أرهقه الاستجداء وانهار من شدة اليأس والاحباط, هكذا بدأت حال الشاب أحمد أبو عابد (32 عاما) من بني سهيلا شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة الذي رزق مؤخرا بأربعة توائم.
كان يرفض الشاب أبو عابد الزواج لأنه عاطل عن العمل ويخشى أن يظلم "بنت الناس" كما يقول.
عرضت عليه عائلته أن يبني غرفتين في قطعة أرض صغيرة قدمها له جدته فاستجاب لضغوطات العائلة وتزوج من إحدى فتيات بلدته.
لم يتمكن أبو عابد من الحصول على وظيفة أو عمل بعد الزواج؛ فتحملت الزوجة التي تعمل بجهاز الشرطة النسائية أعباء الحياة.
بعد مضي شهرين على زواجهما, أخبر الطبيب الزوجة بأنها حامل بـ 4 توائم , فرح الزوجان, لكن الأم أخذت تفكر بالمستقبل الذي ينتظر التوائم الأربعة لقلة ذات اليد.
مرت 7 أشهر على حمل الزوجة وبدأت آلام المخاض, توجهت على إثرها إلى مشفى الولادة في مجمع ناصر الطبي بخانيونس.
أخبرها الأطباء بأنها بحاجة إلى عملية قيصرية ومن الصعب التعامل مع حالتها فحولت إلى المستشفى العربي بمدينة نابلس في الضفة لخطورة الحالة.
في يوم وصول الزوجة إلى المستشفى العربي أجرى الأطباء لها عملية ولادة قيصرية ووضعت توائمها الأربع " ريماس, ريتاج, راما ومحمد" , وأوصى الأطباء بوضعهم في حضانة المستشفى لعدم اكتمال النمو.
وقال أبو عابد: "اكتشف الأطباء لاحقا وجود توسع في شبكية العين لدى الأطفال الأربعة, وأن ذلك يستدعي اجراء عمليات للشبكية".
وبعد مرور 5 أيام على الولادة رأى الأطباء ضرورة عودة الأم للقطاع في حين سيبقى الأطفال تحت المتابعة والمراقبة.
استجابت الأم لأمر الأطباء وعادت إلى غزة, ومر شهران قبل أن تعود إلى المستشفى العربي بنابلس لتحتضن أطفالها وتعود بهم إلى القطاع.
ويضيف الزوج "أبلغنا الأطباء بأنهم لم يتمكنوا من اجراء علمية لشبكية العين لطفلته راما بسبب صغر حجمها وضعف نمو أعضائها , مشيرا إلى أنه خلال الأيام المقبلة سيتوجه بها إلى نابلس لإجراء العملية".
تشابكت مشاعر الفرحة مع الخوف لدى الزوجين بتوائمهما، فهم بحاجة إلى تكاليف ومصاريف كبيرة لتأمين بيئة صحية مناسبة لهم في حين أن العائلة ليس لديها ما يسد رمقها بعد أن اضطرت الزوجة المعيلة لأخذ اجازة من عملها مدة سنة بدون راتب.
وتقول الزوجة إنها لم تتمكن من الاعتناء بأطفالها والعمل ما دفعها إلى أخذ تلك الاجازة رغم حاجة العائلة الماسة إلى المال لتوفير أساسيات الحياة لأطفالها.
وتعرب عن أملها في أن ينظر المسؤولين في وزارة الداخلية بعين الرأفة لحالة عائلتها ومنحها إجازة براتب كي تعيل أسرتها.
يشير الزوج أبو عابد إلى أنه توجه إلى العديد من المؤسسات التي تعنى بالأطفال والجمعيات الخيرية لتوفير مساعدات لأسرته , لكن دون جدوى ولم يتلقى أي مساعدة من تلك الجمعيات.
طلب مراسل "الرسالة نت" منه توجيه مناشدة فأجاب بحالة من اليأس, "أناشد مين؟.. طرقنا كثيرا من الأبواب وما في فايدة ! قول يا رب".