نشر العادات الصحية السليمة بين الأطفال, ومباردة الحد من تعاطي حبوب الترامال, ومبادرة "صناعة القائد", ومبادرة "الحرية النفسية" الهادفة إلى تحرير النفس من الشحنات السلبية, "أنا و أنت" الهادفة لتعزيز يقافة الحوار في المجتمع, ومبادرة "أسعد بيت" لنشر السكينة في أوساط الأسر.
وفي نهاية اللقاء كرم نادي صناع الحياة، عائلة صانعة الحياة "إسلام الفرا" إحدى ناشطات النادي التي وافتها المنية، كما منح النادي درع التكريم الأول ولقب "العائلة المعطاءة" لعائلة صانعة الحياة عبير المصري, و درع التكريم الأول ولقب "الصانعة القائدة" لصانعة الحياة م. دعاء الحتة.
كما تخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي حول تاريخ نادي صناع الحياة وإنجازاته، وريبورتاج مصور حول حياة الصانعة المتوفاه إسلام الفرا.