بخطوات سريعة تقدم شابان في الزقاق المؤدي إلى محل الصرّاف أمين شرّاب بعد أن تلقيا اشارة من ثالث بأن الظرف متاح للانقضاض على الفريسة بسهولة.
دخل أحدهما وبادر بتوجيه ضربة على رأس شرّاب، أفقدته توازنه وسقط على الأرض, ثم حاول الصراف استجماع قواه وأخذ يصرخ "حرامية .. حرامية.. حرا.."، لم تكتمل صرخاته حتى انقض عليه الثاني وجثم فوقه وغرس السكين في صدره.
في حالة من الارتباك جمع الاثنان بسرعة ما وصلت إليه أيديهما من أموال، وتركا الصراف مضرجًا بدماءه خلف مكتبه واستقلا دراجة " نارية "، ثم لاذا بالفرار.
ما سبق كانت تفاصيل مثّلها المتهمون في مسرح الجريمة، أمس الجمعة، بعدما أعلنت الشرطة بغزة القبض عليهما مساء أول أمس الخميس.
وعُثر على الصراف شراب (60 عامًا) مقتولا داخل مصرفه بالقرب من المسجد الكبير وسط خانيونس، وسجلت حينها القضية ضد مجهول.
وذكر العقيد حسام شهوان مدير شرطة خانيونس لـ"الرسالة نت" أن القتلة ثلاثة أشخاص اعترفوا بارتكاب الجريمة على خلفية السرقة. وأشار إلى أن جميعهم من سكان أبراج الشيخ زايد، شمال قطاع غزة.
للمرة الثانية عاش المنفذون أجواء جريمة قتل الصراف شراب، الأولى كانت واقعية لحظة تنفيذ العملية في نهاية شهر مايو الماضي, والثانية تمثيلية مساء أمس الجمعة مثّل خلالها المجرمون مشهد القتل بحضور قيادة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة والنيابة العامة.
واستنفرت قيادة الشرطة جميع أجهزتها بخانيونس وطوقت مسرح الجريمة وسط المحافظة، وأغلقت الطرقات المؤدية له؛ من أجل ضمان سير عملية التمثيل دون تجاوزات.
واحتشد المئات من المواطنين وعائلة المغدور شراب في مسرح الجريمة، ورددوا هتافات تطالب الشرطة بالقصاص من القتلة.
وفي مكان غير بعيد أخذ حمودة شراب شقيق المغدور يكتم غيظه وهو يراقب مشاهد تمثيل جريمة قتل شقيقه. يقول لـ"الرسالة نت": "لا نقبل سوى القصاص من القتلة، وأن تسفك دماؤهم كما سفكوا دم شقيقي".
وأضاف: "كل محب للعدالة لا يقبل إلا أن يقتص من الجناة، ونحن لا نقبل بأقل من ذلك", معربا عن ثقته بالقضاء الفلسطيني.
وحذر شقيق المغدور شراب من تبعات ما يحدث في حال عدم تطبيق القصاص من القتلة. وتابع: "نحمل الحكومة مسؤولية ذلك".
وشكر شراب الجهات الأمنية على جهودها للوصول إلى الجناة. وعقّب قائلًا: "ليعلم الجميع ألا أحد يستطيع أن يفت بعضد أمن قطاع غزة (..) نحن بخير في وجود أجهزتنا الأمنية ونعتز بها".
وسادت حالة من الارتياح شوارع خانيونس لإلقاء الشرطة القبض على المجرمين. وشهدت شوارع المحافظة مسيرات عقب عملية تمثيل الجريمة تبارك جهود الأجهزة الأمنية وتطالب بالقصاص.
من جهته قال المقدم أيوب أبو شعر مدير المكتب الاعلامي للشرطة لـ"الرسالة نت" من مكان مسرح تمثيل الجريمة: "إن الجُناة مثّلوا كيف خططوا للجريمة، وكيف ارتكبوها، وأقروا بذلك قولًا وفعلًا".
ولفت أبو شعر إلى أن المكتب الاعلامي للشرطة سيعقد مؤتمرًا اليوم السبت الساعة 11 صباحًا بمقر الإعلام الحكومي؛ للكشف عن تفاصيل الجريمة بالكامل، بحضور نهاد الرملاوي وكيل النيابة العامة بخانيونس، وعلي القدرة مدير جهاز المباحث بالمحافظة.
وأوضح أن القضية أصبحت بيد النيابة "وهي من ستكمل إجراءات التحقيق، ليجري تحويلهم بعد ذلك إلى المحكمة للنطق بالأحكام ضدهم".