قائد الطوفان قائد الطوفان

"فانوس رمضان" يزيّن شوارع غزة

"فوانيس رمضان" معلقة في الشوارع (الأرشيف)
"فوانيس رمضان" معلقة في الشوارع (الأرشيف)

الرسالة نت-كمال عليان

لا تكاد تخلو شوارع قطاع غزة من الفوانيس بأشكالها المختلفة، والمصنوعة من المعدن والبلاستيك الملون والقماش ذات الألوان الزاهية، في إشارة من أهالي القطاع باستبشارهم بقدوم  شهر رمضان المبارك.

وبعد أن كان الفانوس عبارة عن علبة من الصفيح توضع بداخلها شمعة، تطوّر ليتم تشكيل هيكله باستخدام المعادن المختلفة، ومن ثم تلوين زجاجه، وتطعيمه ببعض الزخارف، وهذا كله كان يتم بشكل يدوي بحت.

استمر بعد ذلك تطور الفانوس شكلاً ومضموناً عبر الأزمان، فظهر ذلك الكهربائي الذي يعتمد في إضاءته على البطارية واللمبة بدلا من الشمعة، ليأتي بعد ذلك دور ’’الصين’’ التي تمكّنت من غزو العالم بفانوسها الذي يضيء ويتكلم ويتحرك و يحمل شكلا مغايرا تماما للفانوس المعتاد لكنه يباع أيضاً تحت اسم ’’فانوس’’.

فرحة الأطفال

من جانبه، يقول صاحب أحد محلات الألعاب في معسكر جباليا شمال غزة أبو محمد أن ذروة بيع الفوانيس الرمضانية تكون في الأسبوع الأول من شهر رمضان، مبينا أن أسعار الفوانيس بحسب حجمها.

ويضيف لـ"الرسالة نت" :" اختلاف أسعار الفوانيس يعود لاختلاف أحجامها وجودتها، في حين أن منشأها الأصلي والوحيد تقريبا هو الصين".

وأشار أبو محمد إلى أن الفانوس الذي يصدح بالأناشيد الرمضانية يعتبر المصدر الأساسي لفرحة الأطفال في رمضان.

وتتراوح أسعار الفوانيس تبعاً لحداثة شكلها، ما بين (6) و(15) للتقليدية التي تضيء بواسطة البطارية وتغني، و(20) و(25) شيقلاً للتي تحمل شكل اللعبة العادية وفيها نفس المميزات.

تراث

هناك العديد من القصص والحكايات عن سبب ارتباط الفانوس بشهر البركة، وهذا ما يوضحه المؤرخ الفلسطيني سليم المبيض بقوله: "أول فانوس أضيء هو يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي القاهرة في شهر رمضان عام 358ه بعد الغروب، فخرج الناس لاستقباله حاملين الفوانيس لينيروا له الطريق", وأضاف: "بذلك ارتبط الفانوس نفسيا بشهر رمضان وبالفرحة لقدوم المعز".

ومن القصص الأخرى لحكاية الفانوس يحدثنا المؤرخ الفلسطيني بأن الفانوس كان يستخدمه الخليفة الفاطمي ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، "وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق حاملين الفوانيس", ويذكر أيضا أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق الفوانيس.

وتعتبر مصر أكثر الدول استخداما للفانوس كتقليد في شهر مضان، ولكن هذه العادة انتقلت إلى من جيل إلى جيل.. يقول المبيض: "في الماضي كانت تنتقل الثقافات والعادات بين البلدان بصورة سريعة لأن أرض العرب للعرب.. ولا حدود ولا تأشيرات للدخول".

أما بالنسبة لفلسطين فكان الناس يخرجون للزيارات وللحكواتي ليلا فيحملون الفوانيس لعدم وجود الكهرباء، وكان الأطفال يصنعون فوانيسهم بأيديهم ويتنافسون.. منهم من يمسك بتنكة فارغة ويعمل بها بابا وثقوبا ويضيء شمعته، والآخر يستخدم زجاجة فارغة ملونة ويجتمعون ويغنون فرحا برمضان.

البث المباشر