إلى جوار صورة المغدور "أمين شراب" جلس الصراف عاطف البشيتي في سوق العملة وسط مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة, يتصبّب منه العرق بعد ساعات طويلة من العمل تحت أشعة الشمس.
يحدّق البشيتي النظر مجددًا في صورة للمغدور شرّاب علقت على مدخل المحل الذي وقعت خلف أبوابه المغلقة جريمة قتله, فينتابه الحزن والخوف في آن واحد لعدم تعرف الجهات الأمنية على مرتكبيها.
ويزداد خوف البشيتي لمعرفته بأن حالات عدة ومحاولات سرقة قد وقعت في هذا السوق من قبل.
ويستعرض موقفًا حدث لأخيه الصراف فيقول " قبل أسبوع تعرض مجهولون لأخي في آخر هذا الشارع وأطلقوا عليه النار, لكن أخي تمكن من الافلات منهم بأعجوبة", مشيرًا إلى أنهم أبلغوا الشرطة بالحادثة لكن قُيِّدت في السجلات شكوى ضد مجهول.
حادثة مقتل شراب في محله زاد هاجس أصحاب محلات الصرافة في قطاع غزة بشكل عام؛ ما دفعهم إلى دقِّ ناقوس الخطر بعد تكرار حالات القتل التي وقعت مؤخّرًا .
واتخذ الصرافون خطوات عدة لحثِّ الحكومة في القطاع على حماية الصرافين , فاعتصم عشراتٌ منهم أمام المجلس التشريعي في مدينة غزة , فيما علّق الصرّافون في مدينة خانيونس عملهم لمدة ساعتين ظهر الاثنين لذات الهدف.
ويطالب البشيتي الجهات المختصة ووازرة الداخلية بتوفير الأمن للصرافين وتركيب شبكة كاميرات مراقبة متصلة بين الشرطة ومكاتب الصرافة لسرعة التجاوب في حال حدوث أي اشكاليات.
ويشير إلى أن الجريمة التي وقعت في خانيونس صعبة جدا وأثارت كثيرًا من التخوفات, خاصة أن حالات سرقة عدة حدثت في المنطقة, والحكومة لم تفعل شيء إزاء السرقات.
ويدعو البشيتي، الحكومة لاتخاذ اجراءات أكثر صرامة للحد من مستوى الجريمة, وإعادة حالة الأمن الذي تمتع بها القطاع لسنوات, مضيفًا "حالة الأمن بغزة اهتزت في الفترة الأخيرة".
كاميرات مراقبة
كإجراء احترازي أمدّ كثيرٌ من أصحاب محلات الصرافة في الآونة الأخيرة محلاتهم بكاميرات مراقبة لمتابعة أي حالات قد تنجم بداخلها.
ويشارك الصراف الشاب أبو فوزي أبو عمر، البشيتي في مطلبه بتركيب كاميرات مراقبة تتبع لوزارة الداخلية تغطي سوق الصرافة بالكامل , كونه مستهدف باستمرار، حسب قوله.
وزاد في مطلبه بتوفير دوريات شرطة دائمة في سوق الصرافة من الساعة التاسعة صباحًا حتى التاسعة مساءً.
ودعا أبو فوزي وزارة الداخلية إلى سرعة الكشف عن ملابسات جريمة القتل بحق "شرّاب", ومحاسبة القتلة أمام الجميع ليكون رادعًا لكل من تُسوّل له نفسه ارتكاب جريمة قتل .
وطالب الداخلية بإلزام الصرّافين بتركيب كاميرات مراقبة داخلية وخارجية, ومتابعة هذا الأمر.
من جهته أكد المقدم حسام شهوان محافظ مدينة خانيونس في حديث مقتضب لـ"لرسالة نت" أن التحقيقات بشأن مقتل شرّاب ما زالت جارية , وأن الشرطة ستعلن عن نتائج هذه التحقيقات حين الانتهاء منها .
ولم يفصح شهوان عن تفاصيل تتعلق بخيوط وصلت إليها التحقيقات تقود إلى مرتكبي الجريمة .
وقال: "إن التحقيقات بهذه القضية تجري على أكثر من احتمال, ومن بينها أن تكون دوافع الجريمة السرقة, دون سرد مزيد من التفاصيل".