غزة – الرسالة نت
أكد القاضي ضياء المدهون رئيس لجنة توثيق، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يتوقف بانقضاء اليوم الثامن عشر من يناير 2009 ، بل إن العدوان ما زال مستمرا حتى اللحظة، وإن صحة مليون ونصف فلسطيني معرضة للخطر، ومعرضة للتأثير في أي لحظة بهذه المواد السامة الملوثة لكل مكونات البيئة الأساسية في قطاع غزة من ماء وتربة وهواء .
و أوضح أن الحصار المفروض على أبناء شعبنا في قطاع غزة يمنع وصول أي أجهزة أو أدوات أو خبراء لمعالجة هذا الخطر المحدق الأمر الذي ستستمر معه معاناة أبناء شعبنا إلى الأبد وسيظلون عرضة للإصابة بالأمراض غير المعروفة التي بدأت بالظهور بعد العدوان الأخير، كما بدأت تظهر حالات وفاة غريبة خلال الأشهر الأخيرة .
جاء ذلك في مستهل كلمته التي ألقاها في لقاء موسع جمعه مع وفد البرلمانيين العرب الذي جاء في زيارة لقطاع غزة كزيارة تضامنية واستطلاعية لحقيقة الأمر والوضع الصعب الذي يعيشه سكان القطاع جراء الحصار المفروض منذ سنوات وآثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة .
وكان اللقاء في فندق الكمودور بمدينة غزة وكان على رأس الوفد سعادة الشيخ الدكتور سالم الكعبي رئيس الوفد وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد البرلمانيين العرب ، وسعادة النائب نور الدين بوشكوج الأمين العام لاتحاد البرلمانيين العرب المنسق العام للوفد و22 عضو آخرين ، وحضر اللقاء وزير الأسرى محمد فرج الغول وعدد من أعضاء المجلس التشريعي .
وقال المدهون : " لقد تأكد للعالم أجمع أن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لجرائم القتل والإبادة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني خلال العدوان الأخير على غزة كان وفق سياسة دولة ممنهجة، ومخطط لها مسبقا، خاصة عندما نعلم انه تم إلقاء ما يزيد عن مليون كيلوجرام من المتفجرات على قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 365كم2 وذلك من الجو فقط ".
وذكر في إحصائية سريعة أن عدد الشهداء من الأطفال بلغ 330 ومن النساء 211 وان 15 شهيد سقط من الكوادر الطبية و13 من كوادر الدفاع المدني و7 من الإعلاميين والصحفيين 141من طلاب المدارس ، إضافة إلى استهداف وإلحاق الضرر 69 مؤسسة صحية و28 سيارة إسعاف 181 مدرسة 67 روضة أطفال و6 من الجامعات والمعاهد .
وتم استهداف 51917 منزل دمر منها كليا 3327 واستهدفت المساجد فدمر 45 مسجد كليا من أصل 100 مسجد تم استهدافها وجرف 18518 دونم و717بئر مياه 883 خزان مياه كل هذه الأعيان المدنية استهدفت عن قصد وضمن حملة ممنهجة لتركيع أبناء شعبنا وكسر صمودهم .
وانتهز المدهون فرصة لقائه بالوفد وطالبهم لتفعيل أدوات الملاحقة القضائية في دولهم، خاصة التأكيد على تبني مبدأ الولاية القضائية الدولية في تشريعاتهم وفقا لاتفاقيات جنيف واتخاذ إجراءات تشريعية تلزم لفرض عقوبات جزائية فعالة علي الأشخاص الذين يقترفون أو يأمرون باقتراف هذه الجرائم وملاحقة المتهمين باقترافها، وبتقديمهم إلي محاكمة .
كما طالبهم بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه سكان قطاع غزة، وضرورة إرسال بعثات فنية إلى قطاع غزة، لمتابعة النتائج الخطيرة التي أظهرت استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلحة غير تقليدية، ذات تأثير مباشر على السكان المدنيين والبيئة.
وناشد الوفد للعمل بشكل جاد لكسر هذا الحصار الظالم – الذي يمثل في حد ذاته جريمة ضد الإنسانية - عن أبناء شعبنا في قطاع غزة ،و عدم ترك هذا الشعب الصامد لتنكسر إرادته تحت سياط المحتل ، والعمل بشكل جاد لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال وإيواء المشردين من أبناء شعبنا الذين ما زال العشرات منهم إن لم يكن المئات يعيشون في الخيام في ظروف قاسية .
وبدوره رحب الوزير الغول بالوفد الضيف مؤكدا أن الاحتلال لم ينجح هذه المرة في إخفاء جرائمه لفقد فضح على مستوى العالم والفضائيات وتقرير غولدستون اكبر دليل على ذلك والذي يعد جزءا من المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين كالقتل الجماعي وتدمير البيوت وتجريف الأراضي الزراعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا .
وفي ختام كلمته قال الغول : " نأمل إن تتكرر هذه الزيارات والآن لن يستطيع الاحتلال أن يفلت من العقاب لان صاحب الحق مصمم أن ينال حقه ولن يضيع حقوقه".
وتم توزيع سي دي وعدد من التقارير للجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الفلسطينيين على الوفد الضيف .
وبدوره قال الدكتور سالم الكعبي رئيس الوفد :" إن موقفنا كاتحاد برلمانيين عرب كموقف أي موقف عربي شريف مساند وداعم للقضية الفلسطينية ، وان زيارتنا جاءت ترجمة لدعم صمود الشعب الفلسطيني عامة وسكان قطاع غزة خاصة وذلك بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع " .
وفي نهاية اللقاء حضر الوفد مسرحية محاكمة قاتل الأطفال والتي مثلها الضحايا الأطفال ، وعبر الوفد عن تضامنه معهم بعد أن التقوا بهم في ختام العرض.