قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير إن بلاده ساعدت جنوب السودان بعد انفصاله، لكنهم وجهوا دعمهم لمن سماهم المتمردين، وذلك قبل زيارة لنائب رئيس جنوب السودان للخرطوم، وبالتزامن مع صعوبات تواجهها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى ولايتي كردفان و النيل الأزرق.
واعتبر البشير أن من يدعم الجماعات المسلحة في جوبا هي جهات معادية، وذلك عقب دعوة وزير الشباب والرياضة صديق محمد توم وممثل البشير أمس الخميس المتمردين إلى وضع السلاح والعودة إلى التفاوض.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن توم قوله، لدى حضوره حفل تخريج طلابي، إن قرار إيقاف تدفق نفط الجنوب عبر الأنابيب السودانية قرار مدروس بدقة حتى لا يُشترى من عائد البترول السلاح لضرب السودان.
وتتهم جوبا أيضا الخرطوم بدعم المتمردين على أراضيها، وينفي كل من البلدين دعم المتمردين في البلد الآخر، وسيؤدي وقف ضخ النفط إلى حرمان البلدين من عائدات تصدير الخام ورسوم نقله التي تمثل مصدرهما الرئيسي للنقد الأجنبي.
تأجيل الزيارة
وكان السودان وجنوب السودان قد اتفقا أمس على تأجيل زيارة الدكتور رياك مشار نائب رئيس دولة جنوب السودان للخرطوم حتى الخميس القادم، وذلك بعد أن كانت مقررة بعد يومين، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية أبو بكر الصديق لـ(سونا).
وقال إنه تم الاتفاق على تأجيل الزيارة لمدة أسبوع بعد مشاورات بين البلدين، بسبب غياب عدد من الوزراء السودانيين المعنيين خلال الفترة المقترحة، عقب إعلان الخارجية السودانية تسلمها مقترحا رسميا من حكومة جوبا لبحث التطورات في العلاقات بين البلدين، وتجاوز الأزمة الراهنة.
من جهته ذكر أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني السوداني ياسر يوسف أن خلاف حكومة السودان مع نظيرتها بالجنوب يتمثل في الأساس بقضية الدعم الذى تقدمه حكومة الجنوب للمتمردين والمسلحين، موضحا أن آلية تفضى لإيقاف هذا الدعم مرحب بها سواء كان عبر الزيارات أو التواصل أو الحوار أو مقترحات شريطة أن تفضي لإيقاف هذا الدعم.
وعلى مدى أشهر عدة، يحتدم الخلاف بين البلدين بسبب اتهامات دعم المتمردين لكنه أدى مؤخرا إلى انهيار اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأفريقي في مارس/آذار الماضي بشأن رسوم نقل النفط، وهو الخلاف الذي تسبب في إغلاق خط الأنابيب 16 شهرا.
وقف النار
في الأثناء، أعلنت منسقة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة فاليري أموس، أمس، أن تحالفا متمردا أعرب عن استعداده لوقف إطلاق النار بولايتي كردفان والنيل الأزرق للسماح بمرور مساعدات إنسانية، إلا أن مجموعة مسلحة لا تزال تعترض وصول الأدوية.
وصرحت أموس للصحفيين أن الجبهة الشعبية، وهي تحالف لمجموعات معادية للحكومة ينشط في جنوب كردفان ودارفور "أعرب عن استعداده للعمل معنا ومع الاتحاد الأفريقي من أجل الوصول إلى المدنيين ووقف أعمال العنف بشكل مؤقت".
وتأمل الأمم المتحدة بدء مباحثات بأديس أبابا في يونيو/ حزيران بين الحكومة السودانية والمتمردين من أجل التمكن من تلقيح 150 ألف طفل بالمنطقة.
في المقابل، شدد متمردو الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال الذين يقاتلون الجيش السوداني بولايتي كردفان والنيل الأزرق، على أن تأتي المساعدات الغذائية والأدوية التي تحاول الأمم المتحدة إيصالها من جنوب السودان "عبر الحدود" وليس من السودان كما تقترح الخرطوم.
وتقول الأمم المتحدة إن هذه المعارك تسببت بأزمة إنسانية خطيرة أثرت على مليون شخص، بينما فر أكثر من مائتي ألف شخص إلى جنوب السودان وإثيوبيا.
الجزيرة نت