لكل منا هدف يسعى إليه، ولكل شعب أو أمة هدف أيضا تعمل على تحقيقه، ونحن وامتنا وشعبنا لدينا هدف ليس ككل الأهداف، هدفنا من السمو بمكان، الأفئدة قبل العيون ترنو إليه، إنها القدس الأرض التي باركها الله وبارك من حولها، القدس التي تأن وتصرخ ليل نهار: يا عرب يا مسلمون تحركوا فالوقت يسير متسارعا، ويهود يسابقون الزمن لطمس معالمي، وهدم أركاني زعما منهم أن مسجدكم الأقصى بني على وهمهم المزعوم وهيكلهم الذي لا وجود له على ارضي إلا في مخيلتهم المريضة التي تحركها أحقادهم وكراهيتهم، فلا تتركوني نهشا لهم ولا تسمحوا لهم بالتحرك نحوي لتقسيمي بين روادي أصحاب الحق انتم وبين شذاذ الآفاق أنجاس الأرض.
صمتكم يكاد يقتلني بطأكم زاد في حراكهم نحو تحقيق أهدافهم الخبيثة، فهل ستتركونهم أم أننا سنجد فيكم من يهب ويثور ويتحرك، لتكن خطواتكم الأولي نحوي من هذه المسيرة العالمية نحو القدس، صحيح ان مسيرتكم سوف تتوقف عند اقرب نقطة مني ولكنها بداية للوصول نحوي، لا تتردوا بالمسير تحركوا فهذا واجب إنساني وديني علينا أن ندفع به وأن نشارك جميعا في هذه المسيرة نحو القدس انتظارا للزحف الأكبر، زحف التحرير والخلاص.
لا تستهينوا بهذا الحراك السلمي الذي يحمل رسالة سامية ونبيلة تؤكد على أن للقدس من فيه نخوة المعتصم، أروا الصهاينة وغلاة يهود منكم ما يكرهون، وذكروهم أنكم لازلتم متمسكون وأنكم قادمون بإذن الله نحو الوعد المحتوم "وليتبروا ما علو تتبيرا" هذا وعد الله القادر على كل شيء، هو بحاجة إلى من يعمل على تحقيقه، ومن يجب أن يعمل على تحقيقه نحن المسلمون، وعلينا أن نحرك احرار العالم ليشاركونا هذا العمل الإنساني وهو تحرير الأرض والمقدسات من المستعمر الغاصب، هذا الغاصب الذي لا يحترم دينا ولا حضارة ولا انسانا، ويعمل على قتل البشر وتدمير الحجر وقلع الشجر، بل زاد أكثر حيث يسعى الى تزوير التاريخ ومحو الجغرافيا وهدم معالم حضارية راسخة على مر التاريخ.
إن المسيرة العالمية نحو القدس يجب أن تكون البداية وليس كأي بداية، هذه المسيرة التي ستنطلق من أصقاع الأرض يجب أن تكون بحجم مدينة القدس وأهميتها ارض الديانات ومسرى رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، يجب ألا يشغلنا عن المشاركة فيها أي شاغل أو يحول بيننا وبين أن نهب جميعا للمشاركة فيها لأنها من الواجبات التي يفرضها علينا ديننا، أليس فلسطين والقدس والأقصى ارض وقف إسلامي محتل ومغتصب؟، أليس من الواجب الديني العمل على تحرير هذه الأرض من قبل المسلمين؟ وأن تحريرها بات فرض عين وليس فرض كفاية بعد أن عجز سكانها من الفلسطينيين على طرد الغاصب المحتل لغياب العدالة والإنصاف العالمي، ولاختلال ميزان القوى مع العدو الصهيوني، أليس الشعب الفلسطيني شعب مقهور مطرود من أرضه شتتته العصابات الصهيونية في بقاع المعمورة، أليس من الواجب الإنساني أن تعاد له أرضه وحقوقه؟.
نحن مدعون إلى ضرورة المشاركة والمشاركة الفاعلة وان نستنفر الجميع من أجل الدفاع عن القدس وفلسطين، القدس التي تهود.. القدس التي يراد لها كمرحلة أولى أن تقسم كما قسم المسجد الإبراهيمي في الخليل، فهل تقبلون أن يقسم الحرم القدسي بين المسلمين وبين يهود ليمارسوا شذوذهم عليه ويدنسونه، أتدنس باحات الأقصى وفينا ما يزيد عن المليار.
المعيار يا أيها المليار هو يوم المسيرة العالمية نحو القدس لكي تؤكد للجميع أننا ما نسينا يوما أن لنا مسجدا محتلا يسعى العدو إلى تهويده وتقسيمه ثم هدم مستغلا حالة الصمت القاتلة التي يعيشها أهله من المسلمين، فبعد هذا اليوم يجب ألا نصمت، ويجب أن تحرك، وهذا المسير يجب أن يكون البداية القوية الهادرة القادرة على إثبات أن للقدس من يحميها، أن للقدس من يهب لنصرتها، ننتظركم جميعا للمشاركة أنتم وأبناؤكم ونساؤكم فلا تقاعس بعد اليوم، ولا نامت أعين الجبناء.