قائمة الموقع

مقال: يا شماتة السكرانين

2013-07-08T09:32:46+03:00
وسام عفيفة

من يتابع آراء وتحليلات وأقلام المثقفين السكرانين يلمس حجم الابتهاج والشماتة والتشفي بما يحصل في مصر عقب الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، ينطبق عليهم المثل الشعبي: "الشماتة تبان في عيون الشمتان" بل وصلت الشماتة حد الرقص في الغرف المغلقة، وأصيب بعضهم بهستيريا الضحك ووقع على ظهره وهو يرفص بقدميه، وعندما يتجمعون في غرزهم الثقافية يشربون الأنخاب على روح مرسي وجماعته.

خلال الأيام الماضية سالت أقلامهم طربا وحقدا وبدوا كأنهم حكماء الاغريق السبعة، ينصحونا: "خذوا الحكمة من أفواه السكرانين"، ويقدمون مقاربة بين حكم الاخوان وحماس عنوانها: "الكلام إلك يا كنة واسمعي يا جارة".

كان الأولى قبل أن يتحدثوا عن الانهيار الإخواني ونهاية المشروع الاسلامي أن يقارنوا بتجربتهم بعدما سقطوا مع جدار برلين وقبلها تفكك الاتحاد السوفييتي، وكيف أصبحوا عراة يسترون عورتهم بملابس داخلية مصنوعة في مصانع الديمقراطية الأوروبية، واللاتينية الديمقراطية، والصينية الاستبدادية، ثم ارتدوا ثوبا عروبيا اشتراكيا، ومارسوا الرأسمالية الطائفية الضيقة.

 وبعد أن سقطوا مرات ومرات، وأصبحوا مثل ذوات الرايات الحمراء يستبضعون من أقلامهم، حرفوا ثقافتهم وآراءهم حسب أهواء أمراء السلطة والمال، الذين وزعوهم على أعمدة الصحف وعلى شاشات الفضائيات، ليبشروا بمشاريع التسوية مع (الإسرائيلي)، ويغطوا بسواد أقلامهم على التنسيق الأمني.

 ومع تصاعد الانقسام الفلسطيني، اشتد سعارهم وانطلقوا ينهشون جسد المقاومة، ويطاردون الحركات الإسلامية سواء في فلسطين او العالم، ينبحون بالديموقراطية، والتقدمية والحريات وحقوق المرأة، بينما يتحالفون مع المطبعين والمنبطحين والأمنيين، ثم يعلنوها اليوم بتشف: "اليوم خمر ونساء وغدا نفعل في غزة ما نشاء".

وفي ظل شماتتكم واعتقادكم أن الانقلاب في مصر يمثل قبلة الحياة لكم، فإن البشرى ردا على رسائلكم ونصائحكم بأن لهذه الاحداث ارتدادات عكسية ستعيد التفكير لدى الاسلاميين بطريقة الحكم والسياسة بحيث تستدعي مدرسة الحجاج ابن يوسف الثقفي الذي حكم العراق زمن حكم الخليفة عبد الملك ابن مروان، واقتباسا من حكمته لمن كان يفكر بالانقلاب في عهده هذه بعض من رسائله لكم:

يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال، وسننتم سنن العي، وأيم الله لألحونكم لحو العود، ولأقرعنكم قرع المروة، ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل.

فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والإهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف.

على أية حال الأحداث في مصر تفرز في المنطقة حالة اصطفاف جديدة، وهناك فريق يرفع الراية ضد المقاومة في فلسطين مستقويا بالدعاية السوداء والتشويه، وأفضل توصيف لهذا الاصطفاف المثل الشعبي: "اتلمت المكنسة مع البلاعة وصاروا رباطية وجماعة".

اخبار ذات صلة
يِا قُدٍسِ
2019-07-28T12:43:00+03:00