قائمة الموقع

مقال: فتح تبحث عن مخرج للفضيحة

2010-02-15T07:55:00+02:00

     مصطفى الصواف    

     أخذت قضية الفساد والفضائح الأخلاقية التي ظهرت عبر وسائل الإعلام المختلفة الإسرائيلية منها والعربية والدولية، والتي تحدث عنها الضابط في المخابرات التابعة لحركة فتح في رام الله سابقا جعلت محمود عباس وحاشيته وحركة فتح في حرج شديد، لان النار أصابت العصب داخل حركة فتح وقيادتها خاصة أن المتهمين هم من كبار رجالات محمود عباس وحركة فتح.

     الفضائح والفساد شيء ليس غريبا على حركة فتح وقياداتها عبر سنوات طوال سواء في الأردن أو لبنان فـ تونس، وحيث وجدت قيادة حركة فتح وجد ذلك، فبعد أوسلو وتشكيل السلطة الفلسطينية التي أصبحت مشروع تجاري لقيادات حركة فتح، فعدد كبير من هذه القيادات جاء من تونس لا يملك إلا ملابسه وفتات من الدولارات، وأصبح بعد سنوات قليلة يملك من المال والسلطان نتيجة الفساد والرشاوى، ودخل في اللعبة عدد من قيادات فتح ممن كانوا أصلا في الداخل وظهرت الإقطاعيات الأمنية والمالية لتأخذ مكانها في غزة والضفة.

     الفساد مسألة ليست غريبة على السلطة ويعلمها الكثيرون، ولكن أن تكون بهذه الصورة على رءوس الأشهاد، وبشهادة أهل البيت، وضد من؟، مستشارين ومتنفذين في مكتب عباس، وزاد الطين بلة الفساد الأخلاقي ومساومة النساء والفتيات على اعرضاهن من أجل وظيفة أو عمل في سلطة في رام الله، هذا الأمر أكثر ما هز أركان السلطة ليس لأنها لا تعلم، وكأن الأمر لها مفاجئ؛ ولكن أن يكون ذلك عبر الفضائيات وشاشات التلفاز وبالصوت والصورة، هذه القشة التي قصمت ظهر البعير.

     الرأي العام الدولي والعربي ليس مهما الآن، وفي هذه القضية بالذات، ولكن كيف ستعالج فتح الأمر داخليا، وكيف ستخرج من هذه الأزمة التي ستؤثر على الرأي العام الفلسطيني خاصة أن الموضوع له علاقة بالأعراض والشرف، والفضائح الأخلاقية وممن؟،  من كبار مكتب الرئيس، وما لم يكن هناك عمل يحرف الرأي العام عن الفضيحة سيكون تأثيرها أكبر على حركة فتح وشعبيتها إلى جانب ما تقوم به من أفعال يندى لها جبين الشعب الفلسطيني من تعاون امني وملاحقة للمقاومة واعتقالات للشرفاء، وزاد الطين بلة شجب فياض لعملية قتل الجندي الإسرائيلي، وتعهده بعدم وقوع مثل هذه الإعمال البطولية في حين يسقط الشهداء في قطاع غزة ولم نسمع من أدان جريمة القتل.

     الوسيلة التي قد تفكر بها فتح اليوم للتغطية على فضيحة كبار مكتب عباس هو توجيه سهام الإعلام نحو حركة حماس، وبدأت ذلك بعض المواقع الإعلامية والوسائل المختلفة وسنسمع في القريب العاجل كثير من الأمور المتعلقة بحركة حماس وذلك بهدف حرف أنظار الشارع الفلسطيني عن الفضيحة وما ينتج عنها، وهذا أسلوب رخيص حقيقة، فبدلا من مواجهة الحقائق بإجراءات سريعة ومعالجة حقيقية ترخي بنتائجها الايجابية على السلطة ومحمود عباس، يسعى البعض إلى خلف حالة جديدة أو حدث جديد لصرف الأنظار على الحديث السابق، هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح، ولن تؤتي ثمارها؛ لان المواطن الفلسطيني فطن ويدرك الحقيقة ويكشف اللعبة.

     من هنا علينا أن نكون حذرين جدا في هذا المجال وان لا نثق بأي محاولة من إعلام فاشل لإدارة معركة الرد على فضائح المستشارين، ويجب أن نؤكد أن على حركة حماس أن تستمر في المنهج الذي تعاملت به مع الفضيحة منذ البداية ونأت بنفسها من أن تحشرها في معترك رذيلة وان تترك أن الناس لمزيد من الحكم، فالأمر بالنسبة لها ليس جديدا ولكن أن يأتي على لسان أهل البيت، ويذاع وينشر على الهواء، فهذه الطامة الكبرى التي ستحل بالمجرمين ومن يتستر عليهم ويحميهم.

اخبار ذات صلة