قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ما يطلبه القراء

أ. وسام عفيفة (أرشيف)
أ. وسام عفيفة (أرشيف)

بقلم/ وسام عفيفة

على غرار بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية مثل ما يطلبه المستمعون أو ما يطلبه المشاهدون، تلقيت العديد من الاتصالات والطلبات من قراء ومتابعين يرغبون أن يسمعوا صوتا عاليا حول العديد من القضايا السياسية والمجتمعية، لذا فقد ارتأيت ان ألبي رغبة بعض الكرام من القراء وأصدقاء الصوت العالي:

الحاج أبو تيسير في السبعينات من عمره، ذو ثقافة مقدرة واطلاع واسع طلب أن يقدم للقراء من خلال هذا العمود لافتة من لافتات الشاعر أحمد مطر تحت عنوان "أنا السبب"، كما عبر عن انتقاده للسلوك التفاوضي بين حماس وفتح فيما يتعلق بملف المصالحة مشددا على أن المصالحة المجتمعية أولوية مقدمة على المصالحة السياسية مستشهدا بالمثل الشعبي: "اللي عاجبه عاجيه واللي مش عاجبه ينتف حواجبه"، على أية حال ولضيق مساحة الصوت العالي أكتفي بتقديم جزء من القصيدة:

أنا السببْ

في كل ما جرى لكم

يا أيها العربْ

سلبتُكم أنهارَكم

والتينَ والزيتونَ والعنبْ

أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم

وعِرضَكم، وكلَّ غالٍ عندكم

أنا الذي طردتُكم

من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ

والقدسُ، في ضياعها، كنتُ أنا السببْ

نعم أنا.. أنا السببْ

أنا الذي لمَّا أتيتُ: المسجدُ الأقصى ذهبْ

أنا الذي أمرتُ جيشي، في الحروب كلها

بالانسحاب فانسحبْ

أنا الذي هزمتُكم

أنا الذي شردتُكم

وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ

أنا الذي كنتُ أقول للذي

يفتح منكم فمَهُ :

"شَتْ ابْ".

أما المواطنان مازن وزايد فهما مصابان بمرض القهر، كما ظهر في اتصالهما، لذا تلاقت طلباتهما بشأن ظاهرة متعددي المناصب، ولما كان هناك مثل شعبي يقول: سبع صنايع والبخت ضايع.. أصبح لدينا مثل آخر سبع مناصب وحظه ضارب، على اعتبار أن لدينا شريحة "مقطوعي الوصف"، لم يتركوا مجلس إدارة يعتب عليهم، فمنهم من يضع قدمه في جمعية خيرية والأخرى في هيئة اقتصادية، ويده في منظمة حقوقية، ويقحم أنفه في لجنة سياسية، ويترك أذنيه في دائرة تعليمية، ويهز طوله في فعالية فنية، ويلاعب حواجبه في أندية رياضية، وفي النهاية يدس إصباعه في مؤسسة صحية ليخرج من عين المختصين وأهل المهنة، ثم يحوز على سلسلة ألقاب مثل: معاليه، الدكتور، الأستاذ، الخبير، المستشار، الشيخ، الحاج، المختار.

يعني الراجل على الطلب: مقاول مجالس إدارة، هيئات استشارية، وفنية، لجان تحقيق، لجان انتخابات، لجان تأسيسية، نظريته في الحياة: نفع واستنفع.

ونظرا لتمدد وتوسع هذه الفئة أصبحت حديث المجالس وعنوان للتندر والنميمة لدى الموظفين والعاملين يقولون فيهم: "من قلة الخيل شدوا ع الكلاب سروج"، و "لولا النواطير كانت الكروم بتحمل قناطير".

 

البث المباشر