اتصل بي وقد احترق قلبه، طلب مني أن أنقل رسالته عبر الصوت العالي، لكني لم أجد أفضل من صاحب الهم كي يصرخ، لذا أنقلها مع التحفظ على الأسماء والألقاب:
كنت أعمل مع السلطة الفلسطينية حيث عينت بتاريخ1/1/2004 في محكمة صلح غزة، وكنت من الموظفين الذين لا يخافون إظهار انتمائهم وأول من قطع راتبه بعد استلام حركة حماس الحكومة، وقد بات القضاء مهمشا ومتقاعسا بسبب عدم التعامل مع القوة التنفيذية، وتم إلغاء تنفيذ الأحكام الصادرة من المحاكم وغيرها من الأمور، وقد وصلتنا الأوامر من حكومة رام الله بالاستنكاف عن العمل وعندما رفضنا قطعوا الراتب.
لاحقا تم التواصل معنا لتفعيل مجمع المحاكم، وتعليم الموظفين المتطوعين الجدد مهام العمل الملقى على عاتقهم، للنظر في حقوق العباد وإلغاء قانون الغاب، وانتشرنا في المحاكم جميعها على مستوى القطاع، وقطع أحد المسئولين في الحكومة والتشريعي وعدا على نفسه أن يكون لنا نصيب من الترقيات، واختار كل موظف من القدامى -وكان عددنا حينها 6- محكمة ليديرها، إلا شخص واحد رفض، وتجاهل المنصب من أجل العمل في قسم الحقوق.
وعند انتصاف أول ليلة من حرب الفرقان وصل إلى مستشفى الشفاء قمر تتقاطر منه الدماء، انه الشهيد هشام محمد شحادة صيام رئيس قلم محكمة صلح غزة، رحل وترك خلفه حملا ثقيلا، في محكمة صلح غزة، وتدارك موظفو المحكمة الأمر للحفاظ على إنجازات هشام، واجتمعوا خلال الحرب في محل في الشيخ رضوان، لتدارس آلية تسيير العمل في ظل الظروف الصعبة، وعقدوا النية على الاستمرار في خدمة شعبنا وتم دعوة جميع الموظفين بعد انتهاء الحرب للعودة، وجرى اختيار موظف خليفة للشهيد هشام، دون انتظار تكليف من أحد أو إجراء عملية اختيار رئيس قلم من الإدارة.
ومن هنا بدأت عملي كرئيس قلم، لم أختر المنصب ولكن قدر الله أن يستشهد هشام وأكون بديلا عنه، وحتى اليوم لم استلم تكليفا رسميا برئاسة قلم المحكمة.
واستمرت الأيام والسنين وأصبحنا نطالب بمنحنا حقوقنا، بإنهاء تكليفنا، وتثبيتنا، بما أفنينا من أجله زهرة شبابنا، في ظل ضغط العمل وصعوبته وضعف الإمكانات، حيث لم أتمكن من الحصول على إجازة سوى ليومين فقط لزواجي.
ومضت الأيام وراسلنا وخاطبنا الكثير من أجل الحصول على حقوقنا ولكن لا مجيب، لا يجوز الحصول على الدرجة المطلوبة لأن ابن السيد (..) أولى بالحصول على الدرجة وفلان وعلان أحق منا لأن لهم من يسندهم.
وتستمر المطالبات وتمضى سبع سنوات على ذلك دون مجيب، ويأتي مدير عام جديد طموح يريد الإصلاح والتطوير، ولكنه بعد خطوات كبيرة في مدة قصيرة لم تتجاوز 5 شهور يتقدم بمشروع النهوض بالمرفق الأهم ويقدم خططا وأفكارا ولكن!!
حينها يخيره (..) بين أمرين إما العمل بما هو متاح، أو تقديم كتاب نقل، وله أن يختار خلال 5 دقائق، ولكن المدير يختار كرامته والنقل.
وإلى هنا تتوقف عجلة الإصلاح والتطوير وينهض شباب لمتابعة مسيرة المدير المعزول، قررنا أن نجتمع مع أبو أكرم بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في مقر المجلس بغزة لنوصل الخطة ونخرجها من درج الوزارة، وبعدها بأيام يقرر (..) نقل جميع الموظفين المشاركين باجتماع التشريعي، معتبرا الاجتماع انقلابا عليه.
وكان نصيبي بتاريخ 9/6/2013 أن أنقل تعسفا من رئيس قلم محكمة صلح غزة لموظف في محكمة بداية خان يونس مع 20 موظفا من موظفي المحاكم والتي صدرت بحقهم كتب نقل.
وتستمر الحكاية...